في أحد الأيام نشر الروائي البرازيلي الشهير باولو كويلو قصةً قصيرةً، قال فيها: “كان الأبُ يحاول أن يقرأ الجريدة، لكن ابنه الصغير لم يكُفَّ عن مضايقته، وحين تعب الأبُ من مضايقات ابنه، قام بقطع ورقة في الجريدة كانت تحتوي على خريطة العالم، ومزَّقها إلى قطع صغيرة، وقدَّمَها لابنه، وطلب إليه إعادة تجميع الخريطة! ثم واصل قراءته للجريدة ظانًّا أن ابنه الطفل سيبقى مشغولًا بقية اليوم، إلا أنه لم تمرَّ خمسَ عشرةَ دقيقةً حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة!
فتساءل الأب مذهولًا: هل كانت أمُّك تُعلِّمُك الجغرافيا؟
ردَّ الطفل قائلًا: لا؛ لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدْتُ بناء الإنسان، أعدْتُ بناء العالم!
كانت عبارة عفوية من الطفل؛ لكنها كانت ذات معنى عميق … عندما أعدْتُ بناء الإنسان، أعدْتُ بناء العالم؛ فالأهمُّ هو بناء الإنسان!
فمن منطلق ذلك جاءت جمعية تكاتف .. للتكاتف من أجل مجتمع أفضل وبناء الانسان
فجمعية تكاتف للتنمية هى جمعية اهلية تعمل فى مشروعات التنمية العمرانية وبرامج التنمية المجتمعية والخدمات الاجتماعية، وتعمل منذ نشأتها فى عام 1998 على تحسين مستوى المعيشة لمن يعيشون فى مناطق فقيرة ومحرومة. وتقوم الجمعية بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدنى و القطاعين العام والخاص بتوفير مشروعات و برامج فى مجالات التنمية المستدامة لمساعدة المستفيدين منها للحصول على حياة افضل بما لديهم من امكانات.
و تركز الجمعية جهودها منذ عام 2011 على التعليم و الخدمات الاجتماعية و الصحية والمشروعات الثقافية و التنمية الاجتماعية وخاصة الطلاب. وتشمل مجالات العمل:
– تنمية عمرانية
– برامج التنمية الاجتماعية
– مشروعات الخدمات الاجتماعية
التنمية العمرانية:
تعمل جمعية تكاتف للتنمية بشكل أساسى على تطوير المدارس إنشائيًا وأيضا تطوير الخدمات الأخرى التى تلبي احتياجات المجتمع، وقد قامت الجمعية فى هذا المجال بتطوير25 مدرسة، تطوير شامل، على مستوى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والسويس وبني سويف، بالإضافة إلى 3 عيادات طلابية، عيادة تابعة لنقابة معلمي الدرب الأحمر والملعب الخماسي بنادي للشباب.
فصول مدرسية قبل وبعد التطوير
مبنى مدرسة قبل التطوير
مبني مدرسة بعد التطوير
جمعية تكاتف أولى الجمعيات الأهلية في الحصول على شهادة الجودة
ISO 9001-2015
كما أنها من الجمعيات الأهلية القليلة التي تحظى بإدارة للمتابعة والتقييم والتي تقوم بإعداد دراسات الإحتياجات وتوفير البيانات الأولية قبل التخطيط لأي مشروع وكذلك متابعة تنفيذ المشروعات، وبعد إنتهائها القيام بتقييم فاعلية وكفاءة التنفيذ وقياس الأثر لتحسين الأداء. كما أن للجمعية خبرة طويلة وفلسفة خاصة في تطوير المدارس فهي تؤمن أن التطوير يجب أن يكون شاملاً ويتضمن التطويرالإنشائي والتنمية البشرية، حيث لا يحدث إستدامة بدون تنمية الإنسان .
فلسفة جمعية تكاتف لاترتكز على تطوير الأوضاع القائمة فقط، ولكن تقوم بدراسة وإتاحة جميع إحتياجات المدارس عن طريق توزيع الفراغات وإضافة أماكن جديدة، بمفهوم خاص ومدروس بما يناسب شخصية الأطفال مع الأخذ في الاعتبار أثر المنشأ علي الطفل، ويتضمن هذا المفهوم التالي:
• الاهتمام بنفسية الأطفال من حيث اختيار الألوان المبهجة والإضاءة والاهتمام بالخضرة.
• الاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تساعد على إظهار قدرات الأطفال الإبداعية.
• الاهتمام بالتقدم التكنولوجي بمعامل الأوساط والحاسب الآلي والعلوم.
• توفير بيئة صحية أفضل للتلاميذ من خلال الاهتمام بدورات المياه والتهوية والإضاءة في الفصول.
• الاهتمام برياض الأطفال في المدارس الإبتدائية من حيث التصميم الهندسي والفني ليتناسب مع المرحلة العمرية وفصل المنطقة عن باقي المدرسة، بالإضافة إلي توفير الوسائل والأدوات التعليمية وكذلك الوحدات الترفيهية.
• توفير بيئة ملائمة للمعلمين تساعدهم على الارتقاء بالتعليم والاهتمام بالأطفال من حيث توفير الأدوات والوسائل التعليمية بالإضافة إلى الاهتمام بغرف المدرسين.
• توفير بيئة آمنة من خلال شبكة الحريق بالمدرسة، وتأمين المدرسة بالكامل بوسائل الحماية
الجدير بالذكر أنه يتم تفعيل كود المعاقين في عمليات التطوير بالمدارس وذلك بعمل منحدرات (Ramps) وتخصيص فصول و دورات مياه (بنين/بنات) مجهزين لذوي الإعاقة.
الاهتمام بألعاب رياض الأطفال
حجرة الموسيقى
ملاعب المدرسة
معامل العلوم
معامل الكمبيوتر
معمل العلوم قبل وبعد التطوير
برامج التنمية الاجتماعية
إيماناً من الجمعية بأن عملية التطوير لن تكتمل دون التنمية البشرية وتقديم الخدمات المختلفة، فتقوم طبقاً لنتائج دراسات الاحتياجات سواء من خلال الدراسات الإستقصائية أو الحلقات النقاشية، بتحديد احتياجات الطلبة والمدرسين وادارة المدرسة وأهالى الطلبة ومجلس أمناء المدرسة وعمال النظافة. وبناء على الاحتياجات، يتم تصميم وتقديم برامج وأنشطة لرفع القدرات لكل فئة من الفئات المذكورة.
بعد ذلك تنفذ الجمعية بالتعاون مع جهات متخصصة تدريبات المدرسين، والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، مديرين المدارس والوكلاء والمعنيين فى الادارة التعليمية كل مدرسة، وذلك بالإضافة الى القيام بزيارات متابعة داخل الفصول من قِبل أخصائيين لمتابعة أداء المدرسين.
أمثلة لبعض برامج بناء قدرات القائمين على المنظومة التعليمية:
• مهارات القيادة للمديرين ووكلاء المدارس
• تدريب مدربين على تنفيذ وتقييم تدريبات لهيئة التدريس
• تدريبات لهيئة التدريس عن التقنيات التربوية، صعوبات التعلم حيث يكتسب المعلمون المهارات اللازمة للتعرف على الطلبة ذوي الصعوبات وتحديد نوعية الصعوبات الخاصة بكل طالب وكيفية العمل مع الطلاب بطرق وأساليب تأخذ في الإعتبار الطلاب ذوي صعوبات التعلم.
كما تقدم الجمعية تدريبات عن إستراتيجيات التعليم ، تحليل محتوى المناهج ، كذلك مبادىء التنمية الشاملة حيث يزود التدريب المعلمين بمفاهيم جديدة وحديثة مثل “الحياة المتوازنة والصحة الجيدة”، كما يوفر المزيد من المعلمين المؤهلين للتواصل مع الطلبة من أجل بيئة مدرسية أفضل من خلال إشراك الطلبة في الأنشطة.
تحليل محتوى المناهج
بناء قدرات المديرين والوكلاء
بناء قدرات المدرسين في التعامل مع المشكلات السلوكية في الفصل
استراتيجيات التعليم
أما بالنسبة للطلبة، فيتم تنفيذ برامج توعية للطلبة مثل:
* الحفاظ على المدارس المطورة، من خلال مسرح عرائس، مناقشات، فيديو ومحاضرات حتى يتمكن الأطفال من إدراك قيمة تطوير المدرسة وبث شعور بالمسئولية نحو الحفاظ على التطوير. كما تنفذ الجمعية مسابقة معلنة لتحفيذ الطلبة على التنافس (الإيجاب) من خلال الحفاظ على الحوائط والأرضيات كذلك الأثاث والتجهيزات بالفصول.
* مبادرة “مدرستي هي بيتي”:
وهي مبادرة تطوعية تهدف لحث الطلبة وتشجيعهم على الحفاظ على المدرسة بعد التطوير. يتعلم خلالها الطلبة أهمية فصل القمامة وإعادة تدويرها والقيام عملياً بفصل الأوراق والبلاستيك وبقايا الطعام، كذلك يقوم الأطفال بنشاط فني (تصميم لوحات إرشادية عن كيفية الحفاظ على البيئة)
ومن ردود أفعال الطلبة حول تلك المبادرة:
“إتعلمنا النهاردة عن النظافة الشخصية وإستفدنا كثير. إمبارح غنينا أغنية عن النظافة ولوننا. أحلى حاجة في النشاط التلوين، إحنا بنختار الألوان مع بعض وننسق الألوان مع بعض…عجبني إننا لعبنا ألعاب مختلفة وإتعلمنا النظافة الشخصية من خلال الأنشطة المختلفة”
- أما البرامج مهارات حياتية مثل: الأمانة، الإحترام، تنمية الإنتماء، المذاكرة الفعالة، قبول الآخر، الأكل الصحي… يتعلم الأطفال من خلالها السلوكيات الإيجابية ومهارات حياتية لازمة للتفاعل مع الآخرين. ومن ردود أفعال الطلبة حول هذه البرامج أيضا: “كنت بآكل أكل وحش من برة دلوقتي بقيت آكل أكل صحي”
“إتعلمت أحترم اللي أكبر مني، إتعلمت إن أنا لما آخد حاجة من حد أستأذن الأول قبل ما آخدها”
- كذلك تنفذ الجمعية معسكرات لتوعية الطلاب عن التحرش والعنف وكذلك مخاطر التدخين والإدمان. يتعلم الأطفال فيها كيفية إدارة الغضب والطرق الآمنة للتعبير عن غضبهم دون اللجوء للعنف.
ومن ردود أفعال الطلبة حول المعسكرات:
“إتعلمت حاجات كثير كويسة وجديدة، علمونا ما نضربش بعض وعلمونا الحب والإنسجام، أنا إستمتعت جداً النهاردة”
“إتعلمنا إزاي نتحكم في غضبنا ونسيطر على نفسنا ومشاعرنا لما نكون متضايقين”
- وتنفذ الجمعية كذلك معسكرات اليوم الواحد الترفيهية يستمتع فيه الطلبة بأنشطة غير منهجية:
ومن ردود أفعال الطلبة:
“عجبني فيى المعسكر إن إحنا بنتعاون مع بعض وبنتعرف على أصدقاء جدد وبنشارك بعض الأفكار وبنتعلم حاجات جديدة”
يوم ترفيهي
مهارات موسيقية
معسكر لعب
معسكر يوم واحد
معسكر يوم واحد
* كما تقوم تكاتف أيضاً بتكوين وتدريب فريق كورال بكل مدرسة.
كذلك، تنفذ الجمعية برامج توعية لأهالي الطلبة عن التغذية السليمة، كيفية التعامل مع صعوبات تعلم الأبناء وكيفية حماية الأبناء من أخطارالعنف والتحرش والإدمان.
ومن أجل إستدامة عمليات التطوير، يتم تنفيذ البرامج التالية:
• تدريب مجلس الأمناء لتمكين المجلس من مواجهة أي تحديات بالمدرسة وتحسين وتفعيل دور المجلس في دعم العملية التعليمية.
• تنفيذ تدريب لعمال النظافة بالمدارس عن أعمال صيانة السباكة والكهرباء.
بناء قدرات مجالس الأمناء
مشروعات الخدمات الاجتماعية
تنفذ الجمعية قوافل طبية للعيون تشمل جميع طلبة/طالبات المدارس . كما تنفذ قوافل لأهالى المنطقة التي تقع بها كل مدرسة، فيتم بعدها منح نظارات طبية مجاناً للطلبة والأهالي المحتاجين لذك، كما يتم توفير أدوية وتحويل الطلبة والأهالي لإجراء مزيد من الفحوصات إذا لزم الأمر.
نظارات مجانية للطلبة
قوافل طبية لأهالي الطلبة
قوافل طبية لأهالي الطلبة
قوافل طبية للطلبة
لمتابعة تفاصيل برامج التنمية المجتمعية ل”تكاتف” على أرض الواقع تابع الرابط التالي:
“وطني” ترصد برامج التنمية المجتمعية لـ “تكاتف” على أرض الواقع