إنَّ سفر أعمال الرسل يروي لنا إنطلاقة الكنيسة الأولى بعد صعود ربنا إلى السماء، ويُخبرنا أن الرسل : ” كانوا يُواظبون جَميعاً على الصلاة بقلبٍ واحد ، مع بعضِ النِسوة ومريم أُمّ يسوع ومع إخوتِهِ “(أعمال الرُسُل ١ : ١٢ – ١٥ ).
لقد أتمّت العذراء مريـم دورها قرب يسوع طوال حياته، وأرادت أن تُكمّل دورها كأم لتلاميذه، فعملت على جمع شملهم ورفع معنوياتهم وتثبيتهم في الصلاة بنفس واحدة، بانتظار موعد حلول الروح القدس عليهم .
ويُخبرنا هذا السفر النفيس ايضاً أنَّ الروح القُدس نَزَلَ على التلاميذ بعد عشرة أيام من مواظبتهم على الصلاة فأستقَّر عليهم واحداً واحداً ، فأشتدَّت عند ذاك عزيمتهم، وأخذوا يُنادون بإسم المسيح بلا خوف.
إننا نؤمن ونثق كلّ الثقة أنَّ مريم لاتزال تُكمِّّل دورها الوالدي في الكنيسة. وكما ساعدت الرسل فهي لاتزال تساعد كنيسة اليوم المنتشرة في العالم . كما نؤمن ايضاً أنَّ الروح القُدس لايزال يمنح مواهبه لنا.
منذ قبولنا سريّ العماد والميرون حلَّ الروح القُدس فينا ونِلنا به المواهب السبعة وهي : ” الحكمة والفهم والمشورة والتقوى والعلم والقوة ومخافة الله ” ( أشعيا ١١ : ٢ ) . أما ثمر الروح فهي : ” المحبةُ والفرحُ والسلامُ والصَّبرُ واللُّطفُ وكرمُ الأخلاق والإيمانُ والوداعةُ والعفاف ” (غلاطية ٥ : ٢٢ – ٢٤).
فلنحيا إذاً بحسب هذه المواهب السامية التي حلَّت فينا بحلول الروح القدس، وبرعايةِ وحمايةِ مريم العذراء أم الله وأُمُّ الكنيسة وأُمُّ الرُسُل والمؤمنين .
يا مريـم ، أم النعمة الإلهية أفيضي علينا نعم السماء.