لابنائنا مواهب كثيرة و قدرات مختلفة ربما البعض يتجاهلها أو يتغافل عنها و اخرون لا يعرفون كيف يوجهونها التوجيه الصحيح و من ثم تنميتها بالصورة الكافية لبناء الشخصية السليمة التى نأمل الوصول اليها و تشكيلها , فجاء دور كنيسة مارمرقس بشبرا اليوم فى تنظيم الموسم الثالث لمسابقة ” GMMT ” ( God Made Me Talented ) على مستوى كنائس شبرا الشمالية تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الانبا انجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية و القمص لوقا قسطنطين راعى كنيسة مارمرقس بشبرا و من ثم اعلانها عن تنظيم كرنفال بعنوان ” Flash 2 ” باحدى مدارس شبرا لاكتشاف المواهب و مساعدة الابناء المشاركين فى توظيف مواهبهم و تنميتها و عدم اهمالها ايمانا منها بان استثمار تلك الطاقات الابداعية مسئولية و امانة للوصول بالمخدوم لبر الامان لاسيما من خلال توعيته بقيمة موهبته و ما ميزه الله من قدرة و من ثم قبول التحدى للتنافس خلال المشاركة للاستفادة من طاقته الابداعية .
جاء تنظيم كنيسة مارمرقس لمسابقة تحدى المواهب و استثمارها خلال فترة اجازة نهاية العام الدراسى هذا الصيف , عملا بالآية التى تقول ” لا تهمل الموهبة التى فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع ايدى المشيخة ” ( 1 تى 4: 14 ) , و هو ما يؤكده نيافة الانبا انجيلوس كفرصة جيدة لاكتشاف قدرات المخدومين والاستفادة من طاقاتهم الإبداعية و توجيهها بشكل سليم , فكان الاعلان عن المسابقة بمثابة المتنفس للمخدومين على مستوى كنائس شبرا الشمالية بشكل عام و كنيسة مارمرقس بشكل خاص وكانت الدعوة تحفيزية للمشاركة على اعتبار ” انك مميز و مبتكر ” من خلال التنويه على المسابقة داخل قطاعات التربية الكنيسة و الصفحة الرسمية لتنظيم المسابقة , و التأكيد على ان التحدى الحقيقى ” مش تحدى مكسب و خسارة انما التحدى الحقيقى انى اشتغل على نفسى و اكون مبدع يوم عن الثانى لنصبح جميعنا كسابنين , مشاركتنا فى المسابقة من باب اننا نستمتع بمواهب بعض و نشوف قد ايه ربنا خلق كل واحد فينا مميز ” . وبالفعل لاقت الدعوة اقبال كبير وبدأت المشاركة خلال اليوم التنظيمى بفاعلية بسحب استمارة الالتحاق بالمسابقة بسعر رمزى من باب جدية المشاركة .
شارك اليوم فى فعاليات الموسم الثالث لمسابقة ” GMMT ” حوالى 38 متسابق من اعمار مختلفة بدء من عمر 5 سنوات و حتى المرحلة الجامعية بمواهب و قدرات مختلفة منها الترنيم و الادب و الشعر و التمثيل و الرسم و العمل الفنى و العزف و غيرها , الكل يقبل التحدى و التنافس ليقدم موهبته وسط اجواء تحفيزية , فكانت المسابقة فرصة لاعطاء المساحة الكافية للمخدوم المشارك فى التعبير عن ذاته و قدراته و موهبته بما يمنحه الثقة بالنفس و الخروج من الذات بتشجيعه لاخوته المشاركين فى ذات المسابقة لتصبح المنافسة شريفة بروح صافية بعيدة عن الانانية و حب التملك و انما قبول الاخر و التمنى له بالفوز كما يكون له .. و لعلها قيم اساسية غرستها كنيسة مارمرقس بشبرا فى نفوس ابنائها .. فكان يوم مميز و مفرح , و ما كان من الحضور سوى التصويت لكل موهبة برقم المتسابق سواء بالسلب أو بالايجاب بهدف تصفية الاعداد المشاركة و الانتقال بها للمرحلة الاخرى للخروج بالمسابقة فى شكلها الائق للاعلان عن اسماء الفائزين فى نهاية المسابقة .
جاءت مشاركة اليوم ايجابية كثمرة لتشجيع الخدام و الخادمات القائمين على تنظيم المسابقة للمخدومين , وهو ما عبرت عنه بروح المحبة الخادمة ماريان القمص لوقا و الخادمة مارى تريز و غيرهم بان الكل فائز و لم يكن لدينا احد خاسر بعد مشاركته فى مسابقة ال ” GMMT ” , فكان التشجيع هو السمة و اللغة الاساسية التى يتعاملون بها مع المخدومين المشاركين فى المسابقة .
شهد الحضور كم من الطاقات المخرونة و الابداعات داخل نفوس المخدومين يفوق كل التوقعات , و كان تشجيعهم و اهتمامهم بكل موهبة مشاركة , تدفعه للاداء بتحدى اكبر لاثبات ذاته و قدراته فى اجتياز المرحلة و من ثم التصعيد للمرحلة اللاحقة و الاستعداد لعملية التصفيات التى يخضع اليها فيما بعد وفقا لقواعد المسابقة لاسيما و انه من المتعارف عليه خلال المواسم السابقة خضوع كل مشارك للتقييم من قبل لجنة تحكيم متخصصة يتم الاستعانة بها لتقييم اداء كل مسابق كل فى مجاله و تخصصه لاعطاء درجات لكل متسابق وفقا للمعايير الموضوعة من قبلهم , و كان التقييم يخضع لاساسيات واضحة للمشارك فمثلا فى مجال التصوير كانت بنود التقييم تتحدد بمدى الالتزام بقواعد التصوير و نوع التصوير و الهدف منه , كما كان بنود تقييم مسابقة العزف تخضع لمدى الاتقان من عدمه و السرعة و صحة النغمات.
اما فى مجال العمل الفنى فكان التقييم على اساس تقديم عمل فنى جديد و غير مكرر و درجة اتقان التفاصيل الفنية و مستوى تحقيق الجودة و دقة التنفيذ ايضا استخدام خامات متنوعة الى جانب المشاركة باكثر من عمل .
و عن مسابقة الرسم فكان يتم التقييم من منطلق انتاج تصميم فنى جديد و غير مكرر و درجة اتقان التفاصيل الفنية و مستوى تحقيق الجودة و طريقة عرض العمل . اضافة الى مسابقة التمثيل فكان التقييم على اساس الاداء و مخرج الالفاظ و قراءة جيدة للغة و التعبير الحركى و الصوت , اما بنود مسابقة الترانيم فكانت على اساس الصوت و امكانياته و مخارج الالفاظ و الالتزام بالنغمات . و اخيرا الادب و الشعر فكان التقييم على اساس مخرج الالفاظ و الوزن و القافية و الفكرة و الاداء .
خلص اليوم بتصعيد 32 موهبة , و مراعاة لمشاعر من لم يتم تصعيدهم للمرحلة اللاحقة كان التأكيد ” ان ربنا خلقك موهوب .. و ان عدم تصعيدك لا ينفى كونك موهوب فقط عليك ان تشتغل على نفسك و على موهبتك باستمرار لتجديدها و تطويوها ” .
يذكر أن اليوم تخلله عروض لعدد من الكورالات المختلفة على مستوى قطاعات كنيسة مارمرقس بشبرا بدء من المرحلة الابتدائية مرورا بالمرحلة الاعدادية و الثانوية و اخيرا كورال فريق الترنيم و التسبيح للخادمات لتحفيف حدة التنافس و تقديم المواهب المختلفة , اضافة الى تخصيص فقرة للمرنمة مريم حلمى لتقديم باقة من الترانيم المفرحة و اعطاء راجى كمال عازف القانون و مايكل كمال عازف ال ” ساكس ” مساحة من الوقت لاستمتاع الحضور بمقطوعاتهم الفنية . الى جانب تقديم عرض مميز لاسرة محبة لذوى القدرات الخاصة بتقديم اسكتش بعنوان ” شوف نفسك صح ” و فكرته تدور حول معجزة الخمس خبزات و السمكتين و أن فى ولد صغير والدته بتعطيه الاكل خمس خبزات و سمكتين فبيشوفه انه كثير و حلو رغم ان والدته شايفاه انه قليل و تبدأ احداث المعجزة فى ذكر تطويبات السيد المسيح للجموع و ازاى الناس استغربت ان ممكن بكم قليل ممكن انه يشبع الكم الخفير الموجود من الناس و فى نهاية المعجزة حصل انه كفى و ان السيد المسيح يقول اجمعوا الكسر , و هنا الهدف واضح شوف نفسك صح بان لو قدراتك و امكانياتك محدودة و انك لو كنت مختلف بين الناس شوف نفسك صح , الولد كان حاسس ان الاكل كثير و هيكفى و فعلا بركة ربنا كانت واضحة و كفت العدد . فضلا عن ان اليوم كان يشمل العاب مختلفة تناسب كافة الاعمار المختلفة، فكان بحق يوم مميز و مختلف بشهادة الحضور بان اليوم بمثابة احتفال و ليس مسابقة .