انتشرت اسواق ملابس ” البالة ” فى الأعوام الاخيرة بشكل كبير , خاصة بعد تحرير سعر الصرف الذى تسبب فى ارتفاع هائل بأسعار كل المنتجات والسلع , فأصبحت ” البالة ” ملاذا لكساء الطبقة الفقيرة والمتوسطة خاصة في الأعياد والمناسبات ؛ بسبب أسعارها التى تعتبر فى متناول الجميع ؛ مما ساعد على إتساع اسواق ملابس البالة ،وللوقوف على اهم المشكلات والعمل على حلها ومعرفة معلومات عن سوق ملابس البالة وهل هذا النوع من الملابس كان سببا في حل جزء من الازمة ام هو يسبب تهديدا للصناعة ، لذا ما بين هذه وتلك كان هذا التقرير .
في البداية قال ” مصطفى يحيى ” – تاجر بالة :
ملابس البالة هي أجود أنواع الملابس العالمية ، والإقبال عليها كبير لأن سعرها فى متناول الجميع على عكس الملابس الجاهزة التى تباع فى المتاجر الشهرية ، مشيرا إلى زيادة الأقبال هذه الايام بمناسبة قرب عيد الفطر مؤكدا أن وجود ” البالة ” أصبح أمر فى غاية الأهمية بسبب إرتفاع الأسعار .
أسعار ملابس البالة متفاوته تبدأ من 20 جنيها للقطعة كما أنها تكون مصنعة من خامات ممتازة مؤكدا على ذلك قائلا :” خامات مش موجودة فى الملابس الجاهزة بأكبر المحلات ” .أو
وأوضح مصطفى انها لم تعد ” البالة” كما كانت قديما تباع على الارصفة بل أصبح سوقها أكبر من ذلك , نجد اليوم متاجر كبيرة لها شهرة عالية تعمل ببيع الملابس البالة ويقصدها العديد من طبقات المجتمع .
واوضح ” أحمد عبد العظيم ” مدير أحد متاجر بيع ” البالة ” :
تعتبر الملابس ” البالة ” حاليا سوق يعمل بيه العديد من التجار , كما أن لها زبائن من كل طبقات المجتمع فلم تعد البالة مقصد الطبقات الفقيرة والمتوسطة فقط , بل أصبحت مقصدا لكل طبقات المجتمع وهذا لجودة خاماتها وأذواقها العالية ,
واكد عبد العظيم : ” دائما بنهتم بنظافة الملابس و خلوها من أى شئ ممكن يتسبب فى أذى المستهلك , وفى شائعات كثيرة تقول أن الملابس البالة سبب فى نقل الأمراض الجلدية وهذا غير صحيح .
واشار إلى أن أسعار البالة فى متناول الجميع ” و البالة منافسة جدا لأسعار الملابس الجاهزة , وده لأننا بنشترى البالة بالكيلو ونبيعها بالقطعة وأحيانا بنبيع بالكيلو .
* سوق “البالة” ملاذ الفقراء في الأعياد
قالت ” علياء جابر ” إحدى المترددين على سوق البالة :
شراء البالة الأن أصبح أفضل بكثير من شراء الملابس الجديدة التى تعرض فى المحلات الشهيرة , فبسعر قطعة واحدة من الملابس الجاهزة أستطيع شراء ثلاث أو أربع قطع من البالة , وتكون عادة أعلى جودة , وأجد فى البالة كثير من الماركات العالمية بأسعار زهيدة , كما أن ملابس البالة فى أغلب الأحيان تكون خامتها ممتازة .
كما تحدثت” مروة سعد” :
أصبحت الملابس الجاهزة الأن مرتفعة الأسعار بشكل كبير , وأصبح سعرها لا يتناسب مع جودتها , وهذا جعلنى اذهب لسوق الملابس البالة , خاصة بعد أن أصبحت تباع فى متاجر شهيرة , وبذلك أستطيع ان أختار لى ولأبنائى قطع كثيرة من الملابس بسعر مميز جدا , خاصة أنه فى مثل هذه الايام ومع إقتراب موعد العيد يقوم أصحاب الملابس الجاهزة برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه .
* مصير صناعة الملابس المحلية
اكد ” يحيى زنانيري” ، نائب رئيس شعبة الملابس بالاتحاد العام بالغرف التجارية ورئيس “جمعية منتجى الملابس الجاهزة” :
“الملابس ” البالة ” بضاعة مستوردة مصنوعة جيدا , وتقدم بأسعار مناسبة للمستهلك المصرى ولكنها حتى الأن منافس غير قوى للصناعة المحلية حيث أنها حتى الأن تمثل أقل من 10% من حجم السوق , ولكن متوقع أن تكون منافسا قويا جدا فى المستقبل ، وهذا أمر مقلق لأن صناعة الملابس المصرية الأن لا تقوى على المنافسة بشكل كبير خاصة وان الصناعة الحالية تواجه مأزق كبير لأن تحرير سعر الصرف أثر سلبا عليها وخلق حالة من الكساد التجارى فى سوق الملابس الجاهزة فأصبحت القوة الشرائية للملابس المحلية تتراوح بين 20 إلى 30 % من القوة الكلية” .
وأضاف : “كما أن الصناعة تواجه العديد من المشاكل الأخرى تجعل الوضع لا يحتمل أى منافسة فلا يوجد الأن عمالة مدربة بشكل كافى , كما أن استيراد القماش يواجه العديد من المشاكل ويلاقى العديد من العراقيل وهذا بالتالى يتسبب فى زيادة تكلفة الصناعة وبالتالى زيادة أسعارها مما يفتح المجال أمام سوق البالة” .