اسمحوا لي أعزائي أن أقدم لكم وصايا عشر قدمها الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي, في نهاية كتابه الرائع (قصتي) وكنت قد حصلت علي هذا الكتاب (المجلد) بطريقة فاخرة من مكتبة (مول دبي) أثناء زيارتي الشهر الماضي لبناتي وحفيداتي (ياسمين وتمارا وعاليا وباسنت) وشدني الكتاب حيث في تقديمه يقول الشيخ محمد بن راشد: هذه طريقتنا في بناء بلادنا, كما سترون من خلال هذه المحطات كلمات بسيطة, أودعتها قليلا من حكمة, وكثيرا من محبة, لعلها تفيد, أو تلهم, أو تعلم, أو تسهم في بناء الإنسان ورفعة الأوطان.
والكتاب يتضمن ثلاثمائة وستة صفحة, كلها تجاربه مع جده الشيخ سعيد بن المكتوم ووالده راشد بن المكتوم, ثم مجيئه إلي تولي حقيبة وزارة دفاع الإمارات العربية وهو في سن الثامنة والعشرون من عمره بعد أن تأسست دولة الإمارات العربية في الثامن عشر من فبراير عام 1968 بقيادة الشيخ زايد آل نهيان ونائبه راشد بن المكتوم.
وأنهي هذا الكتاب الرائع الذي أوصي أن يقرأه كل من لديه رغبة في تحقيق الأحلام والآمال الكبار.
كتب عشر توصيات اسمحوا لي أن أنقلها لكم:
الوصية الأولي: أخدم الناس! الغاية من الإدارة الحكومية هي خدمة الناس, الغاية من الوظيفة الحكومية هي خدمة المجتمع, الغاية من الإجراءات والأنظمة والقوانين هي خدمة البشر, لا تنسي ذلك, لا تمجد الإجراءات, لا تقدس القوانين, لا تعتقد أن الأنظمة أهم من البشر, هي لخدمتهم وراحتهم وتسهيل حياتهم, هي قابلة للتغيير في أي وقت من أجلهم, الكثيرون يفقدون البوصلة, ويعتقدون أن دورهم الحفاظ علي الأنظمة المعمول بها, وتطبيق نصوص القوانين التي تم تشريعها, وإنفاذ الإجراءات التي تم اعتمادها, وهذا الإعتقاد أساس الكثير من مشكلاتنا الإدارية. لو أن القانونيين والمشرعين والوزراء والمدراء, ومن يستقبل المتعاملين, ومن يصمم الخدمات ومن يقدمها. من يضع الموازنات, ومن ينفذ المشاريع لو أن هؤلاء حافظوا علي البوصلة والتزموا بمبدأ خدمة الناس لتغيرت نظرتهم وأولوياتهم وقراراتهم وخططهم, ولحدثت ثورة إدارية في عالمنا العربي
الوصية الثانية: لا تعبد الكرسي! الوظيفة والمنصب والمسئولية كلها مؤقتة, ستذهب عنها سريعا أو ستذهب عنك, رصيدك الحقيقي هو عملك وإنجازك, كلما أنجزت أكثر ارتفع منصبك, وعلا اسمك, وأحبك الناس, وجزاك الله خيرا في الدنيا والآخرة إذا أحببت الكرسي, لن تمتلك الشجاعة لإتخاذ قرارات ترفعك وتوصلك للكرسي الذي يليه, إذا أحببت الكرسي, قدمته علي قيمك ومبادئك والغاية التي جئت من أجلها, وهي خدمة الناس, أجعله آخر همك, وستملك عندها طاقة كبيرة وأفقا واسعا لتغيير واقع مؤسستك ومجتمعك ووطنك أنظر لمصلحة وطنك البعيدة وليس لرجل كرسيك عند قدمك.
الوصية الثالثة: ضع خطتك! عندما لا تخطط فأنت تخطط لفشلك, الكثير من المسئولين يعيشون وظيفتهم يوما بيوم, لا ينظرون لأبعد من أسبوع أو شهر, وهذا أحد أكبر تحدياتنا الإدارية, دور القائد الأساسي هو معرفة الاتجاه, إرشاد فريقه نحوه, وتحفيزهم باستمرار للوصول إليه, إذا أخفقت في وضع خطة, فأنت تسير بغير هدي, ولا يهم أين تصل, لأنك لن تصل إلي شئ ذي قيمة.
الوصية الرابعة: راقب نفسك! راقب الأداء في مؤسستك وأجعل لك رقيبا داخليا في المؤسسة, وخارجيا محايدا, لابد من مؤشرات تضمن من خلالها بأنك تمضي في الاتجاه الصحيح لتحقيق الخطة, لا تغش نفسك ووطنك بوضع مؤشرات ضعيفة ورقابة ضعيفة. لا يمكن إنجاز أي مشروع دون مؤشرات حقيقية وصريحة تلزم بها نفسك وفريق عملك.
وإلي الأسبوع القادم مع بقية توصيات الشيخ محمد بن راشد التي أتمني أن يقرأها كل مسئول في بلدي سواء كان يتولي المسئولية في مكتب خاص أو عام ومن مهندس صغير إلي نقيب المهندسين, أي كل فرد في مصر يحلم بمستقبل باهر عليه أن يقرأ تلك الوصايا.
وللحديث بقية..
بقلم: د.حماد عبدالله حماد
عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق
[email protected]