استكمالا لمقالي الأسبوع الماضي أسرد لحضراتكم باقي الوصايا العشر للشيخ محمد بن راشد حاكم دبي وهي:ـ
الوصية الخامسة: اصنع فريق عملك! لا تحلق وحيدا لا تغرد وحيدا, لا تصفق وحيدا اصنع فريقا يحملون أهدافك لآفاق جديدة تنازل عن صلاحياتك لهم, إرشدهم وعلمهم ومكنهم, ارفع السقف أمامهم, اخرج المارد الذي بداخلهم كافئهم وابرز إنجازاتهم, استرخ واستمتع بالنتيجة لأن الفريق العظيم سيحملك إلي أماكن عظيمة, والفريق الضعيف ستحمله فوق ظهرك حتي يكسره.
الوصية السادسة: ابتكر أو انسحب! الحكومات التي لا تبتكر تشيخ وتهرم وتخرج من السباق الأفكار تجدد الدماء وتسبق بها المنافسين, وتقلل بها التكاليف, وتعيد من خلالها اكتشاف نفسك, الاقتصاد الجديد قائم علي الأفكار, والعالم الجديد يبحث من مواهب تحمل أفكارا جديدة, لا تتوقف عن البحث عن أفكار عظيمة عند فريقك عند مراجعيك عند عموم الناس, لا يوجد شيء أقوي من فكرة عظيمة.
الوصية السابعة: تواصل وتفاءل! تواصل مع جمهورك باستمرار, مع مجتمعك, مع الإعلام من حولك ابن سمعتك وصورتك, واخبر العالم عن طموحاتك وقدراتك, بعض الحكومات تعتقد بأن التواصل الإعلامي وظيفة تكميلية وأحيانا مزعجة.
أقول لهم بأنها أساسية ورئيسية, من خلال الإعلام تبني صورتك وترسخ الشفافية في حكومتك, ويعرف الناس أين يمضي بمؤسستك من خلال الإعلام تحصل علي مساندة الجمهور لك, لأنهم يعرفون أين تذهب ويعذرونك إن أخطأت لأنهم خبروك وألفوك في خدمتهم, أعلن عن أهدافك في الإعلام لأنهم سيحاسبونك وهذا في صالحك لأنك ستبذل الغالي والنفيس في تحقيق ما أعلنت عنه والتزمت به أمام الناس, تواصل دائما ولا تختبئ فالإعلام صديق وليس عدوا, هو صديق للمخلص المنجز, وعدو للمتكاسل والفاسد.
الوصية الثامنة: لا تكن من غير منافس! التنافسية مبدأ مهم في سلوكنا نحن البشر, نافس نفسك أو غيرك, الشركات تنجح عندما تتنافس في بيئة مفتوحة, نافس غيرك من الدوائر والمؤسسات في الدول المختلفة, نافس للحصول علي مراكز أولي محليا أو عالميا, اجعل بيئة العمل بيئة تنافسية أيضا, نافس ماضيك لتكون أفضل منه نافس أهدافك لتحقق أعلي منها, نافس دولا لتكون أعظم منها, التنافسية أسلوب حياة في الحكومات من غيرها تتراجع الهمم وتنطفئ الحماسة وتفتر العزائم.
الوصية التاسعة: اصنع قادة! اصنع قادة تصنع مستقبلا, القائد الحقيقي هو من يصنع القادة والمؤسسة الحقيقية هي التي تخرج قادة وضمان استمرارية التفوق مرهون بجهود المؤسسة في صنع قيادات تفتح أفاقا أكثر وتحمل طاقات أكبر وتنقل المؤسسات لقمم جديدة, صنع القيادات سر لا يفهمه إلا رجال تغلبوا علي تضخم الأنا والذات, وفهموا أن أعظم إنجاز يصنعونه هو بناء البشر وليس الحجر.
الوصية العاشرة: انطلق لبناء الحياة, نحن محظوظون لأننا نعمل في الحكومات, وظيفتنا ليست وظيفة عادية, وظيفتنا أجمل ما في حياتنا بل هي الحياة, وظيفتنا عظيمة, نغير من خلالها حياة الملايين نحو الأفضل, لا تستهن بدورك أو عملك أو جهدك, فأنت تعمل في مجال صنع الحياة, وتصميم المستقبل وبناء الأوطان.
ويقول الشيخ محمد بن راشد أولا وقبل كل شيء أقول إن حياتنا هي رحلة تعلم رحلة لا تنتهي وكلما تعلمنا أكثر, عرفنا مقدار ما نجهل, وهو أكبر مما نتصور لذلك التوقف عن التعلم هو توقف عن التقدم في الحياة.
ليت يقرأ هذا الكتاب كل متطلع للازدهار, والتقدم, والتفوق, في بلدي مصر.
بقلم د/حماد عبدالله حماد
عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق
[email protected]