-تدشين مذابحها السبع .. جعلها تضاهى كاتدرائيات العالم
-أول كنيسة صدر لها قرار وزارى من التضامن الاجتماعى لما تقدمه من خدمات
حلم “التوسع” .. حلم أصبح حقيقة على مدار تاريخها !!
منذ أيام قلائل احتفلت كنيسة العذراء مريم بالوجوه بتدشين مذابحها السبع ليكتب لها شهادة ميلاد جديدة وليصبح يوم 15 يونيو عيدا سنوياً تحتفل به الكنيسة كل عام تذكارا لتدشينها ، يذكر أن قداسة البابا تواضروس الثانى ترأس قداس تدشين مذابح الكنيسة السبع وقد قال عنها أنها تضاهى كاتدرائيات العالم فهى أول كنيسة فى مصر يدشن بها سبعة مذابح وكأنها كاتدرائية ضخمة بل قال عنها أنها جامعة الوجوه التى تخرج منها العديد من الخدام والكهنة والرهبان والأسقفة الذين يخدمون فى مصر والمهجر ، كنيسة عمرها يمتد إلى 66 عام بدأت كنيسة صغيرة جدا لا تسع سوى أربعين شخص حتى وصلت الى ما هو عليه الآن كنيسة كبيرة تسع الملايين من الشعب .. حول تاريخ تأسيسها واتساع مساحتها بهذا الشكل والخدمات التى تقدمها وغيرها من التساؤلات التقت وطنى مع شيخ كهنة الكنيسة القمص اسطفانوس نيروز الذى فتح قلبه لوطنى ليجيب عن تلك التساؤلات فالى الحوار ..
· يوم 15يونيو 2019 يوم لا ينسى فى تاريخ الكنيسة ، ما تعليق قدسك ؟
يوم 15 يونية هو يوم تدشين الكنيسة فالمذبح يتم مسحه كله بالميرون للتأكيد على أنه أصبح مدشنا للرب ويتم إعطاء اسم للمذبح مثل الطفل المولود تماما فالتدشين كتابة شهادة ميلاد للكنيسة وبعد تدشين المذابح، يأتى تدشين أيقونة الشرقية (البانضوكراطور) ضابط الكل فى حضن الآب ثم باقى الأيقونات، أما المعمودية تدشن على اسم يوحنا المعمدان ، لذا أصبح يوم تدشين الكنيسة هو يوم عيد ميلاد الكنيسة الذى ستحتفل به سنويا.
· قال عنها البابا تواضروس الثانى “جامعة الوجوه” فماذا يعنى هذا القول؟
فخر لكنيستنا أن يقول عنها البابا تواضروس الثانى انها جامعة الوجوه وكاتدرائية الوجوه ، الكنيسة بمثابة الجامعة التى تخرج منها خدام منهم من سلك طريق الرهبنة ومنهم من نال نعمة الأسقفية ونعمة الكهنوت يخدمون فى مصر والمهجر فى جميع أنحاء العالم ، بالإضافة الى الكثير من الشخصيات الناجحة فى جميع المجالات بمصر وخارجها سواء فى الطب أو الفن أو الاعمال وغيرها من المجالات.
· حدثنى عن بداية تأسيس الكنيسة ؟
يعود تاريخ الكنيسة الى اوائل الأربعينات عندما انتقلت مجموعة من شبان فيشا النصارى محافظة المنوفية واستقروا فى حى شبرا واسسوا جمعية خيرية باسم “شبان فيشا النصارى” لخدمة شعب فيشا الموجودين فى القاهرة، وفى سنة 1944 قرر مجلس إدارة الجمعية برئاسة نجيب انسطاسى شراء أرض بشارع الوجوه لبناء كنيسة باسم السيدة العذراء مريم وفى عام 1953 تأسست الكنيسة وكلف مثلث الرحمات القديس البابا كيرلس السادس نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية بتدشين المذبح الأوسط باسم القديسة العذراء مريم ، ثم تم تدشين مذبحين واحد بالجهة البحرية باسم رئيس الملائكة ميخائيل وآخر بالجهة القبلية باسم الشهيد العظيم مارجرجس ، وفى عام 1956 قام القديس البابا كيرلس السادس بتدشين الكنيسة .
· وكيف كانت شكل الكنيسة فى بداياتها؟
كانت مساحة الكنيسة لا تتعدى 400 متر مربع ولا تستوعب أكثر من 40 شخصا كان سقف الكنيسة من جريد النخل وكان بها ترمبة مياه وحوش وراء الدكاكين كان بمثابة نادى للكنيسة وعمل الأنشطة .
· ماذا عن الآباء الأوائل للكنيسة؟
فى عام 1955 نقل المتنيح القمص عبد المسيح غالى الفيشاوى من خدمته ككاهن بقرية فيش النصارى للخدمة بالكنيسة وكان أول كاهن يترسم للكنيسة، وجاء بعده آباء كثيرة جدا للكنيسة منهم ابونا مرقس الفيشاوى ويوسف غبريال والقمص زكريا النخيلى جرجس الانطوانى و فى عام 1963 تم انتداب القمص يوحنا نجيب للخدمة فى الكنيسة، و انتداب المرنم سعيد لطفى للخدمة فى الكنيسة وتخرج من تحت يده أجيال كثيرة جدا عشقت أسلوبه المتميز فى الألحان وقام الدكتور رأفت عبد المسيح بتأسيس خورس شمامسة مدارس الأحد ، كما خدم بالكنيسة القمص بولس باسيلى .
· ماذا عن التوسعات التى لحقت بالكنيسة فيما بعد؟
مع زيادة نشاط الخدمة أصبحت الكنيسة فى حاجة للتوسع لخدمة العدد الكبير من شعبها ففى عام 1974 افتتح المتنيح البابا شنودة الثالث قاعة “أم النور” وأيضا مكتبة الطفل ، ولم يتوقف طموح الكنيسة فى التوسع فقد وقع المتنيح البابا شنودة الثالث عام 1991 على عقد شراء أرض ( مخزن الحديد) من الجهة القبلية التى أقيم عليها مبنى الخدمات فيما بعد ، وخلال الفترة من 1993 حتى 2002 تمت مراحل هدم الكنيسة القديمة والفيلا المجاورة وبناء الكنيسة الجديدة ، وسارت حركة البناء بسرعة كبيرة جدا ببركة ام النور بعدها تم افتتاح مبنى خدمات باسم القديسة العذراء مريم ، وايضا افتتاح كنيسة القديسة العذراء مريم وفى عام 2010 تم افتتاح كنيسة القديس يوحنا الحبيب والقديس يوسف النجار، واخيرا تم افتتاح كنيسة الأنبا موسى الأسود عام 2014 .
· أهم الخدمات التى تقدمها الكنيسة؟
أصبحت الكنيسة كيان متكامل يقدم الخدمة الروحية والاجتماعية بشكل أوسع ومتطور ، من ضمن الخدمات فريق الكشافة الذى بدأ بسبع أعضاء ليصل اليوم فوق الألف عضو ، خدمة الصم والبكم ، خدمة المعاقين ، دورات المشورة الأسرية ، مكتبة الطفل ، مركز طبى باسم القديس لوقا ، نادى رياضى ، حضانة ، قاعة مناسبات ، مدارس الأحد وهناك خدمات تقدم لأبناء القرى مثل شبين القناطر فضلا عن إرسال خدام وخادمات للخدمة فى العديد من قرى الصعيد ، ويكفى أنها أول كنيسة يصدر لها قرار وزارى من التضامن الاجتماعى لما تقدمه من خدمات .
· كيف استطاعت الكنيسة تمويل تلك التوسعات ؟
لم نسعى لجمع الأموال من رجال الأعمال بل دائما كانت مقولة “ابحث عن النفوس تلاقى الفلوس ” فالتوسعات تمت على يد أبناء الكنيسة الذين تسارعوا لاحضار التبرعات ، ومن المواقف الطريفة ان اصحاب مخزن الحديد الذى تم شرائه ذهبوا للمتنيح البابا شنودة الثالث ليعرضوا عليه بيع المخزن لأنهم على وشك الافلاس وقالوا له أن كنيسة العذراء بالوجوه مش هتقدر تشترى المخزن ، على الفور أرسل البابا خطاب الى الكنيسة يعلمنا بالأمر ومدى إمكانية شراء المخزن للتوسع فى مساحة الكنيسة وكان الرد بإننا بمعونة العذراء سوف ندبر المبلغ المتفق عليه لشراء المخزن وهو يقدر بحوالى 90 ألف جنيه وهو مبلغ باهظ خلال تلك الفترة وببركة العذراء تدفقت التبرعات وتم شراء أرض المخزن ، فالمسيح لا يعرف المستحيل حقا.
· سقف التوسع ليس له حدود .. ماذا عن حلم (البيت الكبير) ؟
فى عام 2017 وقع قداسة البابا تواضروس الثانى على عقد شراء المنزل المجاور للكنيسة من الجهة الغربية واجهته على الشارع الرئيسى وتحقق الحلم بفضل ابناء الكنيسة الذين تسارعوا للتبرع من أجل استكمال المبلغ المتفق عليه ومن المخطط أن يتم الاستفادة منه فى انشاء دار للمسنين والتوسع فى الانشطة الكنسية.