البعض من أصحاب الإعاقات حباهم الله بسمات خاصة، تميزوا بها عن غيرهم من البشر، وكأنه عز وجل يعوضهم عما فقدوه، فهنا بمحافظة الأقصر وتحديدا بمنطقة شارع الصنايع بمدينة الأقصر تجد صاحب محلا لإصلاح الأحذية لديه الكثير من الزبائن فيأتون إليه من كل حدب وصوب رغم إنه يتحدث بلغة الإشارة.
سامح عازر، صاحب الـ 37 عاما، هو أبكم وأصم، لكن إعاقته لم تكن عائقا للتعامل مع الزبائن وتكوين قاعدة عريضة بعدما عرفوه وأعتادوا علىه وتمكنوا من فهمه ليصبح أشهر إسكافي بالمنطقة.
ووفقا لعم فاروق تاجر أقمشة يمتلك محلا بجوار “سامح”، إنه يعمل بتلك المنطقة منذ سنوات طوال وكان يرى دائما سامح أمام أعينه يعمل برفقة والده في تصليح الأحذية ولم يكل أو يمل، ومع مرور السنوات ترك سامح دراسته حتى يقضي كل ساعات يومه في العمل برفقة والده المسن.
ويستكمل الحديث، تميز سامح عن غيره بحبه للعمل فكان هدفه الوحيد في الحياة خاصة عقب وفاة والدة، وزادت معرفته بالناس من حوله حتى أنه علم أغلبهم لغة الإشارة حتى يتمكنوا من فهمه وأصبح جزء منهم، ويقضي معظم يومه في العمل من الثامنة صباحا وحتى الحادة عشر ليلا، وفي بعض المناسبات الهامة ولكثرة العمل يستغرق وقتا أطول في العمل.
ويؤكد على رغبة سامح في الزواج خاصة مع كبر سنه وبالفعل يحاول البحث عن عروس تناسبه ولكن والدته ترفض تزويجه خاصة لإنه العائل الوحيد للعائلة.
وعن طريقة تعامل سامح مع الزبائن يقول مينا يعقوب نجل صاحب المحل الذي يعمل به سامح، بإنه دائما يساعده في توضيح بعض الكلمات للزبائن وطلبتهم حيث استطاع مع مرور الوقت تعلم اللغة من سامح نفسه فيستمع من سامح ثم يترجم حديثه للزبائن.