اختتم قداسة البابا تواضروس الثاني سيمنار العقيدة الأول لشباب كنائس حدائق القبة حول دراسة كتاب ” تجسد الكلمة” للقديس أثناسيوس الرسولي، والذي نظمه قطاع كنائس حدائق القبة والوايلي ومنشية الصدر، برعاية الأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع القبة.
وفي بداية المحاضرة الختامية أوضح نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل أن فكرة السيمنار الاول للعقيدة بالمنطقة جائت بناءًا على الرؤية التي وضعها أباء كهنة المنطقة لفترة الصيف لبناء الخدام وهي “خادم ناضج متطور مستد على الكتاب المقدس وكتب الأباء، و مستمع باليتورجية الكنيسة”، واوضح أنه سيتم تنفيذ ذلك من خلال عدة مؤتمرات أخرى خلال الشهور القادمة فهناك مؤتمر للقيادة والإدارة، ومؤتمر للتعامل مع الابناء في مرحلة المراهقة، ومؤتمر سر الافخارستيا، ومؤتمر أخر لصلاة الصلح من منظور عقيدي ولغوي وروحي.
ووجه نيافته الشكر للاباء الكهنة المشرفة على السيمنار وهم القس موسى نبيل كنيسة دميانة الوايلي، القس اثتاسيوس عوض كنيسة العذراء المليحة، القس كيرلس العذراء والانبا موسى، القس منسيس كنيسة مارجرجس حمامات القبة، وقدم نيافته الشكر لقداسة البابا لحرصه على ختام السيمنار.
والقى البابا تواضروس المحاضرة الختامية للسيمنار و قال خلالها: قبل أن نتأمل في الفصلين الاخرين بالكتاب أود أن أوضح بعض النقاط الهامة وهما أن التجسد أظهر لنا المحبة الفائقة للمسيح، و النقطة الثانية أن القديس أثناسيوس استخدم الفلسفة في شرح اللاهوت، والنقطة الثالثة أن القديس أثناشيوس كان يصر على خطين متوازين وهما الأيمان والتقوى وهذا يعني أن دراسة العقيدة تلزم أن يكون القلب نقي ليكون مؤهل للفهم الروحي.
وتامل قداستة في الفصلين الاخيرين من الكتاب وارثى من خلالهم ثلاث مبادئ وهم: ١- دعوة لفهم النصوص الكتابية من خلال شهود الكلمة
٢- الاستعداد للمجى الثاني ويوم الدينونة.
٣-عيش حياة الفضيلة التي في المسيح.
و بعد ذلك اختتم قداسته السيمنار بوضع بعض الأساسيات الايمانية أمام الحاضرين قائلا إن السيد المسيح ليس شخصية تاريخية ولكنه شخص حي دائم وتنوعت مواقف الناس تجاهه، وأن البشر كانوا في حاجة للمسيح من أجل الفداء والخلاص.
وقدم نيافة الأنبا ميخائيل هدية تذكترية لقداسته باسم كنائس المنطقة، كما قدم قداسة البابا هدية للانبا ميخائيل مقدمة من كهنة المنطقة، وقام البابا تواضروس بتوزيع هدايا تذكارية على المشاركين بالسيمنار.
وحول أهمية السيمنار قال القس أثناسيوس عوض كاهن كنيسة ااسيدة العذراء بالمليحة إن مجرد فكرة أن نقرأ لكتابات الاباء فهذا نجاح في حد ذاته، فهناك غربة بين نصوص الأباء وابناء الكنيسة فالكثيرين يشعرون بأن هذه الكتابات بعيده الفهم عنهم ولكن بهذا السيمنار فحدث الفة بيننا وبين نصوص الاباء، كما أن كتاب “تجسد الكلمة” يجاوب على العديد من التساؤلات الحالية مثل التساؤلات حول الخلقة و تساؤل البعض حول نشأة الكون وهل هو بالتطور؟، فهناك قضايا وبدع مطروحة الان ولكن الاجابات عنها محسومة من القرن الرابع، فالكنيسة الارثوذكسية كنيسة قوية وبها مصادر قوية يمكن الرجوع اليها، وايضا بهذا السيمنار تم التعمق في معرفة أسباب وأهداف وبركات التجسد.
وأوضح القس أثناسيوس أن هناك نقطة هامة أكد عليها جميع المتكلمين بالسيمنار وهي أهمية ارتباط العقيدة بالحياة، و هذا ما جعل كلام القديس أثناثيوس له مصداقية بين اباء الكنيسة فاستقامة حياته دليل على أنه كان يعيش العقيدة في حياته الشخصية، فالهدف الرئيسي من الدراسة هو التغير في سلوك جميع المشاركين لكي يعيشوا حياة الاستقامة على المستوى الشخصي.
يذكر أنه كان السيمنار على مدار ثلاثة أيام، حاضر فيهم لفيف من أحبار الكنيسة، فضم اليوم الاول محاضرة حول مقدمة عن كتاب “تجسد الكلمة” ومنهجية القديس أثتاسيوس والقاها الدكتور جوزيف موريس فلتس أستاذ علم الآباء وهو مترجم كتاب “تجسد الكلمة” من اليونانية إلى العربية، و المحاضرة الثانية عن “الخلق والسقوط” (الفصول من ١ إلى ٥) نيافة الحبر الجليل الأنبا كاراس، و اليوم الثاني
القى المحاضرة الأولى نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل بعنوان “بالتجسد هزم الموت”، والمحاضرة الثانية القائها نيافة الحبر الجليل الأنبا بافلى بعنوان “التجسد جعل الله معروفًا”، وفي اليوم الثالث والختامي القى المحاضرة الاولى نيافة الحبر الجليل الأنبا هيرمينا حول “حتمية الموت والقيامة وأثبات من الواقع على نصرة المسيح”، واختتم السيمنار قداسة البابا تواضروس.
كما قام نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل بتقديم وجبة روحية خفيفة في بداية كل يوم من السيمنار متمثلة في التأمل في بعض أيات الكتاب المقدس.
وجاء عدد المشاركين بالسيمنار ٤٠٠ خادم و خادمة، و ٤٠ أب كاهن، من ٩ كنائس هم (كنيسة السيدة العذراء بالعباسية، كنيسة دير الملاك البحري، كنيسة السيدة العذراء بالمليحة، كنيسة الشهيد ابي سيفين، كنيسة الشهيد مارجرجس منشية الصدر، كنيسة السيدة العذراء بالمليحة، كنيسة السيدة العذراء بالأميرية، كنيسة الشهيدة دميانة بالوايلي، ومقر دير الأنبا بولا) كما حضر بعض شباب كنيسة السيدة العذراء عزبة النخل.