* قيل عن القديس بطرس إنه كان رسول الختان أؤتمن علي إنجيل الختان أي الكرازة لليهود بينما أؤتمن بولس علي إنجيل الغرلة أي الكرازة للأمم.
وهكذا قال القديس بولس الرسول: إني أؤتمنت علي إنجيل الغرلة, كما بطرس علي إنجيل الختان فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان, عمل في أيضا للأمم (غل2:7, 8).
وهكذا قال الرب لبولس: اذهب فإني سأرسلك بعيدا إلي الأمم (أع22:21). وقال له كذلك: لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم, هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا (أع23:11).
وكتب بولس رسالة لأهل رومية ورسائل لكنائس الأمم.
وكتب بطرس إلي اليهود المغتربين في الشتات (1بط1:1).
كتب القديس بولس 14 رسالة تشمل 100 أصحاح أما القديس بطرس فكتب رسالتين فقط تشملان 8 أصحاحات.
* كان القديس بطرس بسيطا في كتاباته. أما القديس بولس فقال القديس بطرس عن رسائله: فيها أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء وغير الثابتين لهلاك أنفسهم (2بط3:16).
وقد تحدث القديس بولس في مسائل لاهوتية مثل التبرير والتجديد, والناموس والنعمة, والمعمودية والكهنوت, والاختيار والرذل, والتهود, مما لم يتعرض له القديس بطرس.
* كان القديس بطرس مندفعا.
ربما بسبب حماسه الشديد أو غيرته, وقد مدحه الرب لما شهد له بأنه ابن الله الحي (مت16:15-19), ولكن كثيرا ما وبخه الرب علي اندفاعه.
مثلما وبخه بعد ذلك, لما تحدث الرب عن آلامه المقبلة وقتل اليهود له فاندفع بطرس وقال منتهرا: حاشاك يارب لا يكون لك هذا, فوبخه الرب قائلا: اذهب عني يا شيطان: أنت معثرة لي, لأنك لا تهتم بما لله, بل بما للناس (مت16:21-23).
واندفع بطرس أيضا عند غسل الرب لأرجل تلاميذه فامتنع قائلا: لن تغسل رجلي أبدا!, فلما أجابه الرب: إن لم أغسلك فليس لك معي نصيب, حينئذ اندفع مرة أخري وقال: يا سيد ليس رجلي فقط, بل أيضا يدي ورأسي.. (يو13:8-10).
واندفع بطرس مرة أخري عند القبض علي السيد المسيح كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة, فقطع أذنه اليمني, وكان اسم العبد ملخس. فقال له الرب: رد سيفك إلي غمده. الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟! (يو18:10, 11).
وقال له كذلك: لأن كل الذين يأخذون بالسيف, بالسيف يهلكون (مت26:51, 52).
وهكذا نري أن الرب اختاره علي الرغم من اندفاعه ثم حول هذا الاندفاع إلي الخير منذ يوم الخمسين. فنري أن بطرس هو الذي بدأ الكلام في ذلك اليوم, وفسر للناس ما كان يحدث (أع2) ودعاهم إلي الإيمان, وهو أيضا الذي بدأ الكلام يوم شفاء الأعرج, ووبخ اليهود علي تفضيلهم رجلا قاتلا علي السيد المسيح أمام بيلاطس (أع3:12-26).
وهو الذي كان يتقدم في مناسبات كثيرة, مثلما قال: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس (أع5:29). وهكذا استخدم الرب اندفاع بطرس للخير, أما القديس بولس فكان أيضا متحمسا, ولكن في غير اندفاع.
* ولعل من الاختلاف بينهما في أسلوب العمل, أن القديس بولس وبخ القديس بطرس نفسه في إحدي المرات:
وقد شرح ذلك الأصحاح الثاني من رسالته إلي غلاطية, فقال: كان لما أتي بطرس إلي أنطاكية, قاومته مواجهة لأنه كان ملوما لأنه قبلما أتي قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الأمم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان, واءي معه باقي اليهود أيضا حتي إن برنابا أيضا انقاد إلي ريائهم لكن لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل, قلت لبطرس قدام الجميع إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميا لا يهوديا فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا (غل2:11-14).
ومع ذلك فالقديسان اشتركا وتشابها في مسائل جوهرية كالغيرة والاستشهاد.