منذ أن خلق الله الإنسان , خلقه في أفضل وأحسن صورة , لم يخلق الله أدم وحده وحواء وحدها فكانت تحدث حالة من الانقسام وقوة ضد قوة , فعندما خلق أدم وجده وحيداً فصنع له نظير معين له أي مثله , ” فأوقع الرب الإله سباتًا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحمًا” (تك 2: 21) ” وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلي أدم ” فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت (تك 2: 22: 23) .
فإذ كانت الكتب السمائية تحدثت بأن المرأة نظير معين وشريك للرجل , وبواسطتها عرف سر الزيجة والولادة للإنسان ,وهي نصف المجتمع , وعلي مر العصور والأزمنة بمختلف دول العالم نجد ملكات توجن علي عروش الحكم ومنهن رؤساء ورؤساء وزراء ووزراء وقضاة ومحافظين وغيرها من المناصب القيادية وكذلك في الجيش والشرطة و نواب بالبرلمانات وأصحاب شركات استثمارية عالمية ومحلية ومع ذلك يضاف إليهم دورهم الامومي في الأسرة وقيامها بواجبها وكم من قصص النجاح لهن , أنهم شركاء مكملين للحياة المعاشة والمعيشية , لهم من التفكير الإيجابي قسط وافر لهم في الأداء الجيد سهام نافذة , لكن مع كل هذا هناك قلة لا يروق لها قيادة المرأة في العمل وفي مجالات عدة ناظرين إليهم أنهن خلقن ليتفرغن لتدبير شئون المنزل ” نظافة وعمل أكل وغسيل وتربية أولاد ” وليس من حق المرأة أن تكون رئيسة في العمل ,لذا تجدهم لم يتعاونوا معها وللأسف الشديد قد ينحاز إلي هؤلاء الرجال بعض السيدات العاملات معهم , فإنهن يجدن في قيادة الرجل سهولة استعطافه وتعاطفه معهم في أذون الخروج أو التأخير وأدائهم المتواضع . فهذه النظرة الضيقة لم يرتقي أصحابها إلي مراجعة عقولهم وهم في لحظات صفاء واستقرار , من هي التي قادت مسيرة ولادتك وقامت بإرضاعك وتربيتك وسهرت الليالي متحملة مرضك و أصعب الظروف لراحتك حملت علي عاتقها أن تتعب وتشقي وأحيانا تعمل وتجتهد لتوفير ظروف المعيشة في حالة وفاة الزوج أو مرضه الشديد وغيرها من المتاعب والمشقات ,؟ ألم تكون هي المرأة , لذا لابد أن المعايير والضوابط في الاختيار تكون (1 ) بدقة شديدة لا تميز أو تفرق ولا للتعاطف المضر والمنحاز لجنسها , لديها فكر وإبداع وتطوير (2 ) عدم تدخل وساطة أومحسوبيات وغير ذلك لسرعة النجاح (3 ) يجب مساندتها ومتابعتها وقت كافي وتذليل المعوقات الرافضة للمرأة للقيادة حتي تثبت كفء عملها من عدمه لتصبح قيادة ناجحة تضيف للعمل رصيد تقدم (4 ) تحفيزها وتشجيعها وبهذا تتخطي حاجز الخوف من صعودها للقيادة , كما توضح للمرأة دورها وأهميته بأنه ليست ساعات عمل تؤدي بأي شكل .هذا ليس انحياز للمرأة ضد الرجل أنما للتخلص من نظرة مجتمعاتنا نحو المرأة إنها لا تصلح للقيادة . فبستان الحياة يحتاج لكل ما هو مزروع فيه .