النبؤة الأولى من (تكوين ٢٢: ١-١٨ ) وتحكى امتحان الله لإبراهيم بطلبه تقديم ابنه الوحيد اسحق محرقة. أطاع ابراهيم فى الحال، لكن الرب فى عظم حبه لم يدَعه يمد يده الى الصبى بل أعطاه كبشا ليقدمه عوضا عن اسحق. ووعده “لأنك فعلت هذا الأمر ولم تشفق على ابنك الحبيب من أجلى” ان يباركه ويكثر نسله ويتبارك بنسله كل أمم الأرض.
النبؤة الثانية هى قراءة (سفر طوبيا ) بالكامل. ولا مجال هنا لذكر قصة طوبيا الرائعة بالتفصيل، لكن نكتفى بإعطاء ملخص لها:
طوبيت من بنى اسرائيل المسبيين الى نينوى يتمسك بالسير فى طريق وصايا الرب بالكمال لكنه يفقد بصره، “ولم يسمح الرب بهذه التجربة إلا ليجعله مثالا للصبر كما كان أيوب الصديق.. ولم يتضجر طوبيت من ضربة العمى لكن قبِلها بشكر”. مع ذلك عايره الجميع حتى أنه سئم الحياة فصلى إلى الله : “أن تقبل نفسى براحة إذ الموت أصلح لى من الحياة”.
فى نفس الوقت وفى خط موازٍ نرى سارة الشابة الجميلة التقية بنت راعوئيل من مدينة اكفاتيا تعانى من التعيير اذ أنها قد تزوجت بسبعة رجال واحد بعد الآخر وكان شيطان يقتل كل منهما قبل أن يتم الزواج. تألمت سارة جدا من التعيير وصلَّت الى الرب: “أسألك يا ربى أن تخلصنى من هذا العار أو تزيلنى عن وجه الأرض”.
يقول الكتاب: “استجيبت صلاتهما لدى مجد الإله العلى فأرسل الرب ملاكا طاهرا رافائيل ليشفيهما لأن فى وقت واحد قُبلت صلواتهما أمام الله”. تكتمل الأحداث بالتدخل الرقيق الحكيم للملاك رافائيل فى حياة كل من طوبيت وسارة، فنكتشف ان أزواج سارة السبعة قتلوا لأنها كان يجب أن تُحفَظ لزوج آخر هو طوبيا ابن طوبيت الذى يتزوجها ويصليا معا ثلاثة ليالى “تقترن فيها بالله”. يعودان بعد ذلك الى طوبيت وامرأته حنة ببركات كثيرة، ويشفى طوبيت ويسترد بصره ويحيا سنينا طويلة ويرى اولاد طوبيا وسارة.
رغم اننا قدمنا هنا ملخص سريع لأحداث سفر طوبيا، إلا ان التزامنا بألا يطول التأمل يحرمنا من أن نتطرق إلى تفاصيل سفر طوبيا التى تحوى كنوزا من حنايا القلوب والمشاعر الانسانية الجارفة والتمسك ببركة ونعمة الرب ومحبته العظيمة.
انجيل باكر من (يوحنا ٣: ١٤-٢١ ) حيث الآية الذهبية “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يذكرنا هذا بالنبؤة الأولى حين قدم ابراهيم ابنه اسحق، وهو الذى تعتبره الكنيسة مثال المسيح.
أما انجيل القداس فهو أيضا من (يوحنا ٣: ١-١٣ ) حيث يقول الرب: “إن لم يولد الانسان من الماء والروح فلا يقدر أن يدخل ملكوت الله”. وتمهد قصة طوبيا لأحد المولود أعمى الذى أبصر على يد المسيح، وكلتا القصتين تشيران إلى الاستنارة بالمعمودية، الى الميلاد من الماء والروح الذى به نؤهل للدخول لملكوت الله.
لمتابعة قراءات الأسبوع السادس تابع الروابط التالية:
تأمل فى قراءات يوم الأربعاء من الأسبوع السادس من الصوم المقدس
تأمل فى قراءات يوم الثلاثاء من الأسبوع السادس من الصوم المقدس
تأمل فى قراءات يوم الاثنين من الأسبوع السادس من الصوم المقدس