هنا ونقف أمام أسئلة كثيرة يقدمها البعض:
هل النباتين والمسلي الصناعي يحل أكله في الصوم أم لا؟ هل الجبنة الديمكس طعام صيامي أم فطاري؟ هل السمك نأكله في هذا الصوم أم لانأكله؟ما رأيك في الشيكولاتة الصيامي؟…… إلخ
أسئلة كثيرة يمكن الإجابة عليها من جهة تركيب تلك الأطعمة ويمكن من ناحية أخري أن تبحث روحيا.
فالسمن النباتي,إن كانت مجرد زيت نباتي مهدرج تكون طعاما نباتيا يتفق مع حرفية الصوم أما إن كنت تأكلها شهوة منك في طعام السمن فالأمر يختلف : تكون من الناحية الشكلية صائما ومن الناحية الروحية غير مستفيد.
ونحن لانريد أن نأخذ من الصوم شكلياته.
كذلك الجبنة الديمكس. المقياس هو: هل يوجد في تركيبها عنصر حيواني؟ هذا من الناحية الشكلية ولكن روحيا: هل أنت تحب الجبنة وتصر علي أكلها منفذا رغبات جسدك في الصوم؟ وكذلك بالنسبة للشيكولاتة الصيامي: هل أنت تشتهي هذا الصنف بالذات؟ ولماذا لا تستبدله بكوب من الكاكاو؟
أما السمك فهو أصلا طعام حيواني,وقد صرح به للضعفاء الذين لايحتملون كثرة الأصوام, ولكن لايصرح به في أصوام الدرجة الأولي ومع ذلك:
إن اشتهي جسدك سمكا في الصوم أي صوم فلا تعطه.
ليس فقط السمك, بل كل المشتهيات مهما كانت حلالا لأنك في الصوم تضبط شهواتك.
أليس الزواج حلالا؟ ولكن الصائمين يبعدون عن المعاشرات الجسدية في الصوم ضبطا لأنفسهم 1كو7:5 بل هكذا فعل أيضا الملك داريوس الأمميدا6:18.
الطعام النباتي
تحدثنا في الصوم عن فترة الانقطاع وعن الجوع بقي أن نتحدث عن الطعام النباتي في الصوم,ونشرح كيف أنه نظام إلهي وأنه الأصل في الطبيعة إذ أن أبانا آدم كان نباتيا وأمنا حواء كانت نباتية وكذلك أولادهما إلي نوح.
إن الله خلق الإنسان نباتيا.
فلم يكن آدم وحواء يأكلان في الجنة سوي النباتات: البقول والأثمار, وهكذا قال الله لآدم وحواءأني قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذرا علي وجه كل الأرض, وكل شجر فيه ثمر شجر يبذر بذرا,لكم يكون طعاما تك1:29.
بل حتي الحيوانات إلي ذلك الحين كانت نباتية أيضا,إذ قال الربولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دابة علي الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب أخضر طعاماتك1:30
وبعد طرد الإنسان من الجنة بقي أيضا نباتيا
ولكنه إلي جوار البقول وثمار الأرض أعطي أن يأكل من عشب الأرض,أي من الخضروات فقال له الرب بعد الخطيةوتأكل عشب الحقلتك3:18,
ولم نسمع أن أبانا آدم مرض بسبب سوء التغذية ولا أمنا حواء, بل نسمع أن أبانا آدم, وهو نباتي عاش 930 سنةتك5:5 وهكذا طالت أعمار أبنائه وأبناء أبنائه في هذه الأجيال النباتيةتك5.
ولم يصرح للإنسان بأكل اللحم إلا بعد فلك نوح.
وحدث ذلك في زمن مظلم كان فيه شر الإنسان قد كثر علي الأرض حتيحزن الرب أنه عمل الإنسان وتأسف في قلبه وأغرق العالم كله بالطوفانتك6:6,5.
وهكذا بعد رسو الفلك قال الله لأبينا نوح وبنيهكل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع غير أن لحما بحياته دمه لا تأكلوهتك9:4,3.
ولما قاد الله شعبه في البرية أطعمه طعاما نباتيا.
وكان هذا الطعام النباتي هو المن وهو كبذر الكزبرة أبيض وطعمه كرقاق بعسلخر16:31 وكان الشعب يلتقطونه ويطحنونه أو يدقونه في الهاون, كما كانوا أيضا يطبخونه في القدور ويعملونه ملات,وكان طعمه كطعم قطايف بزيتعدد11:8.
ولما صرح لهم باللحم, فعل ذلك بغضب.
وكان ذلك التصريح بسبب شهوتهم, وتذمرهم علي الطعام وطلبهم اللحم بدموع فأعطاهم الرب شهوتهم وضربهم ضربة عظيمةوإذ كان اللحم بعدبين أسنانهم قبل أن ينقطع حمي غضب الرب علي الشعب وضربهم ضربة عظيمة جدا فدعي اسم ذلك الموضع قبروت هتأوةأي قبور الشهوةلأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهواعدد 11:34,33
والأكل النباتي كان أيضا طعام دانيال النبي وأصحابه.
إذ كانوا يأكلون القطاني أي البقولدا1:12 هؤلاء الذين وضعوا في قلوبهم ألا يتنجسوا بأطايب الملك ولابخمر مشروبهدا:1:8
ونجد أن دانيال النبي يقول عن صومه لم آكل طعاما شهيا ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن حتي تمت ثلاثة أسابيع أيامدا10:3.
وكان الطعام النباتي أكل حزقيال النبي في صومه.
وفعل ذلك بأمر إلهي إذ قال له الربوخذ أنت لنفسك قمحا وشعيرا وفولا وعدسا ودخنا وكرسنةحز4:9
والطعام النباتي طعام خفيف هادئ ومهدئ.
ليس فيه ثقل اللحوم ودهونها وشحومها بكل تأثير ذلك علي صحة الجسد.. ونلاحظ أنه حتي في الحيوانات المتوحشة منها هي آكلة اللحوم والأليفة منها هي آكلة النباتات والمعروف أن النباتيين أكثر هدوءا في طباعهم من آكلي اللحوم والعجيب أن غالبية الحيوانات التي نأكلها هي من الحيوانات آكلة النباتات كالبهائم والأغنام والماعز والطيور الداجنة.
وتلك الحيوانات النباتية لم تضعف بالطعام النباتي.
بل إننا قد نصف الإنسان القوي بأن صحته كالجمل أو كالحصان وهما نباتيان وكانوا قديما يقيمون رياضة هي مصارعة الثيران لإثبات القوة بمصارعة هذه الحيوانات الجبارة في قوتها وهي نباتية إذن أكل النبات لايضعف الأجساد.
وقد طالت أعمار النباتيين, ومنهم المتوحدون والسواح.
كان برنارد شو الكاتب المشهور نباتيا, وقد عاش 94 سنة ولم يصبه أي مرض طوال حياته… وما أكثر النباتيين الذين طالت أعمارهم.