حذّرت كريستين لاجارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، من الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة ، مؤكدة أنه سيُشكل تهديداً للاقتصاد العالمي ، مبدية أسفها حيال “الشائعات والتغريدات” الأخيرة التي لن تسهل التوصل إلى اتفاق ، وقالت “لاغارد” في باريس “من الواضح اليوم أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يشكّل التهديد الذي يواجهه الاقتصاد العالمي”.
وذكرت “لاجارد” قائلة : “لا يزال الاقتصاد العالمي محفوفًا بالمخاطر على الرغم من التوقعات الخاصة بتحقيق نمو مستمر ووظهور علامات مبكرة على الإستقرار منذ التباطؤ”.
ونقلت وكالة بلومبرج عن لاجارد: “يجب أن تكون الأولوية الأولى لحل التوترات التجارية الراهنة، بما في ذلك إلغاء الرسوم (الجمركية) القائمة وتجنب فرض رسوم جديدة في الوقت الذي يتعين علينا فيه مواصلة العمل نحو تحديث نظام التجارة الدولية” .. وأضافت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي “تكوَّن لدينا انطباع بأن هذا التهديد يزول، وأن العلاقات تتحسن، ونتجه نحو اتفاق” بين واشنطن وبكين، وقالت “نأمل في أن يكون الوضع كذلك، لكن الشائعات والتغريدات غير مؤاتية تماماً” للتوصل إلى اتفاق.
فيما أعلنت الصين، أنها لن تسمح بإرغامها على القيام بتنازلات بشأن مبادئها الجوهرية، رغم انفتاحها على إجراء مفاوضات على قدم المساواة مع واشنطن، وإنها لم تؤكد لقاءً مرتقباً بين الرئيس الصينى ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان. فيما قلل وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، من أهمية اللقاء، قائلاً إن القمة ليست «مكاناً يستطيع فيه أي شخص إبرام اتفاق حاسم».
وأعلن “ترامب”، أن لقاءه مع نظيره الصيني مقرر خلال قمة مجموعة العشرين المرتقبة يومي 28 و 29 يونيو الجاري، مضيفاً أنه يتوقع أن يحضر الرئيس الصيني ، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ،«مؤخراً عبرت الولايات المتحدة مراراً عن الأمل بعقد لقاء بين الرئيسين الصيني والأمريكي خلال قمة مجموعة العشرين». لكنه أضاف: «في حال ورود أي معلومات بهذا الصدد سنعلنها في الوقت المناسب».
ومن شأن لقاء بين “ترامب” و”شي” أن يكون نقطة تحول في النزاع التجاري الحاد بين أكبر اقتصادين في العالم، الذي أثار توتر الأسواق العالمية ومخاوف إزاء الاقتصاد العالمي ، وقال ترامب لشبكة “سي إن بي سي” إنه «سيُفاجأ» إذا لم يحضر “شي” اللقاء، مضيفاً: أعتقد أنه سيأتي، لم أسمع بأنه لن يذهب من قبل .
ورداً على سؤال عما إذا كان عدم حضور الرئيس الصينى سيؤدي إلى بدء فرض رسوم على مزيد من السلع الصينية المستوردة بقيمة 300 مليار دولار، أجاب ترامب : “نعم ” ، هذا ويُدين الرئيس الأميركي باستمرار اختلال الميزان التجاري مع الصين لمصلحة بكين ، ومن جانبها أبدت الصين استعدادها للتفاوض، لكنها قالت إنها لن تسمح بإرغامها على القيام بتنازلات بشأن مبادئها الجوهرية.
وتعثرت المحادثات التجارية لحل الخلاف، الشهر الماضي، بعدما زادت واشنطن الرسوم الجمركية على ما يصل إلى 200 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة ، ما أثار رداً من بكين.
من ناحية أخرى، صدرت وثيقة “الكتاب الأبيض” التي عرضها نائب وزير الإعلام الصيني غوو ويمين بعد دخول زيادة الرسوم الجمركية التي فرضتها على سلع أمريكية بقيمة مليارات الدولارات .. وقال “غوو” إن الولايات المتحدة تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن هذه الانتكاسات ، مؤكداً أن الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي العام الماضي “لم تعد لأمريكا عظمتها” كما يأمل دونالد ترامب.
وجاء في “الكتاب الأبيض” للحكومة الصينية أن “التدابير الجمركية (الأمريكية) لم تعزز النمو الاقتصادي الأمريكي، بل تسببت بدلا من ذلك في أضرار جسيمة للاقتصاد الأمريكي”.