تذخر محافظة القليوبية بقصص ونماذج نجاح لشباب لم يرفعوا الشعار الشهير “إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه”، وبدأوا من الصفر ليصبحوا قدوة في ملتقى رجال الأعمال فاتحين أبواب الأمل أمام كل الشباب فهؤلاء الشباب استطاعوا أن يقهروا الصعاب واستمدوا قوتهم وطموحاتهم من معاناتهم بعد تجاربهم في سن صغيرة، وقرروا أن يسهروا الليالي وينحتون في الصخر ووضعوا خطط مستقبلية واقتحموا دائرة الورش والمصانع الصغيرة والشبابية وضربو أروع المثل في إعلاء قيمة العمل من منطلق حرصهم على بناء وطنهم حتى أصبحوا رجال أعمال ناجحين.
من هذه النماذج إيهاب البطش صاحب أحد أشهر مصانع الأحذية ببنها.. شاب لم ينتظر الوظيفة واتجه إلى جهاز تنمية المشروعات بالقليوبية، الذي كان مصباحا أنار له الطريق، من خلال التوجيه والدورات التدريبية، وإشراكه بالعديد من المعارض الداخلية والخارجية لعرض منتجاته .
وقال ” البطش” راويا قصة كفاحه ونجاحه لـ”وطنى” :حكايتى بدأت عندما أنهيت دراستي وحصلت على دبلوم فني وعملت بورشة أحذية صغيرة مع أخي لمدة 3 سنوات وفكرت كثيرا بالسفر إلى أوربا للعمل هناك ولم أستطع لعدم مقدرتى على توفير متطلبات السفر وألهمني الله سبحانه وتعالى بفكرة الحصول على قرض لكي أبدء مشروع خاص بي واعتمد على نفسي في الحياة وبالفعل تقدمت للحصول على قرض بمبلغ 9 الاف و650 جنيه من صندوق “شباب الحرفيين” متمثل فى الحصول على ماكينات بنصف المبلغ والنصف الآخر سيولة نقدية.
وأضاف “البطش”: بدأت عاملين وكان نشاط الورشة في البداية يقتصر على التجميع فقط، من خلال شراء “الفوندي” المكون من الجلد الذي تم تشكيله بفورم معينة من ورش أخرى، ويتم تجميعه مع النعل بالورشة واعتمدت على نفسي في تجهيز شقتي والزواج وتحمل مصاريف منزلي.
و أشار “البطش”، إلى أنه توجه للصندوق الاجتماعي قديما جهاز تنمية المشروعات حاليا منذ 6 سنوات للحصول على قرض جديد لتطوير مشروعه، وتم إقراضه 90 الف جنيه بأقل فائدة، وتم تسديده بدون تعثر على 5 سنوات واستطاع توسيع نشاطة بشراء ماكينة ومكبس.
وتابع أنه استغل غلق مزرعة دواجن على أطراف المدينة، وقام بتأجير دور كامل بها وتمكن من تجهيزة و تقدمت منذ عامين لجهاز تنمية المشروعات بطلب للحصول على قرض آخر ب 250 ألف جنيه لتطوير ورشتي الصغيرة لتصبح مصنع صغير.
وبالفعل تم توفير القرض في صورة ماكينات جديدة مطورة ” 6 فوندي و 4 مكبس وسيولة لتوسعة المشروع، وسيارة لنقل المنتجات إلى العملاء وأصبح لديه أكثر من 40 عامل ومؤمن عليهم منهم 7 أرامل ومطلقات يعملون في تطريز وتركيب الكبسول للأحذية والكوتشي.
وقال: أحلم بمضاعفة هذا الرقم وتوفير فرص عمل للجيران والمعارف والأقارب وفتح أبواب رزق لهم، فتصنيع الأحذيه به أعمال كثيرة لا تحتاج إلى تعليم .
وأضاف أنه بعد عامين من أعمال التطوير من ماكينات ومكابس الخاصة بمصنعه الصغير تم تطوير المنتج النهائي وتصديره إلى السعودية في معرض دولى بالرياض والسودان وليبيا من خلال التنسيق مع الجهاز ومكاتب للتسويق الخارجي، و تم ترشيحه من قبل الجهاز للمشاركة في معارض دولية بإيطاليا إلى جانب تنفيذ طلبيات لدولتي السودان والسعودية عن طريق اتحاد الصناعات وغرفة صناعة الجلود.
واستطرد أنه حصل على دورة منحة من قبل الجهاز في استخدام السوشيال ميديا لأغراض التسويق وبالفعل حققت رواجا كبيرا للمنتج الخاص به، من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المنتجات واستعراض المميزات من حيث الجودة والسعر.
ووجه “البطش “، رسالة للشباب قائلا: “لاتيأسو وابحثوا عن العمل ونفذوا أفكاركم في توفير فرص عمل لتصبحوا رجال أعمال “.