برزت قضية “الخنازير” بين نشطاء مواقع التواصل الإجتماعى خلال الأيام الماضية ، حيث تناول بعضهم الموضوع من وجهة نظر شائكة ، ألا وهى مسألة الرأفة بهذا الحيوان بغض النظر عن تناوله أم لا ، إذ يرى البعض أنه حيوان يتمتع بصفات حيوانية تُضاهى الكلب فى الذكاء – وهو ما لم يتم تناوله على الأقل فى مجتمعتنا العربية – فيرى الطبيب البيطرى المصرى أحمد النبراوى أن “الخنزير” حيوان مُحرم أكله لكنه ليس مُحرم أن نعاملة مثل باقى الحيوانات ، ولذلك فتبنى حملة للدفاع عن الخنازير، بإعتباره حيواناً مظلوماً، رافعاً شعار “الخنزير مش منبوذ”، لتوعية المجتمع بأنه حيوان أليف يجب أن يُعامل معاملة القطط والكلاب وقال الطيب المصرى ” إحنا مش بناكل القطط والكلاب، وبنعاملها كويس، وبنربيها وبنعطف عليها” .. ومن جانبها تبنت الإعلامية مريم الخشت من خلال برنامجها الإذاعى المُذاع اليوم الأثنين ، بعنوان : ( #ميجا_هاليا ) ، مسألة “الكائنات اللي ظالمينها في حياتنا زي القطة السودة والبومة وتطرق الحدث حتى شمل “الخنزير” ككائن مخلوب ربانى ، ولا يجب أزيته ، وأتقف معها الإعلامى مصطفى الريدى فى الرأي .. وعلق أحمد محسن مُتسائلاً : إن الخنزير مُحرم أكله وبيأكل الفضلات بس ربنا خلقة كده مش معناها نعذبة ونقتله ففى الأخر هو روح وبتحس .. مش عارف أنتي أيه رايك؟ .
الأنسولين
بينما يرى الدكتور خالد منتصر أن تحريم لحم حيوان لا يعنى تحقير ودونية هذا الحيوان، ومحاولة البحث عن تفسير علمى خلف هذا التحريم محاولة مكتوب عليها الفشل المزمن، فتحريم لحم الحيوان ذى الظلف وتحليل ذى الظلف المشقوق لا يعنى أن الجمل والماعز أفضل وأرقى من الحصان والحمار، وكذلك تحريم لحم الخنزير لا يعنى أن نخرج فى مظاهرة التحقير والشماتة والكيد الطائفى التى اجتاحتنا فى زمن الدروشة .. ويرى “منتصر” أن لحم الخنزير لا يمثل لى مشكلة شخصية لأننى لم ولن أتناوله، ولكن ليس لى هذا الموقف العدائى الرهيب ضد الحيوان نفسه، فأبناء جيلى يتذكرون الحصالة القديمة التى على شكل خنزير والتى كانت من مقتنياتنا المفضلة، ومس «بيجى» شخصية كارتونية محببة للأطفال، ودراستى الطبية علمتنى أن أهم حيوان خدم الطب هو الخنزير، لأن نسيجه أقرب الأنسجة إلى الإنسان، ومن خلال هذه القرابة وهذا الشبه أجرينا عليه اختباراتنا المعملية قبل تجربتها على الإنسان، وأخذنا منه الأنسولين والذى هو من أفضل الأنواع قبل اكتشاف الأنسولين البشرى بالهندسة الوراثية، وكذلك الكالستونين لعلاج هشاشة العظام، ومن المحتمل جداً أن هذا الشامت والكاره قد أهداه الخنزير صماماً فى القلب وأنقذ حياته وحينها لم يرفض لأن الشىء لزوم الشىء، وهو يعرف جيداً أن أفضل الصمامات تؤخذ من الخنزير!.
ومن التعليقات قالت هدى رفاع : إحنا ماينفعش نأكل أي حيوان بياكل لحمه و مع ذلك بنحب الأسد و النمر و النسر و غيرهم حتي الضبع يعني عادي .. إحنا بس بنحب نحط كل الحاجات أللي بنكرهها في كائن واحد .. لكن حيوان الخنزير ده أكتر حيوان أفاد البشر في الطب لكن تقول أيه الجهل ملعون ..
إعدام الخنازير
ومن الوقائع التى لا تُنسى عملية إعدام الخنازير في مصر عام 2009 ، حيث تم إعدام أكثر من 300.000 خنزير نتيجة الخوف من انتشار إنفلونزا الخنازير، جاءت عمليات الإعدام بعد أن أعلن وزير الصحة الأسبق حاتم الجبالي في 29 أبريل 2009 أن الحكومة المصرية قررت التخلص من قطعان الخنازير في مصر كإجراء احترازي قبل وصول مرض انفلوانزا الخنازير إلى مصر التي تعاني بالأصل من مرض انفلوانزا الطيور ، منوهاً أن ذبح الخنازير سيتم ”بعد توقيع الكشف البيطري عليها للتأكد من خلوها من أي أمراض ، وأضاف أن مصر اتخذت العديد من الاجراءات الإحترازية في مواجهة احتمال وصول عدوى انفلونزا الخنازير اليها لكنه أقر بأن ”المشكلة تكمن في انتقال المرض عبر البشر وليس الخنازير ، وكان عدد الخنازير في مصر يقدر بـ 300 إلى 400 ألف ويقوم بتربيتها الأقباط في بعض الأحياء الشعبية والعشوائيات خاصة في مصر القديمة وحي الزبالين (جامعي القمامة) حيث تأكل الخنازير نفايات عضوية مفروزة من النفايات ثم تباع هذه الخنازير للفنادق، والمطاعم التي تستقبل جماعات السياح الأجانب مما يعني دائرة اقتصادية تدر ربحاً جيداً لدى المربين .. وانتقدت منظمة الصحة العالمية القرار المصري. وقالت في بيان إن المعلومات العلمية المتوافرة حاليا لديها توضح أنّ هذا النوع من الفيروس ينتقل عن طريق الإنسان وليس هناك دليل على إصابة خنازير أو على انتقال العدوى عن طريق هذا الحيوان. وأضافت المنظمة أن إعدام الخنازير لن يساعد في الحماية من المخاطر على صحة البشر أو الحيوانات ، وبعد عملية الإعدام الواسعة النطاق شرع عدد من الأقباط الغاضبين يقدر عددهم بـ300 شخص في إقامة المتاريس في حي الزبالين بمنطقة منشية ناصر بالقاهرة في محاولة لـمنع موظفي الحكومة من مصادرة خنازيرهم مما أدى إلى صدامات مع الشرطة المصرية .
“المجتمع” وقضية “الخنازير”
والسئوال الذى يطرح نفسه هل حققت عملية إعدام الخنازير فى الماضى الأهداف المرجوة منها ؟ فهذا من وجهة نظرنا يحتاح إلى إعادة تقييم مُحايدة ؟ خاصة أذا أخنا وجهة النظر المجتمعية المُتعلقة بالفوائد المتعلقة بكونه الحيوان “الخنزير” الذى كان يقوم بحل المُعدلة الخاصة بالقامة والتى كان يأكلها فيُخلص المجتمع من جانب كبير منها .
فوفقاً لحديث لـ “شحاتة المقدس” نقيب الزبالين فى مصر ، ذكر أن حجم الثروة الحيوانية للخنازير تُقدر بـ 2.5 مليون خنزير قبل قرار الإعلام ، منهاُ أن تربية الخنازير فى مصر منها التخلص من المخلفات العضوية “بقايا الطعام”، التى تقدر بنحو 5 آلاف طن قمامة يومياً ،والغير قابلة لإعادة التدوير ولا يوجد وسيلة للتخلص منها إلا الدفن على سبيل المثال، أن الخنازير حاليا تتخلص من هذه الكميات المهولة دون تحميل الدولة أية تكاليف ، كما أنها تخفيف الطلب على اللحوم البلدية والمساهمة فى خفض أسعارها وأن لحوم الخنازير من الممكن أن توفر احتياجات عدد كبير من الأقباط الذين يأكلون لحومها ، وكذلك السائحين الأجانب فى الفنادق الذين يفضلونها عن غيرها .