أنطون سيدهم .. ومشوار وطني
أنطون سيدهم .. والقضايا الدينية
نشر في 1995/3/5
إني أقدم من صميم قلبي أجمل تهاني إلي إخواننا وأحبابنا المسلمين بعيد الفطر المبارك راجيا من الله أن تحل الأعياد القادمة علي هذا الوطن الحبيب, أقباطا ومسلمين, بالمحبة والسلام والعز والرفاهية, مبعدا عنا الحقد والكراهية والانجراف وراء الأفكار الخاطئة التي جلبت علينا جميعا وعلي بلادنا الحبيبة القتل والإرهاب والتخريب والتي أضرت بالجميع, هذه الأفكار والأفعال اللعينة الغريبة علي هذا الشعب الطيب المسالم الذي كان دائما كارها للدماء والعنف, ماذا جري؟! سامح الله كل الذين تسببوا في كل هذه الأضرار والمصائب.
إني أهنئ بكل الحب والإخاء رجال الشرطة والأمن الشجعان الذين يجابهون هذا الإرهاب متحملين في سبيل ذلك الكثير من الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن وأهله, نعم أهنئهم من كل قلبي بهذا العيد المبارك الكريم راجيا من الله أن يعيده عليهم بالسلام والهدوء, وأن يزيل عنا هذا الوباء الفظيع ويبعده عن هذا البلد الأمين.
وإني بهذه المناسبة الكريمة ليمر بي شريط الذكريات, منذ طفولتي وكيف كان كل أصدقائي الحميمين من إخواننا المسلمين ثم في الثانوي وفي الجامعة كذلك بل وحتي بعد ذلك في الشباب والكهولة هم إخوتي, لم نشعر في أي يوم بفرق بتاتا بل يسيطر علينا الحب والوداد والأخوة الحميمة, كم قضينا شهر رمضان المبارك بأكمله في الإفطار معا والسهر في قهوة الفيشاوي بسيدنا الحسين في تناول الشاي وتدخين الشيشة والمسامرة حتي يحين وقت السحور الذي نتناوله معا, ولم نكن نفترق إلا للنوم, حتي يحل عيد الفطر فنحتفل به معا بتناول الكعك والغريبة والبسكوت والملبس والشيكولاته.
كذا في عيد الضحية كم وقفنا أمام الجزار وهو يتناول سكينه لذبح الضحية, ثم تناول اللحمة والفتة اللذيذة وغيرها من مأكولات العيد في بيوتهم وبين أفراد أسرهم, هذا بخلا ف الاحتفال بالمواسم المختلفة كعاشوراء ومولد النبي, وإن أنسي لا أنسي عندما كان يصحبنا والدي رحمه الله إلي بائع الحلوي ليشتري لكل من أخواتي البنات عروسة, أما نحن الأولاد فيترك لكل منا اختيار ما يريده, فارس علي حصانه أو قط أو خلافه, ثم يشتري للجميع الحلاوة الحمصية والسمسمية والملبن.
كما كان يحتفل معنا إخواننا المسلمون بصيامنا, وما كان يحدث في اليمكخانة (المطعم), إذ كان نظام المدارس الابتدائية والثانوية أن تقدم لنا وجبة الغداء, فيقدم للأقباط الأكل الصيامي من فول وطعمية وعدس وخلافه, والذي كان إخواننا المسلمون يتخاطفونه منا ثم يلجأ من يشاء منهم إلي المشرف علي اليمكخانة ليكون غداؤهم من الأكل الصيامي أيضا.
ثم نحتفل بعيد الميلاد وعيد القيامة معا, كما قضينا نحن وعائلاتنا معا شم النسيم نلعب ونجري حتي تناول الغداء ظهرا من محشي ورق العنب والفسيخ والبصل, هذه كانت حياتنا قضيناها في محبة طاغية وزمالة حبيبة, ولم نشعر في يوم من الأيام بما يدور في المدارس الآن من حقد وإهانات وتفرقة غريبة علينا وعلي بلادنا. لعن الله الشيطان والنفوس الضعيفة التي انقادت وراء التعاليم الخاطئة والأفكار الشريرة, وليس لنا إلا أن نطلب من الله عز وجل أن يعيد لنا هذه الأيام السعيدة ويحل علينا برحمته وسلامه ومحبته إنه سميع مجيب.