تداول رواد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين هاشتاج بعنوان وسط البلد، ساخرين من الكلمات والتعبيرات التي يستخدمها رواد المنطقة، ومشيرين إلى ما فيها من تعالي بين المثقفين والسياسيين من رواد المنطقة والمجتمع بأسره، وإنطلاقاً من هذا الهاشتاج، ولأن منطقة وسط البلد قد شهدت أحداث ثورة يناير وعددًا كبيرًا من الأحداث وحملت الذكريات التي حفرت في وجدان المجتمع بأسره خلال السنوات الماضية في جنبات شوارعها وضواحيها، لذا رأينا أنه من الضروري أن نسلط الضوء على اسماء هذه الشوارع والتعرف علي سبب تسميتها والزعماء الذين حملت اسمائهم، ومن أبرز شوارع وسط البلد شارع عبد الخالق ثروت، وشارع شريف، وشارع طلعت حرب، وشارع مصطفى محمود، وشارع عماد الدين، وشارع شامبليون وغيرهم، ولا يغب عنا أن الاثر الكبير لبصمات هؤلاء في تاريخ مصر، مما خلد اسمائهم ليس فقط على شوارعنا وإنما في تاريخنا ووجداننا.
شارع عماد الدين:
هو شارع رئيسي يقع في منطقة وسط القاهرة أو وسط البلد شماله شارع رمسيس وجنوبه في منطقة عابدين ويستمر من خلال ميدان الأزبكية وميدان مصطفى كامل.
ومن المعروف أن الكثير من الشوارع الجانبية الموجودة في الشارع مسماه على أسماء الفنانين مثل وشارع زكريا أحمد و شارع نجيب الريحاني حيث وقف على مسارح شارع عماد الدين كبار رجال الفن على راسهم يوسف بك وهبي واستيفان روستي وبديعة مصابني، والشارع بناه في الاصل الخديوي إسماعيل الذي كان مولعا بالفن المعماري الأوروبي.
وعماد الدين هو أحد الشيوخ الذين كانوا موجودين في فترة من ستينيات القرن الماضي وتحديدا في عام 1661 حيث يوجد ضريح للشيخ بالقرب من تقاطع الشارع مع شارع الشيخ ريحان، ولكن في روايات اخري غير، مؤكدة توضح ان عماد الدين كان من كبار الفتوة في ذلك الوقت الذي كان يقوم بحماية نجوم الفن في الشارع.
واشتهر الشارع في القدم بأنه شارع الفن حيث تم تأسيس وإنشاء العديد والعديد من دور السينما والمسارح مثل مسرح الماجستيك الذي كان يمثل عليه علي الكسار فضلا عن وجود الأوبرا القديمة في ميدان الأوبرا بالقرب من الشارع بالاضافة الى مسرح الريحاني ومحمد فريد ومتروبول وأوبرا الفنانه ملك ومصربالاس ومركز الحاروقي الثقافي و الإجيبسيانه و البيجو بالاس وغيرها من المسارح.
وكانت أغلب المباني المعمارية في الشارع تعود للطراز المعماري الرائع السائد وقتها والتي مازالت باقية حتى الان حيث كان يوجد عمارات الخديوية التي بناها الخديو عباس حلمي الثاني على الطراز المعماري الإيطالي.
وقد تحولت هذه العمارات المعمارية الرائعة إلى مقرا للعديد من الشركات المصرية بعد عزل الخديو عباس والتأميم، ولكن شهد عام 1952 حريق ضخم في القاهرة انهارت على اثره العديد من تلك المباني المعمارية فضلا عن انهيار مجموعة من اجمل المسارح القديمة ودور السينما.
وتعد قهوة بعرة من اشهر مقاهي القاهرة القديمة على الاطلاق فهي تعود لعام 1918 ، حيث أسسته سيدة تدعى «ميرا صبرة وكانت القهوة بشكل عام من المقاهي المحببة للانجليز ايام الاحتلال البريطاني لمصر مما اكسب السيدة ميرا صبرة الكثير والكثير من النفوذ انذاك فكان الكثير من الناس يهابونها بسبب قربها من الانجليز.
جغرافيا، يمتد شامبليون طوليا بين شارع 26 يوليو وميدان التحرير، بين دار القضاء العالي بالإسعاف ومدخل عبد المنعم رياض، وهو إن نظرنا إلى خطوط العرض يفصل بين عالمين، عالم شارع طلعت حرب بمحلاته ورواده ومتنزهيه، وعالم “حى معروف” الشعبي، بأزقته وعطفاته وحاراته الضيقة، يمكن تقسيم أجواء شمبليون نفسه من زاوية ثالثة إلى ثلاثة أقسام، الجزء الهاديء في بدايته من جهة التحرير، حيث البنوك والجاليري والأكشاك المتباعدة، وجزء متوسط صاخب شعبي، حيث ورش السيارات ومحلات قطع الغيار وباعة الخبز ومطعم الكباب الشهير ومطعم الكشري الأشهر، وقسم ثالث في نهايته من جهة الإسعاف، ساخن وسياسيّ، حيث ملتقى أندية القضاة والصحفيين، والمحامين على بعد خطوات، “مثلث الرعب” كما يسميه البعض مازحا أو جادا، حيث كثيرا ما تتركز أنظار مصر كلها على تلك الأمتار القليلة، التي لا تتوقف عن خوض معارك السياسة.
وقد تم تسمية الشارع بهذا الاسم على اسم “جان فرانسوا شامبليون” ،الذي يعود له الفضل في فك رموز اللغة المصرية القديمة على حجر رشيد ،في فترة الحملة الفرنسية على مصر، ويحتوي الشارع على قصر شامبليون، وشامبليون ليس القصر الفعلي لفرانسوا شامبليون ولكنه القصر المسمّى – شعبيا على الأقل- بهذا الاسم، لكنه -كما يعرف الأثريون- قصر الأمير سعيد حليم أحد أمراء الأسرة العلوية.
توفي شامبليون في باريس ولم يزل حينها شابا في الثانية والأربعين من العمر، ولم يكن القرن التاسع عشر قد بلغ ثلثه بعد، بعد مئة عام، تحول اسم شارع وابور المياه في القاهرة الخديوية إلى “شارع شامبليون” تكريما له، ظل القصر الأميري الهائل مهملا قبل وبعد أن تولته وزارة التعليم حين حولته إلى إحدى مدارسها العامة، اليوم تمرح الفئران والغربان بين الأعمدة الرائعة والتمائيل المهيبة، أما وابور المياه فاحتلت مكانه جراجات وعيادات النقل العام، كأنما لتمحو تماما الاسم القديم، ويبقى الاسم شبه الجديد، شارع شامبليون، علامة مجد الأمس الذي لا يدل عليه شارع اليوم، الذي تهيمن عليه ورش السيارات نهارا والمقاهي ليلا.
غير أن الملمح الفرنسي، لا ينتهي هنا – في الشارع- عند اسم شامبليون، فهنا في بناية لا علامات مميزة لها، يختبيء المقر العريق لـ “أفلام مصر العالمية”، شركة يوسف شاهين التي طالما كانت على علاقة قوية بالفرنسيين الذين دعموا صاحب “باب الحديد” قبل أن يصبح -في نهايات مشواره- مخرجا جماهيريا، من هنا خرجت روائع السينما المصرية للأستاذ وتلامذته أيضا، لم يعد “جو” هنا كما لم يعد شامبليون ولا سعيد حليم، ولكن ذاكرة الشارع تحمل كل شيء.
شارع عدلي:
شارع عدلي هو ذاك الشارع الذى لم تتذكره سوى لقطات سينمائية محدودة حاولت الاستفادة من حديقته الظليلة، أما أشد ما تجاهلته السينما فكان الصالون الأشهر، صالون مى زيادة، الذى كان مدارا للأدب والفلسفة وحب الأدباء والمفكرين لها من طرف واحد، يتوافدون على بيتها فى شارع عدلى كل ثلاثاء، لأكثر من عشرين عاما، بين 1913 ونهايات الثلاثينايت.
ومن العجائب أن من رواد الصالون كان عدلى باشا يكن ذاته، ولم يكن الشارع العتيق قد سُمى على اسمه بعد، كان لا يزال «شارع المغربى»، نسبة إلى مسجد «المغربى» الصغير، الذى كان يطل- فى القرن 19- على «بركة قرموط»، التى كانت تمتد بين «اللوق» و»المقس» و»الخور»، أسماء تعنى بلغة اليوم باب اللوق وشارعى 26 يوليو وشامبليون. اليوم لا يزال يمتد شارع عدلى المهيب طولا وعرضا، بين ميدان الأوبرا، حيث تمثال إبراهيم باشا، قريب عدلى يكن من ناحية الأم، وبين شارع طلعت حرب. ورغم طول وعرض «عدلى»، لازال، تماما مثل فرع جروبى الشاسع فى أوله، أقل شهرة واعتبارا بين شوارع شريف وطلعت حرب وهدى شعراوى وغيرها من شوارع وسط البلد، ولازال حتى فرع «عمر أفندى» الضخم المستقر فيه أقل شهرة من منافسيه «الوسط بلديين»، إلا أنه أقل جمالا من التحفة المعمارية الرائعة لعمر أفندى شارع عبد العزيز، ألأنه أقل أهمية جغرافية من «عمر افندى طلعت حرب» المطل على «التحرير» ذاته؟ ألانه رغم ضخامته يكاد يختبئ وراء المؤخرة الضخمة لسينما مترو، التى تعطيه ظهرها وتمنح «طلعت حرب- أيضا» وجهها؟ مكتفية فى عدلى بلافتة متربة كانت تطلب من جمهور الماضى حجز التذاكر من شباك لم يعد موجودا؟
المطاعم والبنوك، المعمار العتيق والفنادق النادرة، باعة الـ«كل شيء» من غابة «الإيشاربات» على ناصية ميدان الأوبرا إلى الكتب والسجائر الأجنبية على الناصية الأخرى، كل ذلك لم يتح لـ «عدلى» شهرة طلعت أو الألفى، وربما لهذا ميزة واحدة، هى أنه أكثر منهما هدوءا وأقل ازدحاما، ككنز مخبوء.
جدير بالذكر أن عدلى يكن عرف بأنه مؤسس حزب «الأحرار الدستوريين»، ولكن يُنسى أن الحزب كان أول وأكبر انشقاق فى تاريخ الأحزاب المصرية، انشقاق على حزب الوفد ذاته، بسبب الموقف من المفاوضات مع الإنجليز. بعد فشل مفاوضات سعد زغلول – ملنر، طلب الانجليز التفاوض مع أى سياسى غير سعد، رأى زغلول أنها لعبة، ورأى يكن ومعه زعامات أخرى، استكمال المفاوضات، وترأس عدلى يكن الوفد المصرى الذى فاوض اللورد كيرزون، واتضح أن زغلول كان على حق، فشلت مفاوضات عدلى-كيرزون، وقدم عدلى استقالته إلى السلطان فؤاد، لكن أحدا لم يقبل أن يشكل أى وزارة مصرية بعد فشل «وفد عدلى»، فاستجاب الإنجليز أخيرا وقرروا إلغاء الحماية وإعلان استقلال مصر فى تصريح 28 فبراير 1922. بعد شهرين فقط من استقالة حكومة عدلى يكن، نالت مصر استقلالها، لكن خلاف سعد مع يكن استمر، فأسس الأخير بعد 6 أشهر من الاستقلال، حزب الأحرار الدستوريين، الذى كان مجرد جزء من حياة حافلة، شكل خلالها يكن ثلاث وزارات، وتنوعت مسؤولياته من وزارة المعارف، إلى وزارة الداخلية، إلى إلزامه اللغة العربية لغة أساسية فى المدارس المصرية.
شارع عبد الخالق ثروت:
تداخلات محيرة صاحبت أيضا شخصية عبد الخالق ثروت نفسه، وتراوحت بين وصفه بصاحب الإنجازات تارة أو صديق الإنجليز تارة أخرى، غير أن ملمحا ثالثا، غير الجدية وغير التداخل، يقرّب بين الشارع وصاحبه: فبين أول الشارع عند التقاطع مع شارع رمسيس، إلى نهايته البعيدة عند ميدان إبراهيم باشا بالعتبة، مسافة طويلة تجعل من شارع ثروت أحد أطول شوارع وسط البلد على الإطلاق، مع ذلك ستلاحظ بغرابة أن البنايات تنتهي قبل الوصول إلى الرقم 60 ، ذلك أن البنايات الضخمة كبناية نقابة الصحفيين أو المحامين أو الكنيسة الكاثوليكية أو جريدة وطني الدولية أو جروبي وغيرها، هي السمة الأخيرة المميزة لشارع عبد الخالق ثروت، تمامًا -مرة أخرى- كصاحبه، الذي مات أيضا قبل الوصول لعامه الستين، لكنه تولى مواقع ومناصب كبيرة تماما كالبنايات في شارع ثروت.
ومثلما كان حال عبد الخالق ثروت نفسه، تكسو الجدية ملامح شارع عبد الخالق ثروت، جدية بالغة تبدو منذ بدايته عند شارع رمسيس، فأول أرقامه محل شهير لبيع الأسلحة وأدوات الصيد، على الرصيف المقابل يبدأ الشارع مع نقابة المحاميين ذات العضوية الهائلة والمؤتمرات الساخنة، تلاصقها نقابة الصحفيين المصريين في مبناها الجديد الذي لم يعد جديدًا تماما، يليها نادي القضاة محل أكبر الأزمات المصرية في بداية العقد الأول من الألفية، تواجهه العيادات الصحية لهيئة النقل العام، سور عال جراج كبير يصعب معه التفرقة بين العيادات وأي جراج آخر تابع للهيئة. غير أن تلك الجدية والأهمية السياسية ليست السمة الوحيدة لشارع عبد الخالق ثروت ولا وجه الشبه الوحيد بين الشارع وصاحبه.
هل تقع مكتبة “الهيئة العامة للكتاب” في شارع عبد الخالق ثروت؟ أم أنها في شارع شريف؟ إن الرقم الرسمي للمكتبة الكبيرة هو 36 شارع شريف، لكن «الفاترينة الهائلة» والمداخل في عبد الخالق ثروت، وتلك ليست الحالة الوحيدة بل هي ملمح من ملامح شارع «ثروت» (الاسم المختصر الذي يربك البعض فيظنون أن شارع ثروت غير شارع عبد الخالق ثروت»، فتلك المعالم التي يحار في نسبتها إلى عبد الخالق ثروت رغم وجودها فيه، هي سمة متكررة هنا، فهيئة الكتاب في ثروت وشريف معا، وكذلك مكتبة دار المعارف وصيدلية الأنجلو، هل نحتسب نقابة المحامين ضمن ثروت أم شارع رمسيس؟ على أي شارع يمكن أن نعنون أو نصف المحلات التجارية في تفاطع ثروت مع محمد فريد؟ ماذا عن أكشاك الممرات الصغيرة بين ثروت وشارع معروف؟ لماذا تتوسط بوابة نادي القضاة المسافة بين ثروت وشارع شمبليون؟ ماذا عن محل جروبي العملاق؟ هل نهتم بمدخله ومحل الآيس كريم المستقل في ثروت، أو نكتفي بمدخل الحديقة في شارع عدلي؟
شارع شريف:
شارع شريف هو واحد من أشهر شوارع وسط البلد بالقاهرة، ويتواجد به عدد من البنوك المهمة كالبنك الأهلي وبنك مصر، لكن عدد قليل يعرف من هو شريف باشا الذي سمي هذا الشارع العريق على اسمه.
وكان محمد شريف باشا سياسي مصري بارز من أصل تركي، تولى رئاسة الوزراء في مصر أربعة مرات، ويُعتبر هو مؤسس النظام الدستوري في مصر، لكنه توفي قبل اليوم يوم 20 من إبريل عام 1887، أي قبل نحو 132 عاماً ،لكنه كان قد وُلد في 28 نوفمبر 1826 بإسطنبول، وكان والده أحمد شريف باشا تركي الأصل، أصبح شيخاً للإسلام بالآستانة في عهد السلطان محمود. وعمل والد شريف باشا قاضي قضاة في مصر إبان حكم محمد علي، وبعد انتهاء عمله في مصر عادت أسرته إلى إسطنبول، وعُين والده قاضياً للحجاز، فمر بمصر ومكث فيها بعض الوقت في طريقه إلى مقر عمله الجديد، فأعجب محمد علي بنجله، وأقنعه بتركه تحت رعايته، وهناك رواية أخرى تقول أن محمد شريف جاء لمصر للدراسة في الأزهر ونزل برواق الأتراك، وعندما سافر محمد علي للآستانة تقابل مع شيخ الإسلام فيها “أحمد شريف” فأوصاه بابنه، فلما عاد محمد علي لمصر أرسل في طلب محمد شريف من الأزهر، وأشرف على تعليمه.
فالتحق بالمدرسة الابتدائية الخاصة بالأمراء وهي المدرسة الحربية التي أنشئت عام 1826 بأمر من محمد علي وكان من تلاميذها بعض أنجاله، وأحفاده، ولذلك توطدت علاقته بهم.
لكنه لم يستمر الوفاق بينه وبين رجال الثورة العرابية في هذه الوزارة، فقد طلب من رجالها الابتعاد عن السياسة، ولكنهم أصروا على حق مجلس النواب في مراجعة ميزانية الحكومة، رغم دقة الموقف الدولي، وتهديد إنجلترا وفرنسا بالتدخل، وكان شريف يرى أن يرجئ البت في هذه المسألة حتى يتفادى التدخل المسلح من جانبهما، لذلك قدم استقالته.
كما تولى شريف باشا منصب رئيس مجلس النظارة للمرة الرابعة ووزير الخارجية في 21 أغسطس 1882 وحتى يوم 10 يناير من العام نفسه، وكان يأمل أن يحقق إقرار النظام الدستوري، وينتهي الاحتلال البريطاني كما يقول الانجليز بمجرد توطيد سلطة الخديوي، ولكن نيات إنجلترا الاستعمارية قد ظهرت واضحة في العمل على فصل السودان عن مصر إبان الثورة المهدية بالسودان، فعارض شريف السياسة البريطانية، ولما رأى أن الخديوي يميل إلى إجابة مطالبهم قدم استقالة وزارته في يناير عام 1884.
شارع البستان:
تم انشاء الشارع في عهد السلطان الناصر محمد المملوكي ،وكان يتواجد فيه قصر البستان ،مقر إقامة الأمير فؤاد قبل أن يصبح سلطانًا على مصر ثم ملكًا عليها ،وبعد ذلك تحول الى مقر لجامعة الدول العربية قبل المقر الحالي،وحديثُا تم هدم القصر وتحول إلى جراج ومول بنفس الاسم “مول البستان”، بالإضافة إلى العديد من البنوك ومؤسسات الدولة مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط التي تقع في تفرع شارع هدي شعراوي المتفرع من شارع البستان.
شارع قصر النيل:
أهم الشوارع الرئيسية في منطقة وسط البلد، وبناه “محمد علي” على ساحل النيل قديمًا لابنته “نازلي”، ويمتد من المتحف المصري حتى ميدان سليمان باشا، ولم يتغير اسمه منذ إنشائه حتى الآن.
والامتداد المباشر “لكوبرى قصر النيل” من ناحية التحرير لا يصب فى شارع قصر النيل، بل يتمثل فى شارع التحرير “إسماعيل سابقا” القادم من الدقى عبر الكوبرى وصولا إلى باب اللوق ثم عابدين، أما شارع قصر النيل فى وصفه المختصر فيبدأ -إذا استثنينا الكوبرى- من ميدان التحرير بالقرب من المتحف المصرى ويمتد بطول 1200 مترا إلى شارع الجمهورية، عابرا ميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل، فلماذا سمّي “قصر النيل” إذا طالما إنه لا يتصل مباشرة بكوبرى قصر النيل ولا يمثل امتداده؟
السر يعود إلى تسمية “قصر النيل” نفسه، الذى كان قصرا بناه محمد على باشا لابنته الأميرة نازلى التى أنجبها من زوجته أمينة هانم، وهي -نازلى– شقيقة إبراهيم باشا وطوسون باشا، وهى -بالطبع – غير الملكة نازلى ابنة عبد الرحيم باشا صبرى زوجة فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق وحين بنى قصر نازلى “قصر النيل”، لم تكن القاهرة الخديوية (وسط البلد حاليا) قد عمرّت بالكامل بعد، فلم يكتمل بنائها على النمط العالمي سوى على يد الخديوي إسماعيل الذي أراد باريسا في الشرق، ربما لهذا قرر سعيد باشا هدم “قصر النيل” ليتحول إلى ثكنات عسكرية، استولى عليها فيما بعد الجيش البريطانى بعد احتلاله مصر، لم تعد الثكنات قائمة، بل صار محلها اليوم عدة منشآت أهمها جامعة الدول العربية وبعض الفنادق الكبيرة، تلك المنشآت التى قامت محل القصر هى التي يواجهها شارع قصر النيل الذى ليس ذنبه أن القصر -الذي سمى على اسمه- لم يعد موجودا.
ربما يكفيه فخرا، أنه رغم اختفاء القصر، فإنه الشارع الوحيد الذي لم يتغير اسمه أبدا، فلا يمكن أبدأ أن تعثر على لافتة “سابقا” فى قصر النيل، ولا يمكن وسط عماراته الساحرة أن تخطىء المكان.
شارع طلعت حرب:
أشهر وأهم شارع وميدان في منطقة وسط البلد، ترجع شهرته بسبب معالمه المعروفة واحتوائه على محلات تجارية وكافيهات ويخرج منه تفرعات لجميع الشوارع، ويرجع تاريخ الميدان لعام 1924 ويعد من أهم معالم منطقة وسط البلد، ويشتهر بتمثال طلعت حرب أحد مؤسسي الاقتصاد المصري.
الشارع سُمى أولًا على اسم الكولونيل سليمان باشا الفرنساوي، الذي أسند إليه محمد علي عام 1819 مهمة تكوين جيش مصري على الأسس الأوروبية الحديثة، وكان يحتوي على تمثال له نُقل بعد ذلك إلى المتحف الحربي بالقلعة ليوضع تمثال طلعت حرب، مكانه.
بالنسبة لتاريخ الميدان نفسه فقد كان الخديوي إسماعيل يحلم بأن يجعل القاهرة مدينة تضاهي باريس في تخطيطها ومبانيها فقام بجلب واحضار المهندسين الإيطاليين والفرنسيين لبناء مباني وعمارات علي الطراز الأوروبي والفرنسي ، وعند الانتهاء من تشييدها سمي هذا الشارع والميدان بشارع وميدان سليمان باشا نسبة الي سليمان باشا الفرنساوي مؤسس الجيش المصري أثناء عهد محمد علي تكريما له ، وتم انشاء تمثال له بوسط الميدان . وتم واستمر هذا الاسم الي وقت ثورة يوليو عام 1952 التي قررت التخلص من كل الرموز من العهد البائد ، وقامت بنقل تمثال سليمان باشا الي المتحف الحربي بالقاهرة ، ووضعت بدلا منه تمثال للاقتصادي المصري طلعت حرب ، وتم تسمية الشارع والميدان باسم ميدان طلعت حرب وبقي حتي الآن .
شارع محمد محمود:
الشارع الذي كان حديث العالم خلال ثورة 25 يناير، ويأتي تسميته نسبة لمحمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين قبل الثورة 23 يوليو، وكان رئيسًا للوزراء لأكثر من حكومة خلال حكم الملك فؤاد الأول أولها عام 1928، وشكل بعد ذلك أربع حكومات حتى وفاته عام 1941، أحدهما شغل فيها منصب وزير الداخلية.
وسر تسمية شارع محمد محمود الكائن بوسط القاهرة، والذى اشتهر للغاية بعد أن شهد مظاهرات واسعة النطاق فى الأعوام الأخيرة بهذا الاسم هو على اسم محمد محمود باشا (1878 – 1941م)، الذى تولى منصب رئيس الوزراء فى عهد الملك فؤاد الأول، ولُقب بـ”الرجل الحديدى” لاستخدامه القوة المفرطة من أجل السيطرة على مفاصل الدولة.
وعهد الملوك إلى محمد محمود باشا بتشكيل الوزارة أربع مرات، وتولى منصب وزير الداخلية منذ يونيو 1928م وحتى أكتوبر من عام 1939م، واحتفظ محمد محمود باشا بمنصب وزير الداخلية بعد توليه منصب رئيس الوزراء، حتى استطاع النحاس باشا إسقاط حكومته فى عام 1939م.
كما يتفرّع شارع محمد محمود من ميدان التحرير فى وسط القاهرة، ويتفرع منه شارع المنصور المؤدى إلى مبنى وزارة الداخلية، وينتهى فى شارع بورسعيد، ويضم مجمّع مبانى الجامعة الأمريكية.
وقد شهد شارع محمد محمود الكثير من المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، مرورا بجمعة الغضب وأحداث مسرح البالون، وأحداث السفارة الإسرائيلية.
شارع القصر العيني:
الشارع الأكثر حيوية والأكثر تأمينًا في المنطقة نظرًا لاحتوائه على مجموعة كبيرة من المقرات الحكومية، يقع فيه مقرات 9 وزارات مصرية ومجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء، والمجمع العلمي.
وحصل الشارع على تسميته من وجود المستشفى الجامعي “القصر العيني” فيه، وهي أقدم مدرسة طبية في مصر ويرجع تاريخها لعهد محمد علي باشا.
بدأ شارع القصر العينى من ميدان التحرير وينتهى عند ميدان فم الخليج ، ويمر بعدة مبانى حكومية ، ولقد تم افتتاح هذا الشارع فى القرن الـ 19 ، وتقطعة عدة طرق جانبية منها شارع الشيخ ريحان ، وشارع المبتديان ، وشارع امين سامى ، وشارع الديوان ، شارع الدكتور حندوسة ، وكان يسير فى هذا الشارع ترام القاهرة ويمكنك ان تلاحظ هذا من خلال فيلم ( لا تشرب الدواء الذى ارسلت ابنتك اليه الدواء فيه سم قاتل ) حيث سوف تجد الطفلة تسير من ميدان العتبة الى دير النحاس ( الملك الصالح ) عبر شارع القصر العينى .
أهم المبانى التى توجد فى الشارع :
• مجمع التحرير .
• مؤسسة التعاون للبترول .
• دار الحكمة ( نقابة الاطباء ) .
• مستشفى القصر العينى .
• معهد التغذية .
• معهد السرطان .
• الجامعة الامريكية .
• المجمع العلمى المصرى .
• الجمعية الجغرافية المصرية .
• وزارة الرى .
• مجلس الوزارء .
• وزارة البحث العلمى .
• معهد التعاون.
• معهد الدراسات العربية .
• القنصلية السعودية بالقاهرة .
شارع الشيخ ريحان:
السيد ريحان بن يوسف بن سعادة بن محمد المنيع، وسمي باسمه تكريمًا له نظرًا لأن نسبه يعود إلى الإمام الحسن بن أبي طالب، ويحتوي الشارع على مسجد الشيخ ريحان، وهو المسجد الذي يحتضن جثمانه وحتى الآن يحرص الكثير من أحفاده على زيارته، ويُعرفون باسم “الريحانية”.
الشارع قديمًا كان يحمل اسم السلطان حسين كامل، سلطان مصر وملك السودان، وتم تغييره للشيخ ريحان بعد قيام ثورة يوليو.
“الشيخ ريحان”.. يبدأ من ميدان سيمون بوليفار حيث السفارة الأمريكية وكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، ويتقاطع مع عدد من الشوارع المهمة، كشارع منصور وشارع نوبار والفلكي ويمتدّ حتى قصر عابدين.
شارع “الشيخ ريحان” قبل عدة سنوات كان يحمل اسم السلطان حسين كامل سلطان مصر وملك السودان، وهو ابن الخديوى إسماعيل، حتى تغير اسمه بعد ثورة يوليو وأصبح يحمل اسم الشيخ ريحان.
يضم الشارع مسجد الشيخ ريحان، وهو المسجد الذي يحتضن جثمانه وحتى الآن يحرص الكثير من أحفاده على زيارته، ويُعرفون في مصر كلها باسم “الريحانية”.
الشارع يرجع إلى الشيخ ريحان بن يوسف بن سعادة، واختلف حوله المؤرخون، ومنهم من أكد أنه من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه ومن سلالة الرسول صل الله عليه وسلم.
شهد هذا الشارع أحداث كبيرة، بداية من ثورة الزعيم أحمد عرابي، نظرا لقربه من قصر عابدين، حتى ثورة 25 يناير، حيث شهد الشارع اعتصام المتظاهرين، من أمام مبنى مجلس الوزراء إلى شارع الشيخ ريحان.
شارع الفلكي:
أطول شارع في وسط البلد يبدأ من ميدان باب اللوق حتى المنيرة، وسمي نسبة لمحمود باشا حمدي الفلكي، أحد أعلام مصر في الفلك والرياضيات، ابتكر علم التقاويم السنوية، وكان يعيش في نفس الشارع وأنشأ مزاولة تبين ساعات النهار على سطح بيته.