تفترش اثمار النبق الصعيدى المعروف ب ” تفاح الغلابة ” الميادين والشوارع الرئيسية بمدينة أسيوط وعلى امتداد الطرق السريعة ما بين المراكز مع بدايات شهر مارس وحتى موسم الربيع .
تشبه ثمار النبق فى منظرها حبات الزيتون الكبيرة وملامحها وتتلون ما بين اللون الأصفر الزاهى ومتدرجات اللون ما بين البرتقالي والأحمر القاني واحيانا التدرج اللوني يكون في الثمرة الواحدة .. وتمتد أشجار النبق بجزعها وفروعها وأوراقها الخضراء الممتلئة بالثمار الطرق الفرعية كما تظل بداخل الزراعات بالقرى والنجوع خاصة بقرى وعزب زراعات غرب أسيوط قرى ريفا والزاوية , و تنبت على مجارى مياه النيل والترع حيث تقطع الثمار بيد فتيان وفتيات القرى والذين يجمعونها من تحت الأشجار بعدما يهزون فروعها وتتساقط بغزارة ويحملونها فى مقاطف يدوية من الخوص باكرا ويسرعون إلى المدينة حيث يفترشون الشوارع أو يحملونها على عربات الكارو الخشبية وينادون على بيعها من الصباح حتى المساء , ويصيحون ” تفاح يا نبق ” ويصل سعر ملء العلبة الصغيرة من الثمار ما بين 2 و 3 جنيهات إلى أن يصل ثمن الكيلو ما بين 7 و 10 جنيهات .
اقتربت من مصطفى أحمد طه ( فتى فى الـ 12 سنة من عمره من قرية الزاوية غرب أسيوط ) والذى كان يفترش ثماره بجوار المحلات بشارع 26 يوليو وبجواره أكياس ورق العنب الخضراء وفروع البقدونس والشبت وثمار الملانة .. أحببت أن التقط له ” صورة ” فقال لي على شرط تشتري مني ومد بيده الصغيرة ثمرة النبق لأتذوقها قبل الشراء وهو يقول ” تفاح يا باشا .. تفاح يا هانم ” فأشتريت منه ملء علبة صغيرة لأفاجأ بازدحام الفتيان والفتيات بائعي ثمار النبق كى اشترى منهم النبق ايضا وهم يصيحون ” وأنا كمان .. وأنا كمان ” وجمعت أكياس ثمار النبق من الصغار لأرحل وأنا بيدى 2 كيلو من الثمار ذات الألوان البديعة والقيمة الغذائية العالية.