نظمت اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ، حفل لتدشين حملة ” معاً ضد الإتجار بالبشر” حيث شاركة فيها سفير فرنسا بالقاهرة ستيفان روماتيه ، الفنانة نيللى كريم ، والفنان آسر ياسين ، وعدد من الشخصيات العامة.
و أشارت الحملة إلى أن الإمكانات وفرص العمل التى تتوافر لدى الأسر والأفراد تُعد كأدوات للتصدى لـ “الإتجار بالبشر” أوالإستغلال بصفة عامة ، ويُعد زواج الصفقة شكل من أشكال الإتجار بالبشر ، وإستغلال الأطفال والأعمال الشاقة .. ويُعد القانون رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠ هو المنوط بمسألة الإتجار بالبشر ، وهناك رقم الهاتف هو ١٦١٠٠٠ للتبليغ عن جرائم وسلوكيات تنطوى على أفعال تندرج تحت مسمى “الإتجار بالبشر” .
فى البداية قالت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر : إن جريمة الإتجار بالبشر تهدد كافة الدول والمجتمعات سواء كانت متقدمة أو نامية أو أقل نمواً ، ومن منطلق حرص مصر على حماية مواطنيها من هذا الخطر جاءت أهمية إطلاق حملة توعية متكاملة للتعريف بالجريمة والتنوية بشأن أهم أشكالها وصورها ، حيث يتعرض البعض إلى عمليات الإستغلال دون الدراية بخطورة الأمر وأبعاده وتداعياته ونتائجه الخطيرة.
وأضافت السفيرة نائلة جبر قائلة : لذا فإننا نعتبر أن هذه الحملة أحد أهم الدعائم الأساسية لسياسة الدولة في تعزيز أنشطة الحماية ، وبالتالي لن يقتصر نطاقها علي المُدن فقط بل سيمتد إلى القرى والنجوع ولن يتم الإعتماد فقط على دور الأجهزة الحكومية التنفيذية بل أيضا علي مجالس حقوق الإنسان الوطنية أي المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة ، ولن نغفل الدور الهام الذي يضطلع به الإعلام في نشر هذه الرسالة ، وكذلك وسائل الإتصال الإلكترونية التي أصبحت اليوم أداة للتواصل السريع والفعال ، ومما لا شك فيه أن منظمات المجتمع المدني لديها مسئوليه اجتماعية هامة ستضطلع بها في عمليات التعريف والتبصير بالخطر وبإمكانات المواجهة ولا ننسى أبداً دور المواطن فهو الهدف من الحملة وهو عنصر نجاحها، فمتى استوعب هذه الرسالة تحول من مُتلقى إلى عنصر إيجابي يُساهم في نشر الفكرة والإبلاغ عن أيه محاولات لإستغلال الفئات الأكثر ضعفآ.
وأشارت “نائلة” إلى أن الاستغلال هو ركيزة جريمة الإتجار بالبشر الذي لا يتم فقط داخل حدود الوطن، وإنما تقع أخطر صورة خارج البلاد، ومن هنا جاء الإهتمام بتعريف العاملين بالخارج من المصريين بكيفية التعامل مع مثل هذه الأوضاع، مع الحرص على تعريف الدبلوماسي المصري بدوره في حماية المواطنين المصريين بالخارج حال تعرضهم لأية صورة من صور الإتجار بالبشر .. وقد قامت سفارة هولندا والمنظمة الدولية للهجرة واللجنة الوطنية التنسيقية بإعداد هذه الحملة، كما قام الفنان آسر ياسين بمنح التسجيلات الصوتيه للأفلام التعريفية، التي نفذها الطاقم الفني للشركة المنفذة للرسائل التعريفية وشباب الأمانة الفنية للجنة الوطنية ، فكان نموذجآ لإلتزام الفنان بخدمة وحماية مجتمعة ، وأضافت السفيرة “جبر” أن اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة الغير شرعية والإتجار بالبشر يُعتمد دائماً في جميع حملاته وبرامجه على مشاركة أعضائها من وزارات وهيئات ومجالس وطنية .
واختتمت رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر بأن هذه الحملة هي استمرار لجهود عديده تمت من قبل في مجال التوعيه بدأت منذ سنوات، ولكننا في هذه المرحلة حرصنا على تطوير النهج لتخرج الحملة بشكل موضوعي وفني متكامل حتي تصل الرسالة بصورة مبسطة إلى العدد الأكبر من المواطنين.
من جهتها ترى ميراى نسيم المديرة التنفيذية لجمعية “تكاتف” للتنمية أن الوعى هو حجر الزواية فى مسالة محاربة الإتجار بالبشر ، وبالتالى فهو الضمانة الوحيدة للمجتمع خاصة الأسرة والأطفال ، مؤكدة على أهمية الإستشهاد بالقصص الحقيقية من الواقع المجتمع مثل إستغلال السن الصغير فى الكثير من الأعمال التى تضر بالطفل ومنا الإشتغال بالأعمال الخطرة كبداية لنشر الوعى ، وأضافت “ميراى” : بداية الطريق تكون من خلال توفير الدخل البديل للأسر المعرضة للوقوع ، فى مثل هذه الأعمال والتى تضرها فى النهاية ولا تفيدها مثلما كان توقعها، منوهة أن من يُمارسون أعمال من شأنها تنطوى على إستغلال فهم يستغلون الجهل والفقر لتحقيق مآربهم .
من جانبه قال الفنان الشاب آسر ياسين خلال حفل إطلاق مبادرة “مكافحة الإتجار باليشر ” لأبد أن يكون لكل شخص منا دوره فى المجتمع ، فأنا شخصياً كنت أعتقد أن سبب وجودى بالحياة هو تحقيق أحلامى فقط ، منوها أنه وجد نفسه بالفعل مع مشاركته فى أنشطة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ، وأضاف “آسر” هناك فهم مُشاع وخاطئ بأن الحكومة فقط هى من تتولى هذه المهمة ، ولكن الحقيقة أن لكل شخص مننا دوره فى محاربة هذه الجرائم التى فى حق أبرياء ، وأنا فى حياتى رأتى الكتير من الأطفال يعملون فى سن صغير ، وهذه المسألة حقاً هى مؤلمة خاصة لمن لديه أطفال و يتخيل أنهم فى مكان هؤلاء الأطفال ، الذين قد يُمارسون أشغال شاقة فى سن صغير ، ويرى آسر ياسين أن “القوى” هو الذى يعرف “الضعيف” و”الأسود” هو الذى يعرف “الأبيض” ، لذلك يجب أن يقوم كل منا بدوره لمحاربة هذه الظواهر السلبية.
من جانبها ترى مروة مجدى صاحبة بيزنس يحمل أسم “آرت إيفوريا” أن الأشغال اليدوية تشجع التنمية المجتمعية والتى بدورها تكون شئ مهم فى مسألة محاربة السلوكيات التى تنطوى على أعمال تتعلق بالإتجار بالبشر ، مؤكدة أن من يملك “قوته يومه” لا يكون عرضة لهذه السلوكيات ، والأشغال اليدوية واحدة من المشروعات التى تعطى صاحبها الفرصة الجيدة لكسب “قوط يومه” ، وبالتالى تحول دون وقوعة فريسة لسلوكيات الإتجار بالبشر ، منوهة أن لكل بيئة الخامات الخاصة بها من الطبيعة والشخص المبدع هو من يستطيع أن يصيغ هذه الخامات بأمكانياته الخاصة لتحقيق أشغال يدوية جميلة تلقى الإعجاب وتجد من يطلبها ، مشيرة إلى أن الإبداع والإبتكار فى الأشغال اليدوية يأتى مع كثرة العمل وإتقانه.
من جانبها قالت المهندسة لمياء عمر مصممة أزياء وأكسسوارات وهي إحدى المشاركات في حملة التوعية ضد الإتجار بالبشر، ونموذج للعاملين بالأشغال اليدوية للحد من البطالة، إنها تخرجت من كلية فنون جميلة وكانت تحلم بأن تعمل في مجال الأشغال الفضية ذات الطابع المصري والفرعوني والبدوي وكانت بالفعل تنفذ أعمالها، ولكنها لم تكن تتقن مهارات التسويق، فأتجهت لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتلقت كورسات في مجال ريادة الأعمال والتسويق، والتسويق الإلكتروني بالمجان وظل الجهاز في متابعتي حتى بدأت أعمالي الخاصة والتسويق الجيد لها، هذا بالإضافة إلى أن الجهاز كان يقوم بعمل معارض ويُدعوني لعرض منتجاتي الخاصة به وذلك بأجور رمزية ، منوهة أن الجهاز يقوم بعمل العديد من ورش العمل للمواطنين لتعلم الحرف اليدوية وكيفية تسوقيها، بالإضافة إلى تقديم التمويل اللازم لبدء أيه مشروعات تفيد البلد والمواطن وتجنبه التعرض لمشكلة الإتجار بالبشر أو لجوءه للهجرة الغير شرعية.