إنه عملاق من عملاقة الكوميديا من أيام الفن بالزمن الجميل، صاحب وجه وملامح مميزة، مما له من طلة فريدة على الشاشة المصرية منذ أيام “الأبيض والأسود”، فكانت أدواره هادفة ليس بها أي إسفاف، مثلما يحدث في أيامنا من بعض فناني الكوميدي
فبالرغم من أعماله التي مر عليها عدة عقود إلا أن له إيفهات ضاحكة استخدمها حتى وقتنا هذا شبابنا من رواد شبكة التواصل الاجتماعي بالفيس بوك عن طريق نشرها في صورة بوستهات تحمل صورته مع كلماته الضاحكة فمن منا ينسى هذه الجمله التي قالها في إحدى ادواره مع الفنان إسماعيل ياسين، وهو في مشهد الجندي على سلاح المدفعية حينما قال “شغلتك على المدفع أيه ياعسكري” ؟ بروروم
ومنذ هذا الفيلم أيضا اشتهرت إيفاهاته الضاحكة بين المجندين بالجيش لبث روح الدعابة فيما بينهم أثناء الخدمة العسكرية، باستخدامهم كلماته وتعبيراته التي كانت توضح ضيق الشاويش عطية من العسكري إسماعيل.
إنه الفنان القدير “رياض القصبجي” الشهير بـ”الشويش عطية”، الذي نتذكره من خلال هذه الأيام في ذكرى وفاته، ولكي نتعرف على أهم المحطات في حياته و نخلد ذكراه العطرة و نبحر في حياته الشخصية أردنا معرفة سيرته الذاتية التي انتهت في واقعها بالمأساوية.
اسمه :رياض القصبجي الشهير بـ”الشويش عطية” ولد في يوم ١٣ سبتمبر ١٩٠٣ بمركز جرجا، بداية دخوله في الحياة العملية ” كمساري”: عمل في بداية حياته كمساري بالسكة الحديد قبل دخوله عالم الفن
ونظراً لحب القصبجي واهتمامه الشديد بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي
قصة دخوله عالم الفن و التمثيل :-
حينما رحل الي القاهر سكن القصبجي مع شقيقاته البنات بحي العباسية، واشترك وقتها في نادي “مُختار” بشارع عماد الدين ليمارس رياضة البوكس ورفع الأثقال، ووقعت هُنا الصُدفة أدخلته لعالم التمثيل، حيث تواجد الفنان علي الكسار في النادي لتصوير مشهد من فيلم سلفني 3 جنيه، واستعان بـ”القصبجي” كشاب يُصارعة ضمن أحداث العمل، فكانت شرارة البداية الفنية له، وبقى مع الكسار، حيث عمل معه في مسرحه بروض الفرج.
وانضم إلى فرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية.
حياته الاجتماعية :-
تزوج 9 مرات، وأنجب عددا من البنات، ولم يرزقه الله سوى بولد واحد، وهو فتحي رياض القصبي، وكان يعتبر أن “حظه” سيء مع النساء، فلم يستقر غير مع زوجته الأخيرة، التي أنجبت له ابنه فتحي، بداية مرضه وإصابته بشلل نصفي :-
نقل رياض القصبجي، إلى المستشفى اكتشف الأطباء إصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج، وفي أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم ‘الخطايا’، الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الإمام إلى الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الإمام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له.
جاء الشاويش عطية، إلى الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا على ذراع شقيقته وتحامل على نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه، أن باستطاعته أن يعمل، لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه.
انهمرت الدموع من عينيه أثناء سقوطه، حينما أصر على العمل في فترة مرضه :-
فأثناء فترة مرضه أصر على العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الإمام على قيامه بالدور حتى لا يكسر بخاطره.
وقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها على الشاويش عطية، الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره.. وفي لحظة سقط في مكانه!
وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين، وهم يساعدونه على النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلى بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا.
أرسل له الرئيس عبد الناصر يقدم له العون في فترة مرضه :-
قبل رحيله، أرسل له الرئيس جمال عبد الناصر يقدم له العون، وإن لزم الأمر السفر للخارج إلى أنه رفض السفر، وتم علاجه على نفقة الدولة في المستشفى الإيطالي،
كيف قضى القصبجي آخر يوما قبل رحيله :-
فبعد عام من واقعة سقوطه أمام الكاميرا، وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر ناهز 60 عاما بعد أن قضي شهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلى صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الإذاعة
المصرية.
“القصبجي” نجم الكوميديا نهايته درامية و مأساوية :-
ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي، التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتى تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال، وهكذا كانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا مع إسماعيل ياسين درامية وحزينة.
من وقف بجواره من الفنانين أثناء فترة مرضه :-
وعن زملائه الفنانين الذين كانوا حريصين على زيارة رياض القصبجي في أيامه الأخيرة، ذكر نجله في احد البرامج التلفزيونية أن فريد شوقي هو الفنان الوحيد الذي كان يحرص على السؤال عنه باستمرار، ويجلس معه لمدة ساعتين وربما ثلاثة، وبعد وفاته كان يرسل له أظرفا فيها أوراق مالية يوضح أنها كانت من حق “القصبجي”، وقال: “فريد كان ملكا فعلا بأخلاقه مع الناس، وتعاملاته معهم (شيك)، ولم يكن ليحرجنا أبدًا، إلى جانب أمينة رزق، التي كانت تحضر لزيارة والدي، لكن لمدة 10 دقائق فقط، إلى جانب فطين عبد الوهاب وجمال الليثي”.
ورغم سلسلة الأفلام، التي قدمها رياض القصبجي مع إسماعيل ياسين، فإن الأخير لم يزوره ولا مرة، وفقًا لما قاله ابنه، موضحًا: “عرفنا إسماعيل ياسين على أصله بعد وفاة والدي، حتى إنه لم يحضر العزاء.
أعماله التمثيلية التي شارك في ادوارها :-
1936اليد السوداء
1937 سر الدكتور إبراهيم – سلامة في الخير
1938 التلغراف – بحبح باشا
1939 سلفني 3 جنيه
1941 ليلى بنت المدارس – ألف ليلة وليلة
1942 عايدة -علي بابا والأربعين حرامي – بحبح في بغداد
1943 جوهرة
1945 أميرة الأحلام – البني آدم – الحظ السعيد – عنتر وعبلة – حسن وحسن – قصة غرام
1946 الطائشة – أحمر شفايف – راوية – عودة طاقية الإخفاء – شهرزاد – عدو المرأة
1947 ليلى بنت الأغنياء – قلبي دليلي – أبو زيد الهلالي – أبو حلموس – عدو المجتمع
1948 عنبر – اليتيمتين – الواجب – البوسطجي – أميرة الجزيرة – الريف الحزين – ليلى العامرية – ليت الشباب
1949 نص الليل – جواهر – عقبال البكاري
1950 آه من الرجالة – ماكنش على البال
1951 قطر الندى – بيت الأشباح – خضرة والسندباد القبلي – المعلم بلبل – الهوا ملوش دوا
1952 قدم الخير – أموال اليتامى – الأستاذة فاطمة – انتصار الإسلام – النمر – مسمار جحا
1953 بلال مؤذن الرسول – ريا وسكينة – نشالة هانم –عبيد المال – أنا وحبيبي
1954 مغامرات إسماعيل يس – دايما معاك – حلاق بغداد – الآنسة حنفي – نهارك سعيد – نحن بشر
1955 إسماعيل يس في الجيش
1956 إسماعيل يس في البوليس – إزاي أنساك – صراع في المينا
1957 أنت حبيبي – إسماعيل يس في الأسطول- ابن حميدو
1958 إسماعيل يس بوليس حربي – بحبوح أفندي – إسماعيل يس في مستشفى المجانين
1959 إسماعيل يس بوليس سري – إسماعيل يس في الطيران – العتبة الخضرا ء – لوكاندة المفاجآت.