تواصل إيران ضرب الاستقرار وتصدير الفتنة والفوضي وإشعال الحرب الأهلية في الدول العربية التي يوجد بها أقليات شيعية كسوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين.. بالإضافة إلي الدور الذي تلعبه في كل الاضطرابات والمشاهد المأساوية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
لقد قامت إيران مؤخرا بتخريب أربع سفن تجارية مدنية من عدة جنسيات بالقرب من المياه الإقليمية والاقتصادية للإمارات.. وهددت بإغلاق الممرات من وإلي حقول النفط في الخليج.. بعد أن شددت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات ضدها.. الأمر الذي أدي إلي قلق طهران من صعوبة تصدير بترولها وانهيارها اقتصاديا.. وعقب هذا العمل التخريبي تصاعد التوتر في منطقة الخليج.. وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال حاملة الطائرات إبراهام لنكولن إلي الخليج بحجة حماية مصالحها ومواجهة التهديد الإيراني.. وأصبح شبح الحرب قائما في أي لحظة.
لقد ابتلينا بثلاث دول يمثلون محور الشر في منطقتنا.. تعمل هذه الدول الثلاث.. علي نشر القلاقل داخل الدول العربية.. والإخلال بأمنها واستقرارها.. اما تحقيقا لمصالحها وأطماعها.. أو تحقيقا لمصالح القوي الاستعمارية التي تريد إضعاف المنطقة وتفكيكها وتفتيتها وتقسيم دولها.
تركيا.. إيران.. قطر.. مثلث الشر.. كونوا فيما بينهم تحالفا شريرا… لزعرعة أمن واستقرار المنطقة لسنوات طويلة.. حتي وصلنا لما نحن فيه وعليه الآن من حروب وصراعات ونزاعات وخلافات وفوضي.. بسبب رعايتهم للإرهاب والإرهابيين.. وتحقيقا لأطماعهم وأغراضهم ومصالحهم.. وتنفيذا لمخططات من يحركهم.. هذا المثلث التآمري التخريبي يسعي جاهدا لإلحاق الضرر بالمنطقة العربية.. واستمرار الفوضي وعدم الاستقرار بها.
والتحالف فيما بين هذه الدول الثلاث.. ليس حبا في بعضهم البعض.. ولكن لتلاقي مصالحهم وإن اختلفت أهدافهم.. فإيران بطموحها المجوسي تسببت في زعزعة استقرار دول جوارها العربية التي بها أقليات شيعية.. لبسط نفوذها وسيطرتها علي الجزء الآسيوي من الوطن العربي.. فنجدها تحرك وتدعم الشيعة في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج واليمن والسعودية.. وتتدخل بشكل مباشر في شئون بعض هذه الدول.. لتنفيذ مطامعها التوسعية.. وكسر الحصار الدولي المفروض عليها.
أما تركيا وسلطانها فهو يحاول تصدير إزماته الداخلية مع المعارضة التركية إلي الخارج.. خاصة إلي المنطقة العربية.. بتوريط بلاده في ورطات ومشاكل لا دخل ولا علاقة لبلاده بها.. بجانب دعمه للإرهاب واحتضانه للإرهابيين وترحيبه بالمناهضين لأنظمة الحكم في بلادهم.
وقطر كمشيخة من مشيخات الخليج العربي.. والتي عمرها كدولة معترف بها من المجتمع الدولي… أصغر وأقل من عمري أنا شخصيا.. تستنزف قدراتها وتستنفذ قواها وتبذر ثروتها وتبعثر مقدراتها.. من أجل أن تكون معروفة ولها مكان بين دول المنطقة.. معتقدة أنها بأموالها.. وبوجود القواعد الأمريكية علي أرضها.. يمكنها أن يكون لها صوت أو مكانة بين الكبار.. ولكن هيهات.. فمتي كان للأقزام أن يرتقوا إلي مصاف العمالقة مهما تطاولوا؟
وبسبب معاناتها من الحصار والمقاطعة العربية.. لدعمها للإرهاب واحتضانها للإرهابيين.. وتورطها في كل المصائب التي حلت بالمنطقة.. لجأت الدوحة إلي من أنقرة وطهران.. لوجود عداوات ونزاعات بينهما وبين معظم دول المنطقة.. واستغل ورثة الصفويين والعثمانيين أزمة قطر مع جيرانها… ووجدوا فرصة للتغلغل في هذه البقعة الموجودة علي الخليج العربي.. لتحقيق مطامعهما وتوسعاتهما.
ويرجع سبب هذا التدخل المباشر لدول الشر الثلاث في شئون المنطقة العربية.. إلي تداعيات الثورات العربية.. وتراجع المشروع العربي في مواجهة المشروعات التوسعية للعديد من الدول الإقليمية والدولية, مما ةفع العديد من القوي الإقليمية والدولية للتدخل في المنطقة تحقيقا لأهدافها وأطماعها ومصالحها.
ولذلك علينا أن ندرك أن بلدنا ليست بعيدة عن هذه المخاطر.. فنحن قلب المنطقة وأكبر دولها.. والهدف الرئيسي لكل المخططات التخريبية والاستعمارية.. ولابد لنا من إزالة آثار الفوضي التي أصابت بلدنا في فترة من الفترات… والمساهمة في إدارة بنائها لتستطيع الوقوف في وجه أي تهديد اقليمي أو دولي.. وأيضا لابد من العمل علي عدم سقوط أي من دول الجوار العربية.. لأنها تمثل خطوط الدفاع الطبيعية والعمق الاستراتيجي لبلدنا.
[email protected]