بعد رحيل العراب دكتور “أحمد خالد توفيق” بنحو عام وبضعة أيام،لاوعلى الرغم من الحزن الذي خيم على قلوب كل محبيه وقرائه ومتابعيه، لا زالت أعماله تتلألأ في سماء الأدب، ويبعث للحياة مرة أخرى في رواية جديدة، حيث أعلنت قبل أيام دار الكرمة للنشر والتوزيع عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وجاءت الرواية تحت عنوان “رفقاء الليل”، مشيرة إلى دنو موعد خروجها للنور في شهر يونيو المقبل، ولافته إلى أنها ستخرج في شكل ١١ قصة مليئة بالتشويق والرعب والإثارة كآخر درجة سلم في حياة العراب .
كما أشارت “الكرمة للنشر والتوزيع” أن “رفقاء الليل” ستكون متاحة عبر تطبيق كتبي وجوجل بلاي وأمازون كيندل.
وتفاعل رواد الفيس بوك مع الخبر بشكل كبير معبرين عن فرحتهم الطاغية بالخبر ومشيرين إلى أن البئر لم تنضب بعد، فيما تداولت العديد من الصفحات الخبر بفرحة غامرة، وجاءت أبرز ردود أفعال المتابعين تقول :”أنا قلبي هيطير من الفرحة”، “أنا بجد بأشعر بالسعادة لما بشوف عمل عليه اسم العراب”، “نزلوها بسرعة وبسعر في متناول الأيد عشان نقدر نشتريها” ، “رحمك الله يا غالي”.
وفي ضوء فرحة متابعي الدكتور “أحمد خالد توفيق” ومع ترقبهم لروايته الجديدة، أعلن المخرج عمرو سلامة عن تعاونه مع نتفيلكس لخروج سلسلة “ما وراء الطبيعة” التي اشتهر بها الراحل “توفيق” رحمه الله للنور، لتخرج للدراما المصرية في ابهى صورها.
ومن ناحية أخرى، نشرت صفحة “أبناء العراب” على فيس بوك صورة للفنان عبد العزيز مخيون معلقة عليها بـ”يبدو أن هناك حدث عظيم سيحدث في الدراما المصرية في الانتظار”، منوهين أن “مخيون” ربما هو البطل المرتقب الذي سيطل علينا في بطولة “ما وراء الطبيعة” وقد تداول رواد الموقع الخبر بصورة كبيرة وقاموا بإعادة نشره بشكل كبير.
فيما تفاعل رواد الصفحة مع الخبر، بالترحاب والثناء الكبيرين ومشيدين ببراعة الفنان “عبد العزيز مخيون” في كونه الشخصية الأنسب لتمثيل دور بطل ما وراء الطبيعة الدكتور الساخر العجوز منهك الصحة والقوى “رفعت إسماعيل” .
ويذكر أن رفعت إسماعيل (الدكتور رفعت إسماعيل عبد الحفيظ) شخصية خيالية هي الشخصية الرئيسية في سلسلة ما وراء الطبيعة للكاتب المصري أحمد خالد توفيق. طبيب أعزب في السبعينات من عمره يروي ذكرياته عن سلسلة من الأحداث الخارقة للطبيعة التي تعرض لها في حياته، أو يروي تجارب أخرى عُرضت عليه بسبب الشهرة التي حققها في مجال الخوارق بعد نشر أخبار عن مغامراته في مجلات أمريكية، وحلوله ضيفاً دائماً على برنامج إذاعي مصري يحمل اسم بعد منتصف الليل.
ويعتبر رفعت إسماعيل أن أولى خبراته مع عالم ما وراء الطبيعة كانت في عام 1959 حين شهد محاولة لإعادة إحياء مومياء الكونت دراكيولا بواسطة طبيب إنكليزي يُدعى ريتشارد كامنجر وطبيب يهودي يدعي لوفاريسكي، وانتهت التجربة بفرار رفعت من المكان.
واصبح “إسماعيل” مشهورا جدا في سلسلة ما وراء الطبيعة، واقترن اسمه بالراحل “توفيق” حتى اليوم.
وعليه جاءت تعليقات رواد الصفحة :” ده يا نهار عسل يا استاذ ممتاز” ،”لا بجد وربنا احسن ممثل ينفع لشخصيه رفعت إسماعيل الضعيف متهالك الصحة عبد العزيز مخيون” ،” متحمسة جدا اشوفه بس خايفة تقلش منهم أو يبوظوا الصورة اللي في دماغي هو مخيون تكوينه الجسماني وشكلا ممكن يمثل رفعت بس ياترى هيكون بنفس خفة دمه وروحه الحلوة” ،”مقدما كده أكيد هيبقى حاجة تانية غير الروايات اللي إحنا عارفينها أصبح عندي اعتقاد إنه ما في رواية بتتحول لعمل سنيمائي أو درامي إلا وبتفشل”.
جدير بالذكر أن الراحل “أحمد خالد توفيق” من مواليد ١٠ يونيو ١٩٦٢ ،مؤلف وروائي وطبيب مصري، وأول كاتب في مجال ادب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفنتازيا والخيال العلمي ولقب بالعراب.
وبدأت رحلته الأدبية مع كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة، ورغم أن أدب الرعب لم يكن سائدًا في ذلك الوقت فإن السلسلة حققت نجاحًا كبيرًا واستقبالًا جيدًا من الجمهور، ما شجعه على استكمالها، وأصدر بعدها سلسلة فانتازيا عام 1995 وسلسلة سفاري عام 1996. في عام 2006 أصدر سلسلة WWW.
وألف أحمد توفيق روايات حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، وأشهرها (رواية يوتوبيا) عام 2008 وقد تُرجمت إلى عدة لغات وأعيد نشرها في أعوام لاحقة، وكذلك (رواية السنجة) التي صدرت عام 2012، و(رواية مثل إيكاروس) عام 2015 ثم رواية في ممر الفئران التي صدرت عام 2016 بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل: “قصاصات قابلة للحرق” و”عقل بلا جسد” و”الآن نفتح الصندوق” التي صدرت على ثلاثة أجزاء.
اشتهر أيضًا بالكتابات الصحفية، فقد انضم عام 2004 إلى مجلة الشباب التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، وكذلك كانت له منشورات عبر جريدة التحرير وعديد من المجلات الأخرى. كان له أيضًا نشاط في الترجمة، فنشر سلسلة رجفة الخوف وهي روايات رعب مترجمة، وكذلك ترجم (رواية نادي القتال) الشهيرة من تأليف تشاك بولانيك، وكذلك ترجمة رواية “ديرمافوريا” عام 2010 وترجمة رواية “عداء الطائرة الورقية” عام 2012. استمر نشاطه الأدبي مع مزاولته مهنة الطب، فقد كان عضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة بكلية الطب جامعة طنطا.
توفي في 2 من إبريل عام 2018 عن عمر يناهز 55 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة.
وفي ذكرى العراب لا ينتهي الكلام ابدا ولن تنضب البئر ما دام أدبه حيًا وسط جيل عظيم تربى على اعماله، وشرب منها.