** اليوم الأحد السادس من آحاد الصوم المقدس.. هكذا مضت الأيام والأسابيع سريعا.. وكت تعودت أن ألتقي بكم طوال آحاد الصوم إذ أري فيها أقدس أيام السنة وأجملها وأكثرها زرعا وحصادا في حقل الخير.. وعندما أدركت أننا اقتربنا من ختام الصوم دون أن نلتقي رأيت أن يكون لقائي بكم اليوم بعد أن توالت علينا آحاد المخلع مريض بيت حسدا, والسامرية, والابن الضال, والتجربة علي الجبل, وقبلهما وأولهما أحد الكنوز, وكانت الكنيسة قد رأت أن تعرفنا ونحن نبدأ معها رحلة الصوم المقدس بالكنز الحقيقي الاهتمام بملكوت الله وتذكرنا بكلمات الرب لا تكنزوا لكم كنوزا علي الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون, بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء.
** مصادفة أن يأتي لقاؤنا اليوم- 14أبريل 2019- بعد أكثر من ستين يوما علي لقائنا السابق في 10 فبراير الماضي.. الغريب أنني عندما قررت أن يكون لقاؤنا اليوم عدت إلي حصاد الخير من عطايا الأصدقاء طوال الأسابيع الماضية من آخر لقاء وحتي اليوم فوجدت إجمالها 44650 جنيها- المنشور تفاصيلها علي هذه الصفحة- مع أن أيام الصوم التي مضت أمامنا سريعة كانت كلها بين حنايا هذه الأيام علي عكس ما كنا قد تعودنا عليه علي امتداد خطوات رحلاتنا مع المرضي والمتألمين مع إخوة الرب حيث كانت تأتي عطايا أصدقائنا صناع الخير في أيام الصوم بما يغطي كل احتياجاتهم بل وتفيض بما يسندنا طوال العام.
** الأكثر غرابة أنني في لقائي السابق كنت أحدثكم عن حصاد العام الماضي.. وقد كشفت أرقام الحصاد التي وصفتها أمامكم أن ما وصلنا من عطاياكم غطي بالكاد احتياجات المرضي والمتألمين خلال عام 2018, وأن المتوسط الشهري لما يصلنا من العطايا 30ألف جنيه فقط في حين أن مصاريف العلاج في شهر واحد قد تصل إلي أكثر من 60ألف جنيه.. لهذا كنت أتوقع بعد ما كشفت بكل الشفافية ومن قبل أن يبدأ الصوم عن صعوبة الحرث في حقل الخير بعد زيادة أسعار الأدوية وتكاليف العلاج.
كنت أتوقع أن يسرع العطاؤن بعطاياهم فقد علمتنا الكنيسة أن للجهاد الروحي ثلاثة أبعاد -الصدقة, الصلاة, الصوم- وجعلت الصدقة بكل ما تعنيه من الشعور بالآخرين في البعد الأول.. وبقدر ما فرحنا بعطايا ثلاثين صديقة وصديق قدموا عطاياهم مع الصوم نشكر الرب بملء الفرح فكل عطاياهم هي من عطايا الرب, وبها نواصل الحرث في حقل الخير رغم كل الصعوبات, فلم تعد صعوبة الحرث لارتفاع تكاليف العلاجات وأسعار الأدوية فقط, لكن ضاعف منه أنه في ذات الوقت زادت أيضا أعداد المرضي والمتعبين الباحثين عن يد تسندهم ومكان يشفيهم.
وتكاثرت الثمار في حقل الخير.. منهم ما تقرر لهم جراحة, ومنهم من يحتاج لجهاز, ومنهم من يتألم لقسوة المرض, ومنهم من نقدم لهم علاجا دوائيا شهريا, وآخرون نقدم لهم مساعدات تساهم في مواجهتهم لقسوة الحياة.. ثمار نسعد بها كلما ملأوا الحقل وكثرت احتياجاتهم, إننا نري فيهم عمل الرب معنا, فلم تشغلنا أبدا فخامة متطلباتهم, فعطايا الرب كانت دائما تسبقهم, ونهر الخير أبدا لم يجف, لكن حقيقة الأرقام هي التي تدق لنا دائما دقات الإنذار, ومع كل دقة إنذار نفرح أكثر لأننا معها نقترب أكثر إلي الله نفرح أكثر لأننا معها نرفع للرب صلواتنا ليفيض بعطاياه, ويفرح بها أصدقاؤنا صناع الخير فمعها يجدون بابا مفتوحا لكنز السماء.
** اليوم يبقي علي ختام الصوم أسبوع واحد, وأبواب السماء مفتوحة أمام كل الأصدقاء.. وكلمات القديس أوغسطينوس تذكرهم.. أتريد أن ترفع صلاتك إلي الله ليكن لها جناحان هما الصوم والصدقة.. تذكرهما أن نهر الخير متعطش ينتظر لحظة الفيضان فيفيض بعطايا الصوم راحة للمتألمين وشفاء للمرضي وكنوزا لكم في السماء.
فيكتور سلامة
رحلة المفاجآت مع سماعة هاني
بعد سماعة الأذن اليسري .. في انتظار سماعة الأذن اليمني
* مخاوف زرع القوقعة عادت بنا إلي الاكتفاء بسماعة الأذن.. ومازال الأمل يراودنا
* الاكتفاء بسماعة واحدة الآن حتي لا تفاجئه صدمة الأصوات.. والسماعة الثانية قريبا
علي امتداد رحلاتنا مع المرضي والمتألمين ولأكثر من ثلاثين عاما وأبواب وطني مفتوحة تستقبل إخوتنا الأصاغر الذين أتعبهم المرض وأعوزتهم الحاجة.. المحطة التقت تحت مظلتها أعداد لا أعرف لهم عددا تحديدا وإن كانوا تجاوزوا الآلاف.. منهم الصغار ومنهم الكبار.. أطفال وشباب ورجال بعضهم في عداد المسنين وآخرون في مقتبل العمر.. فتيات وسيدات ذبلت نضارتهن أمام قسوة الحياة بحثا عن الراحة والخلاص.. بعضهم قريب منا وبعضهم يبتعدون عنا أميالا وأميالا.. القاسم الوحيد المشترك بينهم جميعا أنهم لا يجدون علاجا لأمراضهم ولا تخفيفا لآلامهم ولا سدا لاحتياجاتهم.. ونشكر الرب علي أنه أعاننا علي تسكيت آلامهم وتسديد احتياجاتهم.. من كان في حاجة إلي جراحة أجريت له, ومن في حاجة إلي دواء قدمناه له, ومع كل هؤلاء وأولئك صارت لنا صداقات مع كثيرين من ضعاف السمع أعدنا السمع إلي آذانهم..
في كل مرة كان يطرق باب وطني صديق جديد يواجه ضعفا في السمع كنا ننجح في تجهيز سماعة بأعلي تقنية تساعده علي السمع, ودائما ما كان هؤلاء الأصدقاء من صغار السن جاءوا هكذا إلي الحياة, أو كبار السن ممن فقدوا السمع في شيخوختهم.. لكن هذا الأسبوع كانت لنا صداقة جديدة مع صديق واجه ضعف السمع في شبابه.. هو الآن رجل في مقتبل العمر -46 عاما- ولا يسمع!!..
رحلة جديدة أخذناه فيها علي طريق السمع.. لم تكن رحلة صعبة فنحن نعرف الطريق جيدا مع تعدد الرحلات التي قطعناها مع أصدقائنا ضعاف السمع.. لكن الجديد أن رحلتنا مع صديقنا هاني أيوب كانت مليئة بالمفاجآت.. فتعالوا معنا.
* منذ بداية رحلتنا مع الصديق هاني والمفاجآت تصحبنا.. لقاؤنا الأول معه كان أول مفاجأة, فقد تعودنا في كل رحلاتنا مع أصدقائنا ضعاف السمع أن نتعامل معهم بالإشارة لأن من يفقد السمع يفقد في الغالب الأعم النطق أيضا, ولهذا يطلقون عليهم الصم والبكم فهم لم يتعلموا ويتمرسوا علي نطق الحروف لأنهم أصلا لم يسمعوها.. ومن منهم تعلم التخاطب تبقي مخارج حروفه مبتورة وتمتد مع النطق في اهتزاز واضح.. لكن صديقنا هاني عندما فاجأني في مكتبي ألقي التحية بكلمات واضحة ونطق سليم وقدم لي خطابا يحمله من القمص يوحنا فؤاد كاهن كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس بالخصوص جاء فيه:
لنا ملء الثقة في شخصكم الكريم أن تشملوا ابننا هاني أيوب سيدهم برعايتكم والتي ستكون في يد الله ويدكم لعمل سماعة أذن- ونحن نثق في عمل الله علي يدكم ويتمم الله له الشفاء.. ولأنه لم يتطرق إلي ذهني أبدا أن الجالس أمامي يحدثني في طلاقة هو المحتاج إلي سماعة وظننت أنه خادم يحمل رسالة الأب الكاهن فسألته: أين هاني؟!.. وكانت المفاجأة عندما أجابني وبكلمات واضحة: أنا هاني!!
* سر المفاجأة عرفته عندما أخذ هاني يحكي لي قصته.. فضعف السمع أصابه وهو في الاعدادية -15 سنة- فكان قد تعلم وأجاد النطق والكلام وصارت مشكلته في السمع فقط وهو ما تأكد لي فيما بعد عندما أخذت أحاوره وطال بيننا الحديث فكان كثيرا ما يتوقف عن الحديث فلم تكن تصل إلي أذنيه فأعيد له سؤالي بصوت عال.
* المفاجأة الثانية كانت في صموده وقوة إرادته, فبقدر ما سلب منه السمع أعطاه الله سلاما وهدوءا وذكاء أعانه علي مواصلة دراسته فالتحق بمدرسة بنها الثانوية الصناعية واختار تخصصا من أدق وأصعب التخصصات وهو تركيبات ميكانيكية والتحق بالعمل في إحدي الشركات الكبري بمدينة العبور.. وتزوج واستقر بمدينة الخصوص, وأعطاه الله ولدا وثلاث بنات أكبرهم 19 سنة وأصغرهن 5 سنوات.. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا.
* المفاجأة الثالثة- كما حكاها هاني- أن قدرته علي السمع أخذت تتدهور, وأحالته الشركة التي يعمل بها إلي التأمين الصحي فعاد وفي أذنه سماعة لكنها لم تكن بالكفاءة التي تعوضه عن ضعف السمع الذي أخذ يتزايد وهنا اضطر إلي أن يترك الشركة ويبحث عن عمل يتناسب وحالته.. ودبر له الرب عملا بسيطا -عامل بوفيه- في شركة صغيرة للاستيراد والتصدير, لكن بقيت المشكلة, بل تفاقمت مع الأيام.. سماعة التأمين الصحي تسمع بها أحيانا ولا تسمع أحيانا.. عرف الأب الكاهن بحالته فوجهه لنا.. وكان صوت الرب طوبي لمن يحمل صليبه في صمت.
* بداية رحلتنا معه كانت في مركز السمع والكلام لعمل مقياس سمع.. وسط جهاز القياس ومحاولات لخطوات عملية كانت أكثر من مفاجأة.. نسبة الضعف بالأذنين شديدة جدا.. وفي الشمال أضعف من اليمين.. المعروف والمقرر علميا -والكلام للطبيب- أن مقياس السمع الطبيعي يبدأ من (-2.0) ويتدرج إلي (5) لا شيء.. ومؤشرات الجهاز تعلن أن نسبة السمع في الأذن اليمني بدأت من (70) وتدرجت إلي (90) وفي الأذن الشمال بدأت من عند (60) وتدرجت إلي (100) وهي نسبة ضعف عالية جدا في الأذنين.
* المفاجأة الكبري التي كشف عنها الطبيب هي ضعف نسبة تفسير الكلام أيضا, وفي الأذنين!!.. فبعد اختبار دقيق لكلمات أطلقها الطبيب وطلب أن يرددها استطاع من خلال عدد الكلمات وعدد الحروف التي وصلت إلي سمعه أن يحدد نسبة تفسيره للكلام.. وجاءت النتيجة تحمل أكبر مفاجأة فنسبة ضعف تفسير الكلام في الأذن اليمني وصلت إلي (72%) وفي الأذن الشمال (78%) وكنت أكثر من واجهته المفاجأة فحتي هذه اللحظة كنت أعتقد أن حالته ليست سيئة إلي هذه الدرجة.. ربما هدؤه وقدرته علي الحديث هي التي خدعتني.
* أمام هذه المفاجآت المتتالية كان لابد أن نبحث لصديقنا عن وسيلة تعيد له نسب السمع بأذنيه إلي معدلات أفضل بكثير مما وصلت إليه.. أخذنا نبحث وسط معلومات كثيرة انتشرت مؤخرا تتحدث عن زراعة قوقعة خاصة أن صديقنا هاني يملك كل مفردات اللغة وليست لديه أية عوائق للنطق أو الكلام, مشكلته فقط في ضعف السمع وتفسير الكلام.. لكن التحذيرات كانت أكثر بكثير من أمنياتنا.. بعض أصدقائنا ممن لهم خبرات في هذا المجال نصحونا بالتراجع لارتفاع التكلفة حيث تصل تكلفة الزراعة والبرمجة إلي 35 ألف جنيه بالإضافة إلي سعر القوقعة الذي يصل إلي 17 ألف دولار, لكننا مع هذا لم نتردد في التفكير لثقتنا في عطاء أصدقائنا صناع الخير ولنا في هذا حالات سابقة تجاوزت تكلفة علاجها أكثر من هذا وكانت يد الرب معنا.. لكن التردد يرجع إلي ما تأكد لنا من العديد من المشكلات بعد الجراحة, أهمها تحديث السماعة وإصلاح أي عطل يطرأ عليها, وهي مشكلات تعود بالمريض إلي نقطة الصفر وتظل تطارده مدي الحياة في ظل غياب الكفاءات وعدم توافر الكثير من قطع الغيار.. وكان القرار الأصوب أن نبدأ بسماعة للأذن إلي أن تستقر عمليات زراعة القوقعة في مصر, وهو ما اعتبرناه المفاجأة الخامسة في رحلتنا مع الصديق هاني.
* لم يكن الوصول إلي السماعة المناسبة للصديق الهادئ الوديع بالأمر السهل, فقد حرصنا علي أن نختار له أفضل السماعات وأحدثها تقنية.. استغرق هذا وقتا إلي أن وصلنا لإحدي الشركات المتخصصة التي وفرت لنا سماعة إسبانية الصنع مايكروسون ذات كفاءة عالية.. وكانت هذه هي المفاجأة السادسة في رحلاتنا مع الصديق هاني.. الأهم أنه من الاختبار بعد وضع سماعة علي أذنه الشمال أكدت النتائج قدرته علي السمع بدرجة جيدة الأمر الذي رأي معه الأخصائيون بالشركة الاكتفاء حاليا بسماعة واحدة وإرجاء سماعة الأذن اليمني حتي لا تصيبه صدمة وصول الأصوات.. وكانت هذه هي المفاجأة السابعة, ولا أريد أن أقول الأخيرة فربما تفاجئنا مفاجآت أخري مادامت رحلتنا مع الصديق هاني مستمرة لم تنته.
صندوق الخير
100 جنيه من يدك وأعطيناك
1250 جنيها من يدك وأعطيناك- شبين الكوم
150 جنيها طالبين شفاعة السيدة العذراء مريم
4000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه علي روح المرحومة نرجس فهمي
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
5000 جنيه طالبين شفاعة الشهيد بيشوي
2500 جنيه طالبة شفاعة السيدة العذراء مريم والأنبا إبرام- الهرم
1000 جنيه علي روح المرحوم بديع لبيب فلتس والمرحومة سميحة لبيب حنا
100 جنيه طالبة صلوات البابا كيرلس بأسيوط
400 جنيه صلوات الأنبا كاراس بأسيوط
500 جنيه طالب صلوات الأنبا بولا بأسيوط
1000 جنيه نياحا لروح زوجته
1000 جنيه كريم كمال
5000 جنيه محاسن رفله
200 جنيه علي روح المرحومة نرجس فهمي
200 جنيه من يدك وأعطيناك
1250 جنيها من يدك وأعطيناك- شبين الكوم
100 جنيه علي روح المرحومة نرجس فهمي رزق
200 جنيه طالبين شفاعة السيدة العذراء مريم
11000 جنيه منه وإليه بسوهاج
300 جنيه جوي هاني
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
5000 جنيه الصديق نشأت من أسيوط
500 جنيه من يدك وأعطيناك
300 جنيه طالبين شفاعة السيدة العذراء مريم
200 جنيه صديق من العريش
========
44650
أربعة وأربعون ألفا وستمائة وخمسون جنيها لا غير