” إذهبوا وتَلميذوا جميع الأُمَم ” ( متى ٢٨ : ١٩ ) .
عندما ينال المسيحي سِرّ العماد المُقدّس، يصبح عضوا ً في جسد المسيح السري، الذي هو الكنيسة.
وبقوة هذا السر ينال ختماً روحياً لا يُمحى، وهذا الختم هو علامة إنتمائه إلى المسيح، ورمز إشتراكه بكهنوت المسيح، هذا الإشتراك يُخوله نيل الأسرار المقدسة الاخرى، والإشتراك بحياة الجماعة المسيحية.
إن هذا الإنتماء للمسيح الذي بدأ بالعماد، يجب أن ينمو ويُصبح نشطاً وفعالاً في حياة المؤمن، بحيث يصبح كلّ مسيحي رسولاً في محيطه، كالخميرة في العجين حسب تعبير الرّبّ.. وعليه أن يُعطي شهادةً حية لإيماِنهِ وإنتمائِهِ وذلك بأعمالِهِ الصالِحة وتصرفاته الحسنة مع الآخرين.
في داخل الاُسرة مع الكبارِ والصغارِ، ومع زملائهِ في محيط عملهِ، بحيث تكون أعماله ونشاطاته مطابِقة لإرادة الرب وتعاليمهِ ووصاياهِ ، وبذلك يحقق قول ربنا ومعلِّمنا يسوع المسيح : ” ليُضيء نُورُكُم للناس، ليَرَوا أَعمالَكُم الصَّالِح ، فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الذي في السَّموات ” (متى ٥ : ١٦).
إنَّ مريم أُمُّ الكنيسة تُساعد بكُلِّ تأكيد كلّ من يلتجيء إليها طالبا ً عونها في تأدية رسالته، وتُلهِمَهُ طريق الخير والصلاح ليكون رسولا ً حقيقيا ً للرب.