1- مداومة الصلاة القلبية بحب
2- ممارسة الأسرار الكنسية بوعي
3- معايشة كلمة الكتاب بانتظام
* مداومة الصلاة القلبية بحب:
كلمة مداومة تعني الاستمرار, وكما يقول الكتاب: ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل (لو 18:1).. فصلواتنا هي العلاقة الشخصية التي تربطنا بالله.. وأجمل تعريف للصلاة, قاله معلمنا داود النبي: جعلت الرب أمامي في كل حين, لأنه عن يميني فلا أتزعزع (مز 16:8).
ففي كل مرة ترفع قلبك إلي الله للصلاة, تزداد اشتياقا وكأنك بصلاتك ترتفع درجة إلي السماء.
الصلاة الحقيقية يا عزيزي هي الصلاة القلبية المملوءة حبا.. فلا يقدس أوقاتنا وأعمارنا إلا الصلاة, ولتسأل نفسك دوما:
ما هي قامتك الروحية؟
وما هي صلواتك؟
وما هو قانونك مع أب اعترافك؟
وهذا هو التطبيق العملي الأول: مداومة الصلاة القلبية بحب.
والثاني ممارسة الأسرار الكنسية بوعي
* ممارسة الأسرار الكنسية بوعي:
إن أكثر الأسرار الكنسية التي نمارسها باستمرار: سر الاعتراف وسر التناول. وهذه الأسرار ما هي إلا قنوات للنعمة, والكتاب يذكرنا في المزمور الأول: فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه (مز 1:3).
والمقصود بمجاري المياه هي قنوات النعمة, فجلسة الاعتراف, ما هي إلا قناة للنعمة.. لذا يجب أن أكون بوعي فيها, أذكر خطيتي بقلب تائب أمام الله في حضور الأب الكاهن, وأقيم وعدا جديدا في حياتي الروحية مع الله ولسان حالي يقول: تعهدات فمي باركها يارب (مز 119).
أما أثناء القداس أشعر وكأنني في السماء, وبالتالي يرتفع قلبي وفكري نحو الله خلال مردات وألحان القداس الإلهي.
وقد يقول أحد إنني أحضر القداس, وأمارس سر الاعتراف, لكنني لا أستفيد شيئا!
السبب في ذلك يا صديقي, هو غياب الوعي القلبي لديك, ويمكن تشبيه ذلك بشخص يتكلم مع آخر وهذا الآخر غير منتبه إلي حديثه, لأنه مشغول بقراءة شيء أمامه مثلا.. فكيف له أن يدرك قول ومشاعر محدثه؟! وعلي النقيض هناك آخر ينصت ويستمع بمنتهي التركيز, وهذا الإنصات يسمي إنصاتا تفاعليا, فيدرك الرسالة الموجهة إليه بل ويتفاعل معها.
وعلي هذا الأساس اسأل نفسك: كيف تحضر القداس الإلهي؟ هل عقلك مشغول بأمور أخري, أو يجذبه العالم باهتماماته ومشاكله وبالتالي يكون جسدك في القداس, أما عقلك وقلبك في مكان آخر!
ثالثا: معايشة كلمة الكتاب بانتظام:
أود أن أطرح عليك هنا سؤالا: هل تقرأ الإنجيل بانتظام يوميا؟ هل تدرس الكتاس المقدس كل يوم؟ أم أنك تقرأ وتدرس وتتأمل؟
فقراءة الكتاب المقدس درجة روحية, يعلوها دراسة كلمة الله.. أما ما هو أسمي فهو الدراسة والتأمل والحياة بكلمة الله بشكل عملي.
إذا لم يقم الإنسان بكل هذا, كيف يقول عن نفسه أنه يحيا بالإنجيل؟!
وكيف يكون الإنجيل بالنسبة له روح وحياة؟!
دعنا نتأمل سويا في هذه القصة لتدرك مفهوم الحياة بالإنجيل بشكل أعمق..
أصيب رجل في أحد أحياء مدينة تكساس بأمريكا في انفجار, فقد فيه يديه, كما أصيب وجهه بجراحات خطيرة, فقد الرجل عينيه, فلم يعد قادرا علي القراءة, ووسط مرارة نفسه اشتاق أن يقرأ الكتاب المقدس, فبدأ يسأل: كيف يمكنني قراءة الكتاب المقدس, وقد فقدت عيني ويدي؟! قيل له: توجد سيدة في إنجلترا تستمتع بقراءة الكتاب المقدس بواسطة شفتيها, إذ تستخدمها بدلا من الأصابع لتقرأ الكتاب المقدس بطريقة برايل Braille method بالحروف البارزة.
أرسل إلي الهيئة المختصة لكي ترسل له الكتاب المقدس البارز ليتعلم القراءة بشفتيه لكن قبل أن يصل إليه الكتاب المقدس اكتشف أن أعصاب شفتيه قد تحطمت تماما, إذ وصله الكتاب المقدس المكتوب بحروف بارزة بدأ يتعلم القراءة بلمس الكتاب بلسانه! وكان يجد عذوبة في قراءته.. وفي تعليق له يقول: لقد قرأت الكتاب المقدس أربع مرات.. وقرأت بعض الأسفار مرات ومرات.. وهكذا.. تحولت ضيقة هذا الإنسان إلي خبرة التمتع بكلمة الله التي تهب النفس عذوبة وتعزية.
إن هذا الإنسان يديننا.. لأنه تعلم أن يقرأ الكتاب المقدس بلسانه بعد أن فقد يديه وعينيه وأعصاب شفتيه.
أي عذر لنا؟! نتحجج بحجج واهية.. إنه لا يوجد وقت!! ويشغلنا إبليس بالعالم واهتماماته ومسئولياته.. فما أكثر الذين يعتذرون عن عدم القراءة في الكتاب المقدس بأنه ليس لديهم وقت!! بينما يجدون وقتا للتسلية والمقابلات العديدة.. والحقيقة أن ليس لديهم رغبة!!
يا حبيبي ومخلصي.. هب لي أن أختبر عذوبة كلمتك, لأقرأها بكل كياني! لأختبر قوة كلمتك فأحيا بها وأتمتع بمواعيدك.. بها أنطلق إلي الأحضان الأبوية الإلهية.. بها أنعم بالمجد الأبدي.
سأتركك الآن عزيزي القارئ لتقيم حياتك الروحية في ضوء ما ذكرنا من مبادئ..
حاول أن تحدد أهم نقاط القوة والضعف في حياتك الروحية, ثم ارفع قلبك بصلاة قصيرة.