ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة في قداس تجليس وسيامة الأباء الأساقفة تحمل السطور القادمة نصها..
في هذا اليوم يأتي أمامنا هذا السؤال من هو الأب الأسقف ؟
ليس الأب الأسقف في يوم سيامته والأفراح التي توجد بالملابس والألحان والقراءات ليس هذا فقط أريد أن أجيب عن هذا السؤال في ثلاث كلمات …
الآب الأسقف أولا هو…
1. راهب تقي
2. خادم مكلف
3. أب حكيم
الآب الأسقف في إيبارشيته وخدمته هو راهب تقي :
أختارته العناية الألهية بعد صلوات وتفكير عميق وتزكيات لكي ما يصير أسقفاً في الكنيسة وتشترك الكنيسة ممثله في أعضاء المجمع المقدس المطارنة والأساقفة في أقامته وسيامته ، الآب الاسقف راهب تقي يجب أن يحفظ نذوره الرهبانية فهو عندما يصير أسقفاً هذه وزنه أكثر فوق وزنة الرهبنة التي نالها يوماً ، الآب الأسقف يجب أن يحفظ النذور الرهبانية في حياتة فليس النذور الرهبانية تصير عنده كأنها ماضي النذور الرهبانية ( نذر الطاعة – نذر التبتل – نذر الفقر الأختياري )
1- نذر الطاعة
هو النذر الأول في حياة الراهب ويجب أن يكن النذر الأول في حياته كأسقفاً فأن لم تكن الطاعة موجودة فقد كل شيء فطاعته هي مفتاح البركة في حياته الطاعة تعني أن الانسان يتخلي عن هواه الشخصى ويتخلي عن ذاته هكذا تعلمنا كتب الأباء الطاعة هي النذر الاول الذى يجب أن يحفظه الآب الأسقف لأنه راهب تقي .
2- النذر الثاني التبتل :
والمقصود بها حياة النقاوة والطهارة وهذا أيضا مفتاح النعمة في حياتة فالراهب الذي يحفظ تبتله والتبتل في مفهومنا ليس جسدياً فقط ولكنه بسائر الحواس التبتل هو أن يحفظ الانسان نفسه طاهراً كقول معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ” أحفظ نفسك طاهراً” والتبتل ليس مجرد صفة محدودة ولكنها تشمل حياة الآب الأسقف في كل علاقاتة ومعاملاته لأنه راهب تقي .
3- النذر الثالث هو نذر الفقر الأختياري :
الفقر الأختياري يتعرض لأختبارات عميقة في حياة الأسقف ، الأسقف هو مسئول عن إيبارشيته وفي يده المال وتدبير حياة الإيبارشية او الدير وهذا أختبار له يجب أن يكون زاهداً ويجب أن يكون في حقيقته فقيراً والمال الذي بين يديه هو امانة من الله يضعها في يديه وينظر كيف سيستخدمها ، ولذلك الفقر الأختياري هو الوسيلة القوية جداً التي نخدم بها كل المحتاجين المال الذي يرسله الله لخادمة هو من أجل الأخرين ، الفقر الأختياري هو مفتاح النجاح في خدمة الآب الأسقف لأنه راهب تقي ، اذا الصفة الأولي في الأسقف أنه راهب تقي ويحفظ تقواه في كل يوم ويحفظ قانونه ويذكر نفسه دائماً بهذه النذور وأن غابت عنه لم يعد راهباً أو أخذ الشكل وترك الجوهر
2- الصفة الثانية : أنه خادم مكلف
الخدمة تكليف وليس تشريف فنحن لا نؤمن في كنيستنا في مفهوم الترقية كما يؤمن به العالم وكما أقول مراراً أن الترقية في مفهوم كنيستنا تصل حتي إلي الأقدام كما غسل معلمنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح أقدام تلاميذه ويجب أن لا يأخذ هذا الأمر على سبيل الكلام بل يأخذ على سبيل الفعل الآب الأسقف هو خادم مكلف من الكنيسة بحضور كل أعضاء المجمع المقدس وبحضور الأباء الكهنة وبحضور الشعب وأمام المذبح هو يكلف برسالة معينة ويجب أن يكون امينا فيها إلي المنتهي هذا التكليف من الله مباشرة هذا التكليف قد يأخذ فترة طويلة قد تمتد بعمر الأنسان يعد فيها الله انسانا لهذه المسئولية مسئوليات الآب الأسقف معروفه في كتب التاريخ ( المسئوليات التقديسية والتعليمية والتكريسية )
المسئولية الأولي المسئولية التقديسية : هو يقدس الأسرار ولكن قبلها يعمل من أجل تقديس الشعب وتتويب النفوس هذه وظيفة الاب الأسقف أن يجعل من كل انسان قديساً والقداسة لا تأتي الا من خلال التوبة هو يعمل ويجتهد يتوب أولا ً ويشجع كل من معه على التوبة وأن كان يقيم أنشطة أو اجتماعات الهدف منها تتويب النفوس لا يوجد هدف اخر سوي تمجيد اسم الله وتتويب النفس وكما تقول الوصية ” كونوا قديسين” هو يعمل لكي ما يحقق هذه الوصية في نفوس من يخدمهم
المسئولية الثانية المسئولية التعليمية :
الآب الأسقف يجب أن يكون معلماً صالحا وشاهداً صحيحا للمسيح يجب أن يكون معلماً باستقامة ومعلماً بأمانة ويحفظ الوديعة الأرثوذكسية في حياتة لا يكون متزمت ولا حرفيا أو ناموسيا ولكن يعمل ويعلم وروح الله يستخدمه، المسئولية التعليمية هي مسئولية اشباع الشعب والخدام وكل من يخدم بكلمة الله المقدسة كما نقول على ربنا يسوع المسيح المعلم الصالح يجب أن تكون معلماً صالحاً يجب أن تزيد في علمك وتقرأ كثيراً وأن تدرس فهذا امر مهم جدا
المسئولية الثالثة هي المسئولية التكريسية:
الاب الأسقف يقوم بعمل التكريس( الكنائس والمذبح والايقونات وادوات الخدمة ….)وقبل كل هذا تكريس النفوس احد مسئوليات الآب الأسقف أنه مسئول عن اختيار القامات الصالح للخدمة فليس إي نسان يصلح ان يكون شماساً او كاهنا يجب أن يكتشف الكوادر ويربيها جيدا لكي ما يغذي بها كنيسة الله فيغذيها بمكرسين على درجة عالية من نقاوة القلب ومن محبة الله وخدمته
الأسقف خادم مكلف من الكنيسة ويوم السيامة هو يوم التكليف وربنا يحسب ماذا سيصنع هذا الآب الأسقف في خدمتة
مسئوليات ( تقديسية وتعليمية وتكريسية )
العنصر الثالث : أنه آب حكيم والأبوة في كنيستنا هي محور حياتنا جميعاً والابوة لها معني عميق في نفوس كل الأقباط ونفوس كل الذين يعملوا في حقل الكنيسة
اب حكيم بمعني الابوة الحقيقية وهذا محك اخر للآب الاسقف هو أب وفي نفس الوقت مدير وهو أب قبل أن يكون مدير والأبوة صفة شاملة وجامعة وتتحقق بشيئين مهمين جداً: الرحمة والحكمة ، الأبوة تصير أبوة فاعله اذا كانت ممسوحه بالحكمة ، اذا كان الاب الأسقف انسان حكيم في ما يقول ويفعل ويرشد ويدبر ، والحكمة احد النعم الكبيرة التي يصبغها الله على الانسان الذي يطلبها مثال سليمان الحكيم عندما طلب من الله ان يعطية قلباً حكيماً ، الابوة تظهر عندما يكون هذا الاب حكيم وهي التي تجعله صانع سلام لذلك هو اب ومدير وهذه الابوة تلمع بالحكمة ولكن أيضاً تكون الابوة لها تأثيرها اذا كانت ملتوتة بالرحمة في ذبائح العهد القديم في تقدمة الدقيق كانت تكون ملتوته بالزيت فعندما تصير الابوة ملتوته بالرحمة ( أكثر كلمة تتكرر في صلواتنا ) ويجب أن يكون الاب الأسقف بعيدا عن إي قسوة لانها تتعب المخدمين وتجعل الله ليس ملتفتاً لهذا الذى يخدمه
الابوة تحتاج جناحين جناح الحكمة والرحمة وعمل الرحمة هو عمل متسع في كل ركن في الكنيسة
هذه يا اخوتي اجابة على السؤال من هو الأسقف ؟
الأسقف راهب تقي يحفظ نذوره ولا ينساها .
الاسقف خادم مكلف بالخدمة ( التقديسية والتعليمية والتكريسية) وهذه الخدمات يتوازن فيها ويقوم بها جيدا .
الاب الاسقف اب حكيم ابوته ممسوحه بالرحمة وممسوحه بالحكمة في كل ما يصنعه.
الاباء الجدد سيامات هذا الصباح المبارك سيامات تفرحنا وتباركنا جميعا وتعطينا دائما روح تفائل
كنيستنا ولوده تلد اباء أفضل واحباء يخدموا بالروح والحق
الاباء الاساقفة في بداية الخدمة هتحتاجوا فترة حوالي شهر نزور بعض الإيبارشيات في وجهة بحرى وقبلي واتمني الاباء المطارنة والاساقفة يعزموهم في كل مطرانية نطلع على أمور الادارة والخدمة وخبرات الأباء السابقة في خدمتهم قبل أن تتجهوا لاماكنكم للتجليس، هذا أمر مهم ومفيد يعطينا مسيحنا ونحن نشكره علي نعمته الجزيلة يعطينا هذه النعم دائما نشكرة ونمجد اسمه ونسبحه على جزيل عطاياه الجديدة كل صباح، ليبارك المسيح خدمة الأباء ويبارك حياتهم ويعطيهم ثمر متكاثر يفرح قلب الله ويفرح قلب الكنيسة ويفرحنا جميعا لإلهنا لمجد وكرامة من الأن وإلي الأبد آمين .