برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد عقد بمركز “بى لمباس” بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة اللقاء الشهرى المرتقب حيث ألقت الدكتورة آمال جورجى عضو اللجنة الدولية للدرسات القبطية محاضرة بعنوان “أسباب مجئ العائلة المقدسة الى مصر” فى حضور العديد من الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام.
بدء اللقاء بصلاة أفتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس ثم رحب بالحضور الكريم .
وفى البداية أستعرضت الدكتورة آمال جورجى مجهودات الدولة ممثلة فى وزارة السياحة ووزارة الآثار والجهات المعنية لدعم ملف رحلة العائلة المقدسة الى أرض مصر كذلك دور الكنيسة ومؤسسات المجتمع المدنى من جمعيات وهيئات ونقابات لهذا الملف.
وذلك منذ قام قداسة البابا فرنسيس بابا الكاثوليك بتدشين أيقونة رحلة العائلة المقدسة ودعوة العالم كلة لزيارة مصر والتبرك بمسار رحلة العائلة المقدسة داخل الأراضى المصرية ،كذلك المجهود الكبير الذى قام بة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى توجية الحكومة لأهمية استثمار مسار الرحلة ليكون داعم للسياحة الدينية المصرية بالمنطقة والإهتمام بتطوير هذا المسار والعمل على تشجيع وتسهيل مهمة السائح عند تفقدة نقاط المسار بتجهيز الطرق والأماكن من إنارة وخدمات وبزارات.
كذلك أشارت الدكتورة للعديد من الإحتفالات التى أقيمت مؤخر لتخليد هذا الحدث والذكرى الهامة منها أحتفالية نقابة المرشدين ونقابة الصحفيين وأصدارات مصلحة سك العملة من عملات تذكارية لتخليد الحدث والإحتفالية الأخيرة لجمعية حماية التراث المصرى برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وحضور قداسة البابا تواضروس الثانى.
ثم ألقت الدكتورة آمال جورجى الضوء على أربع نقاط أساسية تلخص لماذا أتت العائلة المقدسة الى أرض مصر فقالت:”لا أحب أن أقول أتت العائلة المقدسة الى مصر أو دخول العائلة المقدسة الى مصر بل أحب أن ألتزم بالنص الإنجيلى هروب العائلة المقدسة الى أرض مصر فكنيستنا كنيسة إنجيلية ودستورها الكتاب المقدس،وفى إنجيل معلمنا متى البشير إصحاح الثانى أية 13 يقول:
وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: “قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ” ،فلم تكن يد العناية الإلهية قاصرة على حماية هذه الأسرة من بطش هيرودس الملك بدون تحمل مشاق هذة الرحلة بالنسبة للعذراء الرقيقة التى أنهكت قواها الصوم والصلاة داخل الهيكل والمسيح الرضيع والشيح الوقور المسن،
ومن أهم أسباب هروب العائلة المقدسة الى أرض مصر أربعة أسباب:
أولا: تحقيق النبوات
وكما ذكر فى إنجيل الصعود قول السيد المسيح لتلاميذه لابد من تحقيق كل ماهو مكتوب فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير.
كذلك يقول معلمنا بطرس الرسول فى الرسالة الثانية الإصحاح الأول أية 21 أَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ
فلابد أن تتحقق هذه النبوات
وتعتبر أهم نبوة ما أعلنه أشعياء النبى فى أشعياء 19 “مبارك شعبى مصر” فأعظم بركة نالتها مصر هى هروب العائلة المقدسة اليها فقد مشيت العائلة المقدسة فى شوارعنا وشربت من مياة النيل وأجتازت فى القرى والنجوع بركات كثيرة سبقت هذة الرحلة وبركات كثيرة لاحقة لهروب العائلة المقدسة الى مصر فقبل الهروب الى مصر.
تبارك شعب مصر بمجئ يوسف الصديق الذى أنقذ مصر من مجاعة محققة بل أنقذ العالم كله.
وايضا تبارك شعب مصر بمجئ موسى النبى رئيس الأنبياء الذى أستلم لوحى الشريعة على جبل سيناء المصرى.
وتبارك ايضا شعب مصر بمجئ مارمرقس الرسول الذى فجر الشرارة الأولى للمسيحية بمصر وأسس الكليلت اللاهوتية والمعاهد الدينية .
وتبارك ايضا شعب مصر بوجود الكنيسة المصرية كنيسة الشهداء وإذا أخذنا شهداء كنائس العالم فى كفة وشهداء الكنيسة المصرية فى كفة اخرى لرجحت كفة شهداء الكنيسة القبطية الأرثوزكسية .
كذلك تبارك شعب مصر بظهور الرهبنة القبطية على أرضها والذى يدين لها العالم كلة وهنا أود أن أذكر قول قداسة البابا تواضروس الثانى “الرهبنة القبطية هى جوهرة مصر”
ايضا تبارك شعب مصر بظهور القديسة العذراء مريم على قباب كنيستها بالزيتون والذى أستمر لأكثر من سنتين مصحوبا بالمعجزات وذلك فى عهد قداسة البابا كيرلس السادس.
كما توجد نبوة أخرى فى هوشع 11 :1 تقول ” من مصر دعوت ابنى ” وهذا شرف كبير لنا أن السيد المسيح يختار مصر ويفضلها عن كل بلاد العالم المسيح الذى لم يكن له مكان ليسند راسة يجد مكان فى قلوب كل المصريين.
فلم يكن لهيرودس الملك أن يقبل المسيح ومثلما قتل أطفال بيت لحم فى هذه الحالة كان سيدعى أن المسيح مجرد روح بدون جسد ويفسد عقول البسطاء عن فكرة التجسد .
وهنا ياتى السؤال لماذا لم يستطيع هيرودس أن يقتل المسيح ؟
وتكون الإجابة لأن المسيح هو الطفل الإلهى منذ أن أخذ جسده من السيدة العذراء فلاهوتة لم يفارق نسوتة لحظة واحدة ولا طرفة عين.
ثانيا:لأن ساعتة لم تاتى بعد
وهذة العبارة لم يقولها السيد المسيح فى أحداث الصلب أو فى عرس قان الجليل فحسب فيذكر التقليد أن شخصا أسمه يوسى من أقارب يوسف النجار تحمل آلآم السفر فى رحلة شاقة وطويلة ليلحق بالعائلة المقدسة ويخبرهم بأن هيرودس الملك أرسل عشرات الجنود خلفهم ليقتلو الطفل فخافت مريم وبكت وأحتضنت الطفل يسوع فما كان من الطفل غير تهدئة القديسة مريم وقال لها لاتخافى ياأمى لأن ساعتى لم تأـى بعد وقال ليوسى ” يا يوسى لقد تعبت من أجلنا كثيراً وتحملت مشاق السفر أميالاً عدة إن أجرك كبير “، ثم قال له: ” والآن أسترح أنت وهنا يمكنك أن ترقد ، فأطاع يوسى وأخذ حجراً ووضعه تحت رأسه وأغمض عينيه “، وما هى إلا فترة قصيرة حتى أسلم الروح فنهض القديس يوسف النجار ومعه سالومى وقاما بدفن جثة يوسى بالقرب من البيت.
ثالثا : يريد الله أن يعلمنا أن نهرب من الشر
بكل الوانه ولا نقف ضد الخطية بكل أنواعها لأن كل قتلاها أقوياء ويقول بولس الرسول لتلميذه أهرب من المناقشات الغبية.
ومن المعروف أن السيد المسيح لم يهرب من الشر منذ طفولتة فقط بل فى فترة خدمتة ايضا فنجد أن معلمنا متى البشير ومعلمنا يوحنا البشير يذكرون أن اليهود أخذو حجارة ليرجموة لكن السيد المسيح أجتاز فى وسطهم وهرب من الشر مع أنه كما قال يستطيع أن يطلب من أباه ان يرسل له أثنى عشر من القوات السمائية ولكنه لم يفعل.
رابعا : القضاء على الوثنية
وبالفعل كل مكان كان يخطوة السيد الميسح كانت الأصنام تتساقط على وجهها أمامه هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.” (إش 19: 1)
ثم أستعرضت الدكتورة آمال جورجى، بعض المواقع الجغرافية التى مرت بها العائلة المقدسة فى أرض مصر وكل مكان زارتة العائلة المقدسة اخذ بركات خاصة تعلن عنها السماء فى حينة فنجد فى المطرية حينما أراد جنود نابليون قطع جزء من شجرة مريم اخرجت الدماء من مكان القطع فتركوها وإنصرفوا عنها كذلك خروج نبع من الماء بجوار شجرة مريم كان يروى حديقة كبيرة من نبات البلسم وكل هذه الماكن مصحوبة بمعجزات عديدة.
كذلك منطقة وادى النطرون فقد قال الطفل يسوع لامه عند زيارة المنطقة أن هذه المنطقة ستكون عامرة بالرهبان وستبنى بيعة على أسمك بها .
وفى المعادى عام 1976م ظهر الكتاب المقدس بحجمة الكبير باللغة العربية طافى على سطح مياه نهر النيل حتى أستقر أمام مدخل الكنيسة على الشاطئ وهو مفتوح على صفحة فى سفر أشعياء النبى والآية “مبارك شعبى مصر ”
ايضا منطقة سمالوط جبل الطير أو جبل الكف وقد كان هناك صخرة كبيرة كادت أن تسقط فسندها الطفل يسوع بيده فطبع كف الطفل عليها وهى الى الأن محفوظة بمتحف اللوفر .
وايضا منطقة مصر القديمة والتى جلست العائلة المقدسة بها لفترة ليست بقصيرة حيث كنيسة الكهف او كنيسة المغارة أسفل كنيسة أبى سرجة وبها أقدم مذبح حشبى فى العالم وهو محفوظ حاليا بالمتحف القبطى بقاعة خاصة.
ثم منطقة جبل قسقام والتى أستمرت بها العائلة المقدسة ستة أشهر وعشرة أيام وأقيم بها أقدم كنيسة وبها أقدم مذبح حجرى فى مصر يتوسط أرض مصر من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب كوعد السيد المسيح لامه أن يبنى فى هذا المكان كنيسة على أسمها وقد دشنت هذه الكنيسة بيد السيد المسيح نفسه وكان نموذج للتدشين يحتزى به حتى الأن ومن المعروف أن العائلة المقدسة قطعت مسافة تقدر بحوالى ألفى كيلو متر فى رحلتها متحملين الجوع والعطش والأتعاب ومخاطر الطرق واللصوص والحيونات البرية وحلافة من أجل خلاص البشرية كما أن الفترة التى مكثتها االعائلة المقدسة فى أرض مصر وذلك بناء على ميمر الأنبا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية وميمر القديس كيرلس الرابع تقدر بحوالى ثلاثة سنوات وبضعة أشهر.
كذلك أستعرضت الدكتورة آمال جورجى العديد من الأيقونات القبطية التى تسجل لرحلة العائلة المقدس فى العديد من الأماكن والكنائس والأديرة الأثرية لكبار الرسامين مثل يوحنا الأرمانى وإنسطاسى الرومى وغيرهم .
وأختتم اللقاء بمناقشات ثرية من الحضور والإجابة على العديد من الاسئلة والإستفسارات والمداخلات والتعليقات فى جو من الحب والود حيث عقب الأستاذ الدكتور سامى صبرى عميد معهد الدرسات القبطية بمداخلة هامة عن كنيسة العذراء بالمعادى وظهور الكتاب المقدس عائم على مياه نهر النيل كذلك قدم القمص يسطس فانوس كاهن كنيسة السيدة العذراء بشبين القناطروالباحث فى التراث القبطى مداخلة هامة عن أبو كريفة والتراث المسلم لنا من الحكاوى والقصص الشهيرة ،وكيفية التحقق من صحتها وايضا قام الدكتور اسحاق عجبان بمداخلة هامة عن رحلة العائلة المقدسة والأماكن التى لم يكتشف بعد أن العائلة المقدسة أقامت بها أو مرت عليها ،كذلك قدم الستاذ اسحاق الباجوشى الباحث فى القبطيات والأاثار المسيحية بمداخلة هامة عن الميامر فى الكنيسة القبطية والكنوز من التراث القبطى التى لدى الأشخاص العادية والتى يتم الأن البحث عنها لتوثيقها وحفظها وفى نهاية اللقاء قدم نيافتة الأنبا مارتيروس الشكر للدكتور آمال جورجى على المحاضرة القيمة والمعلومات الغزيرة التى أستغرضها عن رحلة العائلة المقدسة .
ومن المعروف أن مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل ، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث فى مجال القبطيات بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية ، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة ، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس ويحاضر به نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقي القبطية ، وتاريخ الرهبنة ، والمخطوطات ويقيم المركز محاضرة شهرية تقام فى الساعة السادسة والنصف من الجمعة الأولي من كل شهر.