نظمت جمعية حماية البيئة من التلوث احتفالا بذكرى الدكتورة مارى أسعد ، بحضور العديد من الشخصيات العامة جاءت على رأسها السيدة سوزى جريس النائبة السابقة بالبرلمان ورئيس مجلس إدارة جمعية حماية البيئة من التلوث، والدكتورة ليلى إسكندر وزيرة البيئة السابقة، والدكتورة فرخندة حسن الأمين العام الأسبق للمجلس القومى للمرأة وعضو برلمان سابق، وعدد من الشخصيات المصرية والدولية التى تعمل بالمجال العام .
في البداية، قالت جريس ، إن هذا اليوم مهم مهم جدا لأنه ذكرى ماري أسعد ، والكلام عنها لا يحتاج إلى خطبة لأن كل من هنا عاشوا وحضروا وعرفوا ماري وخدماتها لمدة 35 سنة، وهناك من حضور من أتى خصيصا من أمريكا للمشاركة فى الاحتفال .
ورحبت رئيسة مجلس إدارة جمعية بالدكتورة فرخندة حسن ، الدكتورة ليلي إسكندر ، الدكتور صلاح النجار نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ، بالإضافة إلى أسرة ماري بالإضافة إلى العاملين بالجمعية وهم الدكتور رشوان المسئول عن المركز الطبى في الجمعية في طرة ومن أسرة مارى عادل أسعد والدكتور راجي أسعد الدكتور راجي أسعد المدير الإقليمي لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا في المجلس السكاني والدكتور هاني أسعد .
سنوات لا تنسي
قالت الدكتورة ليلي إسكندر، أنه لولا ماري وعملها بالجمعية لمدة 35 عام ، ما كنا راينا هذا العمل وهذا التنظيم الآن ، لقد بدأت عملها بالجمعية بداية ثم مرشدة صحية ثم مجموعة من البنات ولا انسي فتاه تدعي جيهان ، كانت هذه الفتاه قمت بتعليمها وعندما رأتها ماري أخذتها معها إلى قبرص وهناك جعلتها تدرس كيفية إعادة تدوير الورق وعندما عادت جعلتها تعلم البنات وبدأ هذا المشروع ولم تكن هذه الصناعة موجودة في مصر ، وهذه هي ماري حيثما تبدأ بعمل شيئ ، منه يخرج أفكار اخري ، لذا نجد أولاد ماري في كل منشية ناصر ونشكر ربنا اننا عرفناها وعشنا معها سنواتها التى قضتها فى منشية ناصر وهى سنوات لاتنسي.
كلمات من القلب لاولادها في الجمعية
تحدثت سامية وديع وهى إحدى العاملات بالجمعية، كيف كانت دائما تعلمها كيف تأخذ قرار بل ويكون جماعيا بالتوافق مع زملاؤنا .
وقالت هدى فايز وتعمل بمشروع تدوير الورق : اعرف مدام مارى من 28 سنة وعندما قالت لي ستعملي بهذا المشروع قلت لها اننى لن استطيع ولكنها اصرت وإلى الآن وانا موجود واعمل بالجمعية ، هذا غير انها كانت دائما تفتح لنا منزلها .
وتقول رجاء بخيت: “كنت في فرع الجمعية بطرة ، تعلمت من الجمعية فصل الزبالة من المنبع لنظافة المنطقة ، وبعد ذلك اهتمت مدام ماري بقضية ختان الإناث ، انا شخصيا تعلمت من الحملات عدم ختان بناتي ونزلنا للبيوت في المنطقة وأصبح هناك عدد كبير من الفتيات لم يتختنوا”.
أما حنان منسقة محو أمية واستذكار مرحلة الاعدادية ، فقالت ، تعلمت منها أن مهما كان العمل أراه صغير ولكنه بالإيمان والحب يكون عمل عظيم .
أما خليل إبراهيم محاسب بالجمعية فاوضح أنها كانت دائما تشجعنا على العمل ، وساعدت أسر كثيرة في الخفاء وساعدتنى على الحصول على شهادتين .
العائلة ورسالة مستمرة
أكد منير اسعد أن حياته بدأت مع مارى وهى أسعد أيام حياته وكانت تتمني للجميع العيش في محبة واستمرار المحبة بين الجميع والاستدامة في المحبة وهذة كانت رسالتها .
أما نجلها عادل اسعد ، فتحدث كيف أنه عندما عاد من أمريكا طلبت منه الذهاب إلى الجمعية والعمل في منطقة الزبالين وبعدها بعام عملنا مع سير مانويل التى كانت تطلب عمل مصنع سماد عضوى وحينها كان لا يوجد جمعية ، ولذلك فكرنا في عمل الجمعية لإقامة المصنع وهي جمعية حماية البيئة ، وحينها ماري كانت في جنيف وطلبنا من السيدة يسرية ساويرس أن تكون رئيسة مجلس إدارة الجمعية وبداؤوا في عمل التنمية الصحية أولا ثم جاء مشروع إعادة تدوير الورق .
وتحدث عادل أسعد عن أن مارى استمرت تفكر في الجمعية وفي أولادها لآخر وقت ولقد تركت للجمعية حساب خاص احضرته بمناسبة هذه الاحتفالية لتقديمها للجمعية كما كانت تريد .
الدكتورة ماري أسعد باحثة الأنثروبولوجيا
وفي حزن شديد تحدثت الدكتورة فرخندة حسن قائلة : ” هل من عمل كل هذه المشاريع وراى كل هؤلاء الأولاد يموت ، ماري لم تمت فان كنتم تعرفوها من 30 سنة فانا أعرفها من اكثر من ذلك منذ الستينيات و من خلال أبحاثها العلمية واشهرهم الورقة العلمية التى تخص ختان الإناث فهى الوحيدة في مصر فى وقتها التى قامت بعمل بحث علمي عن الختان أثبتت فيه أنه لا يخص الديانات ولا العلم” .
لوحة تذكارية
في نهاية الاحتفال، قامت الجمعية بعرض فيلم عن ماري خلال احتفالات الجمعية .
في نهاية الحفل قام الدكتور صلاح النجار عضو مجلس إدارة الجمعية وأسرة ماري أسعد برفع الستار عن اللوحة التذكارية التى صممتها الجمعية احياءا لذكراها وعطائها المستمر حتى بعد وفاتها .
مشوار ماري اسعد
والدكتورة ماري أسعد احدي أهم الأيقونات المصرية الرائدة فى علم الاجتماع و الدفاع عن قضايا المرأة المصرية و باحثة الأنثروبولوجيا (علم دراسة الإنسان) التى ولدت في ١٦ أكتوبر عام ١٩٢٢، وهي أيضا ناشطة حقوقية ومن أوائل المناهضات اللاتي قمن بعمل دراسات وكتبن تقارير عن ختان الاناث في مصر وشمال أفريقيا في الخمسينات من القرن الماضي.
وفي عام ١٩٤٧، مثلت جمعية الشابات المسيحية في المؤتمر الثاني العالمي للشباب المسيحي في مدينة أوسلو.
في عام ١٩٥٣ تم تعيينها كأول امرأة مصرية تعمل في جمعية الشابات المسيحية العالمية في جنيف، وبعد عودتها الي مصر، تقدمت في المناصب حتى صعدت الي مركز الأمين العام للجمعية .
بعد حصولها على بكالوريوس علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام ١٩٦٥، انضمت الي مركز البحوث المجتمعية في نفس الجامعة، وركزت بحوثها علي العلوم السكانية.
نشرت دراستها الرائدة في مجال ختان الإناث في مصر وأفريقيا عام ١٩٧٠، وكانت الأولى من نوعها في هذا المجال، وأصبحت دراستها فيما بعد هي أساس عمل اللجنة المنظمة لمؤتمر الامم المتحدة الدولي للسكان والتنمية عام ١٩٩٤.
كذلك ترأست ماري أسعد فريق عمل مهمته مناهضة ختان الاناث، مما لفت الانتباه الى موضوع كان يعتبر من المواضيع المحظور الخوض فيها سابقا. ونتيجة لجهودها ، أصبح تجريم الختان واحدا من أهم أهداف المجلس القومي للأمومة والطفولة.
في عام ١٩٨٠، اختيرت ماري أسعد كأمين عام لمجلس الكنائس العالمي بجينيف، لتصبح أول سيدة، وأول شخصية من دون رجال الدين يتم تعيينها في الهياكل التنفيذية للمجلس.
كما كانت ماري أسعد اول من نادى بضرورة الحاجة الي فصل وفرز القمامة من المصدر، ولعبت دورا مهما في انشاء مؤسسة حماية البيئة بالمقطم، وتطوعت للعمل بها لمدة تزيد عن ٢٠ عاما في حي الزبالين بالمقطم، وهو واحد من أفقر أحياء القاهرة. من خلال تطوعها ومشاركتها في العديد من المشاريع، تمكنت ماري، وبمساعدة المؤسسة، من تمكين عاملي جمع القمامة عن طريق تعليمهم وامدادهم بالمشاريع الريادية. ونتيجة لترويجها لأساليب حديثة لإعادة تدوير القمامة في القاهرة، استطاعت أن تساعد مجتمع حي الزبالين على اعادة تدوير ٨٥٪ من القمامة المجمعة. وعلاوة على ذلك، طورت ماري وشركاؤها منهجا من أربع نقاط من أجل تعزيز الظروف المعيشية لمجتمع حي الزبالين. هذا المنهج، الذي تضمن مواضيع مثل كيفية التعبير عن أفكارك وقبول الآخرين، ركز أيضا على الصحة والتعليم وبناء القدرات والعلاقات بين الأشخاص.
كما اشتركت في تدشين المؤتمر الدولي للتنمية والسكان مع نهاد طوبية وعزيزة حسين وعفاف جاد الله وداليا الطايب، ومركز لتوثيق الأبحاث والمعلومات الخاصة بالختان، والعمل مع مشايخ وأساقفة في المكافحة. وقاموا كذلك بمخاطبة الرجال والشباب عن الزواج المبكر للأخذ بآرائهم.