نظم المعهد الفرنسي ندوة عن تطبيق مفهوم الاقتصاد الوضعي، تحدث فيها جاك أتالي المستشار السابق للرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، وهو أيضًا عالم اقتصاد وكاتب، وقد ساهم في تأسيس العديد من المؤسسات الدولية من بينها مؤسسة بوزيتيف بلانت والتي تدعم وتناشد تفعيل الاقتصاد الوضعي.
تعد هذه المؤسسة الأهم عالميًا في مجال تمويل المشروعات المتناهية الصغر، وقد قامت بدعم أكثر من 10 ملايين من رواد المشروعات الحرة الصغيرة.
قال أتالي: “بالرغم من أن العالم يسير في نحو أفضل إلا أن الوضع العالمي آخذ في التدهور، فنحن في مجتمعات أنانية، فلم يعد أحد يهتم بمشكلات الآخر أو المستقبل، هناك العديد من مظاهر الاضطرابات على الصعيد البيئي، فالبحر أصبح مكب قمامة، والهواء أصبح ملوث، وإن لم نهتم بتلك الأمور ستتحول إلى كارثة. هناك مجتمعات لا تهتم بالبيئة أو تثقيف الأولاد أو تمكين المرأة.”
وتابع قائلًا: “هناك مؤسسات وكيانات بدأت تهتم بالمستقبل، وبدأت تدعم المشروعات التي تساهم في تحسين مستقبل الكوكب، كما أصبح هناك توجه للاهتمام بالجيران، فما يؤثر على جارك يؤثر عليك بالضرورة. وأصبح هناك اهتمام بالاستثمار في المجال الإيجابي. إذن كل شخص لديه فرصة التصرف على نحو أفضل بالتفكير في المستقبل والبحث في ذاته وتنمية مهاراته.”
وألمح جاك أتالي إلى أن هناك اقتصادات مستدامة لكنها لا تضع البيئة في اعتباراتها، مشددًا على وجوب الحفاظ على مبادئ الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن حماية البيئة.
وقال: “لا توجد منظمة لديها سيادة في كل البلدان، لذا يجب أن تشكل تلك المنظمات وسائل تلاقي وتواصل، فهناك قضايا قد تشكل قلقا للبعض لكنها لا تهم الآخرين، فعلى سبيل المثال، الأخطار البحرية لا تشكل اهتمام لدى الجميع. وبالرغم من أن الدول هي من تحدد السياسات لكن الاهتمام يبدأ من عند المواطن.”
واستطرد قائلًا: “هناك مؤسسة دولية هي الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، يتم تنفيذ قراراتها في العالم كله وفي نفس التوقيت تقريبًا، لكن هذا لا يحدث بالنسبة لقضايا حيوية كالبيئة. وبمناسبة الحديث عن كرة القدم، فعندما نرى مباراة فنحن –كمشاهدين- نتحلى بالتفاؤل أو التشاؤم حول الفريق أما اللاعبون فيركزون على اللعب ونحن هنا لسنا مشاهدين بل لاعبين ولابد أن نتدخل.”
وتطرق مستشار الرئيس فرنسوا متيران، إلى قضايا بيئية مثل النمط الصحي النباتي، مشيرًا إلى أن نمط الحياة النباتي يحافظ على النظام البيئة وأيضًا تفادي شراء المنتجات الزائدة عن الحاجة.
كما تحدث عن أهمية توعية الآخرون بتلك القضايا المتعلقة بالبيئة والأمور المتعلقة بالمناخ، قائلًا: ” يجب أن يختار كل شخص المعركة التي سيخوضها.”
وناقش أتالي قضية نضوب موارد الطاقة موضحًا أن موارد الطاقة لا تنتهي، لافتًا إلى أن عصر البترول لم ينتهي بعد لكن ما يحدث هو يسبب الاحتباس الحراري للكوكب، مشددًا على وجوب الاعتماد على بدائل للطاقة.
وضرب مثلا على أهمية اتخاذ القرارات الصائبة قائلًا إن هناك الكثير من المواد المضرة مثل والسكر والدهون ويجب أن نقلل استهلاك السكر والدهون بشكل طوعي أو سنقلله بشكل اضطراري بين ليلة وضحاها، لافتًا إلى أهمية توفير المناخ الملائم لاتخاذ القرارات الصائبة.