تشتهر مدينة أسوان، بأنها نموذج للمحبة والتعايش والتسامح الدينى، نظرا للعادات والقاليد التى توارثها الأبناء عن الأباء والتى إنعكست على روح التأخى والمحبة والألفة بين ساكينها سواء المسلمين أو المسيحيين.
ويعتبر ” أسامة الشايب مترى الصليب، 54 سنة” أبن مدينة أسوان، أحد أولئك الذين تربوا على كنف هذه المعانى الحميدة، والذى يجد فى نفس كما يقول، أنه مصريا أسوانيا قبل أن يكون مسيحيا، حيث إعتاد أن يكون من بين المشاركة في المناسبات الدينية للمسلمين، ومشاطرتهم الأفراح والأحزان، ومشاركتهم أعيادهم كما أنهم يشاركونه أعياده، منتقداً كل من يحاول التمييز بين البشر على أساس الدين.
المواطن المسيحى أسامة مترى، حرص هذا العام على التواجد فى معرض أهلا رمضان لبيع للمسلمين مستلزمات رمضان من الياميش والكنافة والقطايف، معبرا عن سعادته فى فعل هذا العمل.
” وطنى” حاورته بالبايكة المخصصة له بمعرض أهلا رمضان بمنطقة الطابية بمدينة أسوان، وقال أنه يشارك هذا العام فى معرض أهلا رمضان وهى المرة الثانية له، فى ظل أنه محبوب لدى الجميع، حيث تربى على المحبة والتعايش والتسامح الدينى، والتى ورثها عن أبيه وأجداده والتى إنعكست على علاقته مع كل الناس.
وأشار الشايب، أنه تقدم كغيره لمديرية التموين طلبا للحصول على باكية مخصصة له فى معرض أهلا رمضان، ليبيع مستلزمات رمضان من ياميش وكنافة وبلح وغير ذلك من المنتجات التى يقبل على شراؤها المواطنون خلال الشهر المبارك سواء كانوا مسلمين أو أقباط، وعلق قائلاً: “إحنا كلنا مصريين مفيش فرق بين مسيحى ومسلم.
وأكد أن المناسبات والأعياد دائما ما تجمع شمل المصريين، وشهر رمضان أحد هذه المناسبات والتى يحرص خلالها المسلمين والمسيحيين على حدا سواء فى زيادة علاقات المحبة والتأخى بينهم، والتى تظهر ذلك فى تبادل التهانى والزيارات وموائد الرحمة التى لا تفرق بين المسلم والمسيحى لدرجة أنه يومياً عندما يعود للمنزل بعد العمل وخلال وقت الغروب، يتقدم له الكثير من جيرانه لمشاركتهم الإفطار الرمضانى وكثيراً ما يقبل دعوتهم – على حد قوله – معلقاً “دى التربية اللى نشأنا عليها من زمان وعودونا أهلنا على ذلك”.
وأشار ، إلى أنه يستمع إلى قراء القرآن من أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وإبتهالات الشيخ النقشبندى، والتى تستلهم عنده أجواء رمضان القديمة التى كان يعيشها مع أسرته منذ أن كان طفلاً وكان يلعب مع جيرانه الصغار بالفوانيس ذات الشموع بالشوارع خلال شهر رمضان، ويردد معهم “وحوى يا وحوى”، لافتاً إلى أنه كان هو وأسرته ينتظرون “المسحراتى” ويوقظون جيرانهم المسلمين خلال وقت السحور، وكان أيضاً ينزل مع أصدقاءه إلى المدينة ليشاهدون عملية ضرب مدفع رمضان.
وأوضح أسامة، بأنه يشارك أيضا فى عمل أخر عقب إنتهاء عمله فى الفترة الصباحية لمعرض أهلا رمضان، حيث يبيع شنط رمضان والتى تناسب الأسر فى الصعيد مراعاة لظروفهم الإقتصادية، لافتاً إلى أن هناك شنط بـ100 أو بـ50 جنيهاً حسب ظروف وإحتياجات الناس، وعلق قائلاً: “حتى لو هكسب جنيه بس فى الحاجة لكن يهمنى كل رب أسرة يفرح عياله وهو داخل عليهم سواء بالكنافة أو الحلوى أو الذبيب أو العصائر أو غيره”.
وعن الأسعار والتنافس داخل معرض أهلا رمضان، يقول أن المعرض يوفر كل مستلزمات الأسرة الأسوانية بأسعار مخفضة عن سعر السوق، تماشيا ومراعاة للبعد الإجتماعى لكافة الفقيرة ومحدودة الدخل، فى ظل موجة غلاء الأسعار.