” ولكن لا مَشيئتي ، بل مَشيئَتُكَ ” ( لوقا ٢٢ : ٤٢ )
إنَّ مختلف الصلوات التي نرفعها إلى الله وقديسيه، أكانت صلوات طقسية ام صلوات تقوية أو فردية، تنتهي كلها بكلمة : ” آمين ” ومعناها : ” هكذا فليكن”. أي أنَّنا في ختام صلواتنا نُسَلِّم إرادتَنا لله كُلياً إذ نقول : “هكذا فليكن يارب “.
إنَّ هذه الكلمة البسيطة ” آمـيـن ” تُعَبّر عن أمرين :
أولهما : أمل متواضع في نفوسنا نحن المصلين لكي يستجيب الله لصلواتنا وطلباتنا .
وثانيهما : تسليم إرادتنا لإرادة اللهِ السامية، فالله يعرف احتياج كلِّ واحدٍ مِنّا نحن البشر قبل أن نطلُب منه فيستجيب لنا كما يحسن لديه ” فأبوكم السماويّ يُعطي ما هو صَالِحٌ للذين يَسألونَهُ ” ( متى ٧ : ١١) .
وفي الحالتين فإننا نتصرّف على مثالِ مريم العذراء القدّيسة التي قالت للملاك جبرائيل : ” أنا أمةُ الربّ ، فليكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) .
إنها كلمات الثقة والإيمان والإستسلام التام لمشيئةِ الله.
من الضروري جداً في حياتنا أن نتوجه دائماً بالصلاة إلى الرب، ونضع حياتنا وأنفُسَنا ومن يحيط بِنا وأعمالنا تحت أنظاره الأبوية بكلمة ” آمـيـن ” نابعة من القلب، وكلها ثِقة وأمل وحُب وإيمان.
وهو الله الاب الرحوم الذي يمنح عطايا صالحة لإبنائه لن يهملنا ولن يتوانى عن تلبيةِ طلباتنا وتحقيق آمالنا.