في السر الأول من أسرار المجد نتأمل بسر القيامة. وهذا السِّر يُذكِرّنا بقيامة المسيح، ويُشُيرُ أيضاً إلى قيامتنا.
قام المسيح من بين الأموات ، وكان لقيامته بالغ الأثر في مصير البشرية، لأنَّه هو رأس الكنيسة ونحنُ أعضاؤها، فكما إنتصر المسيح على الموت بقيامته، هكذا سنقوم معه من وهدة الإثم والخطيئة وننتصر على الموت.
إن المسيح هو آدم الجديد الذي أصلح ما أفسَدهُ آدم الأول بمعصيتهِ، فشقَّ للإنسان الطريق إلى السماء وإلى السعادة في ظلِّ الله، ولهذا يقول القديس بولس : ” فَأَمَّا ونحنُ نؤمِنُ بأنَّ يسوعَ قد ماتَ ثمَّ قام ، هكذا نحن سنقوم معه ” ( تس الأولى ٤ : ١٤) .
ليس الموت نهاية الإنسان أو تلاشيه، وإلاَّ لما بقي معنى للحياة، ولما بقي قيمة للعمل ، بل هو مرحلة عبور للقاء الله، هو غمضةُ عين عن هذه الدنيا من أجل إنفتاح في اللامتناهي وفي المحبةِ والكمال ، حيث لاخوف ولا ألم ولا وجع ، بل حياة فيها الخير الكامل والجمال الكامل، ولاصراع بين شر وخير، بل حب كامل ، والإنسان طالما يتوق إلى الكمال وهو على الأرض ، فلا ينال السعادة الحقَّة والمعرفة التامة عن يسوع إلاَّ في السماء.
ما أجمل أن نتأمل بهذه الحقائق التي تبعث الأمل والفرح في النفس المؤمنة حين تلاوة مسبحة الوردية مع العذراء مريـم التي تقول صلوا المسبحة الورديّة لخلاصكم وخلاص العالم .