تفعيلا لمبادرة “حياة كريمة” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطلع عام 2019 والتي يأتي على رأسها توفير مياه شرب نقية وخدمات الصرف الصحي في ربوع مصر جاء تنظيم مؤتمر تحلية المياه في الدول العربية أروادكس 2019 في دورته الثانية عشرة بالقاهرة والذي يشارك فية الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري .
أكد “عبد العاطي” إلى أن توفير المياه يُعَدُّ من أكبر التحديات التي تواجهها حكومات وشعوب البلدان العربية، “ومصر على وجه الخصوص” لموقعها ضمن حزام المناطق الصحراوية الجافة، حيث إن معدل سقوط الأمطار فيها يقل عن 100 ملليمتر سنوياً، فضلاً عن ارتفاع معدل الطلب على المياه بسبب التطور العمراني، والصناعي، والنمو السكاني.
وأردف “عبد العاطي” إلى أننا في مصر نعاني من نقص في المياه يقدر بحوالي 90% من الموارد المائية يتم تعويضها بإعادة إستخدام 33% من الموارد المتجددة و 55% مياه افتراضية في صورة محاصيل يتم استيرادها على شكل سلع ومواد غذائية في الوقت الذي يزيد الطلب على المياه، فضلاً عن ظاهرة تغير المناخ التي تهدد بتفاقم الأزمة، خصوصاً في المناطق التى تهانى من النُدرة المائية مثل مصر.
وصرح وزير الموارد المائية والري أنه لمواجهة التحديات التي تواجه مصر في الوقت الحالي تم وضع الاستراتيجية القومية بالتعاون مع ٩ وزارات، والتي تُعرف “بإستراتيجية ٤ت” والتي ترتكز على أربعة محاور أساسية وهي تنميه الموارد المائية وتحسن نوعيتها وترشيد الاستخدام بالإضافة إلى تهيئة البيئة المحيطة ولذلك تم العمل على توفير مصادر غير تقليدية لسد الفجوة، والتي يمكن تحقيقها عن طريق استغلال 3 موارد هامة: تحلية مياه البحر، إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بما لايؤثر على طبيعة التربة في منطقه الدلتا والبحيرات الشمالية.
وتجدر الإشارة إلى ان اللجوء إلى تحلية مياه البحر هو خيار إستراتيجي ذو بعد اجتماعي واقتصادي لا يمكن الاستغناء عنه رغم تكلفته العالية من أجل تحقيق الأمن المائي لدول المنطقة خاصة وأن معظم منابع الأنهار بيد دول غير عربية مما يعطيها صفة المورد غير الآمن كما أن المياه الجوفية في أغلب البلدان العربية غير متجددة (مورد ناضب).
لقد تم البدء في برنامح طموح يهدف إلى التوسع فى إنشاء محطات التحلية في مصر حيث يوجد حاليا 58 محطة تحلية قائمة بطاقة 440 ألف م3/يوم وجاري تنفيذ عدد 19 محطة تنتهي بنهاية العام الحالي بطاقه 682 ألف م3/يوم.
وجدير بالذكرأن 50% من الإنتاج اليومي للمياه المحلاة من البحر في العالم تنتج في الدول العربية ولابد من توحيد الجهود البحثية لتطوير تقنيات التحلية في الوقت الذي تخطط فيه مصر لإنشاء مدن صناعية ومناطق حرة ومدن إسكانية وسياحية جديدة في مناطق عديدة مما يستدعي توفير مصادر آمنة للمياه، وفي ظل التحديات التي تواجهها مصر في الآونة الأخيرة في مصادر المياه.
ووجه “عبد العاطي” الدعوة إلى الحضور للمشاركة في فاعليات أسبوع القاهرة الثاني للمياة المقرر عقده خلال الفترة من ٢٠-٢٤ أكتوبر ٢٠١٩.