أجاب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على أسئلة المشاركين بصالون فاطمة ناعوت الثقافي، الذي اُقيم بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في العباسية.
كان قداسة البابا ضيف شرف الصالون، وخلال الندوة قدم المشاركين مجموعة من الأسئلة المتنوعة منها:
س١ : دكتورة جيهان النمرسي الأستاذة بجامعة الأزهر: “أشعر بعظمة الوحدة والمحبة في مقالات وعظات حضرتك ومن حضوري في الأعياد هنا في الكاتدرائية، ولذلك بدأنا نعطي محاضرات للأطفال للتوعية لبناء وعي محبة الكنيسة والوحدة الوطنية وتقوية السلام والمحبة بيننا.. ولكننا نجد صعوبات أحيانًا في هذا الأمر ؟
ج: في أي مجتمع نجد عقول ضيقة، لكن الاستنارة والتنوير وغرس المحبة شيء رائع ونعمل كلنا على العمل به ونمضي قدما فيه.
س٢: دكتور مفيد فوزي: هل يساعد الله داعش ؟!
ج: الشر في العالم موجود، ولأن الله خلق للإنسان عقل وحرية وصار الإنسان حر في أفعاله ماعدا نقطة البداية وهي الولادة ونقطة النهاية، وهي الانتقال من هذا العالم
ما بين هاتين النقطتين، فالإنسان مخير في الأكل والشرب والتعليم واختيارات الزواج، هم أناس اختاروا الشر، في الكتاب المقدس يوجد مثل الحنطة والزوان، إنسان زرع حنطة وجاء عدو زرع الزوان (نبات سام ) مع الحنطة، وجاء الخادم يقول لسيده ماذا نفعل هل ننزع الزوان، ولكن السيد قال:
دعوهما ينميان معًا.. لأنه ممكن وهو ينزع الزوان ينزع الحنطة معه..!!
في النهاية الزوان يجمع ويطرح في النار، وهكذا إن كان الله يسمح بالشر إلا أن وقته محدود.
س٣ : “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”.. إيه سر الخلطة المصرية التي أنتجت هذا المكون المصري العظيم؟! وكيف ننقلها لأولادنا؟!.
ج: الكنيسة القبطية أقدم كيان شعبي على أرض مصر وكيان منظم ومسلسل، فمثلا أنا البطريرك ١١٨ ومارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية هو رقم ١
وعندنا تاريخ البطاركة ويحوي تاريخ مصر، فكل التقاليد والمبادئ تعلمناها داخل الكنيسة
الكنيسة يا أحبائي هي مدرسة حب الوطن فقد تعلمنا حب الوطن من مدارس الأحد
وتعلمنا فيها أيضا أن الوطن أولًا.
وفِي أوقات حرق الكنائس كنت في الدير، ولَم أكن أعلم ماذا أقول، فأعطاني الله نعمة بأن أعطاني عبارة سهلة معبرة. والدولة بتعليمات من الرئيس والقوات المسلحة قامت بإعادة بناء الكنائس المحترقة والمهدومة.
س٤: تكلمت عن أهمية نهر النيل.. ما هو الدور الوطني للكنيسة في سد النهضة؟
ج: لنا علاقة قوية مع الكنيسة الإثيوبية وقمت بزيارة البطريرك الإثيوبي وزارني وقد تقابل مع الرئيس، ويوجد حوار حول هذا الموضوع، ولنا أب أسقف مسئول عن العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية ولنا أيضا أب راهب مقيم هناك، ويوجد الكثير من الإثيوبيون يصلون في كنائسنا ولنا علاقات طيبة وقوية.
والجانب الإثيوبي يردون على هذا الأمر: بأن السد لتوليد الطاقة وليس للزراعة
وأشعر أن العلاقات بين القيادات في البلدين ستحل الأمر بهدوء شديد وسيكون كله للخير إن شاء الله.
س٥ :فكرة مدارس الأحد فكرة جيدة كيف نغرسها في المجتمع وتعمم في مصر؟
ج: توجد أنواع من الثقافات، ثقافة التطوع: أن أعطي من وقتي وأقدم جهدًا في شأن ما في المجتمع سواء فكر، خبرة ..إلخ
ثقافة التبرع: أن أعطي من مالي لأن الذي يعطيني المال هو الله وأنا أعطي مما أعطاني الله
ثقافة التضرع: حياتنا التعبدية، وهي الصلاة من أجل الآخرين والطبيعة.
وخدمة مدارس الأحد هي ثقافة التطوع، ويجب أن نغرس في أطفالنا ثقافة التطوع فيقدموا من وقتهم ومن مشاركتهم ..إلخ
والبيت والمدرسة لهم عامل كبير في نشر هذه الثقافة.
س ٦: نريد أن نعمل هذا الصالون مرتين؟
ج: نحن نعمل مثل هذه اللقاءات، فمثلًا نتقابل مع كثير من الدبلوماسيين والإعلاميين وكلية الدفاع الوطني والقيادات الثقافية…الخ ، مشكلتنا هي الوقت.
س ٧: ما هو تقييم حضرتك للدور البرلماني للوحدة الوطنية مثل قانون بناء الكنائس وغيره؟
ج: البرلمان بقي له ٣ سنوات وأمامه كم تشريعي كبير
وهو أول برلمان بعد الثورة وأكيد خطواته محسوبة، وأعتقد أنه أداء مرضي وطيب لأننا في البداية.
س ٨: قداستكم موهوب في التعامل مع الأطفال فما سر هذا؟
ج: التعامل مع الأطفال ممتع، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات.. الحقيقة يجب أن نتعلم من الأطفال، ذات مرة وأنا أسقف كنت مشغول بمشكلة، وكنت بأزور أسرة عندهم طفل صغير .
ونحن نصلي الصلاة الربانية مع الأسرة، كان طفل صغير يصلي معنا فقال: ولا تلخمنا في تجربة .. وشعرت إنها رسالة من الله أن لا أهتم بالمشكلة وربنا بالفعل دبر الحل !!.
س ٩: هناك هجمة شرسة على الكنيسة القبطية من داخلها، كيف تتعامل معهم وهم يحاولون تشويه كنيستنا؟
ج: الوصية في الكتاب المقدس تقول: نُشتَم فنبارك الذي يشتمني أقول له: الله يباركك ..!. لا تلتفت إلى هذا ولا ترد، وإذا اجتمعنا كلنا على هذا، فلن يلتفت أحد إليهم، إذًا نصلي من أجلهم، والكتاب المقدس يحذرنا من أن كلمة واحدة ممكن لا تدخلنا إلى الملكوت فالإنجيل يذكر:”من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم”.