إستقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ،اليوم السيد سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الإتحادية، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية ،والسيد عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسيد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ،وسفير روسيا الإتحادية بالقاهرة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن السيد الرئيس طلب نقل تحياته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربًا عن إعتزاز مصر بعلاقاتها مع روسيا، والحرص على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن أهمية تكثيف التشاور والتنسيق حول مختلف الموضوعات ذات الإهتمام المشترك، خاصة في ظل التحديات التي الراهنة فى المنطقة وجهود البلدين لإستعادة الأمن والإستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن وزير الخارجية الروسي بالمقابل نقل تحيات الرئيس “بوتين” للسيد الرئيس، وتثمينه لما تشهده العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الماضية ،من تعاون مُثمر تحرص روسيا على تعزيزه والإرتقاء به على مختلف الأصعدة.
وأشار لافروف، إلى إهتمام روسيا بمواصلة التشاور وتبادل الرؤى مع السيد الرئيس بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك، وذلك في ضوء التعاون الوثيق القائم بين الجانبين.
وفيما يتعلق بالشق الثنائي ذكر المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد إستعراضًا لعدد من الموضوعات في هذا الإطار، حيث أكد السيد الرئيس سعي مصر لترسيخ الشراكة مع روسيا في المجالات الإقتصادية والتجارية والصناعية، وهو ما تجسد في بلورة عدد من المشروعات الهامة التي يتعاون البلدان في تنفيذها داخل مصر، مثل مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، والتعاون في مجال تطوير منظومة السكك الحديدية، كما أشار السيد الرئيس إلى موضوع إستئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة، وتطلع مصر لقيام الجانب الروسي بالإنتهاء من هذه المسألة قريباً.
وقد أكد وزير الخارجية الروسي إلتزام بلاده بتعهداتها التنموية وتنفيذ مشروعاتها في مصر، وفق إتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة الموقع بين البلدين في أكتوبر الماضي. كما أكد لافروف أن الجهات المعنية في روسيا بصدد الوقوف على مختلف الإجراءات اللازمة لإستئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة.
وعلى صعيد الشق الأمني ومكافحة الإرهاب، تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز الجهود الثنائية المشتركة لمكافحة الإرهاب، حيث إستعرض السيد الرئيس الرؤية المصرية في هذا الشأن، وخطورة مسألة قيام بعض الجهات والدول بتقديم الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية، وقد أكد لافروف تأييد روسيا للجهود المصرية الجارية في مجال مكافحة الإرهاب، وعزمها مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال على مستوي الأجهزة والمؤسسات المعنية.
وعلى صعيد التعاون الثلاثى في القارة الأفريقية، شهدت المباحثات إستعراض فرص التعاون بين البلدين في هذا السياق، في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، ودعوة روسيا لعقد قمة أفريقيا – روسيا في أكتوبر المقبل، والتي يسبقها منتدى الأعمال الأفريقي – الروسي، حيث أكد السيد الرئيس على أولويات الرئاسة المصرية تجاه أفريقيا لاسيما فيما يتعلق بالشق التنموي وتطوير البنية التحتية بالقارة الأفريقية، وتحقيق الإندماج الإقليمي والتكامل الإقتصادي من خلال تنفيذ أهداف أجندة 2063.
كما تم تناول آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية، خاصة تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام، وقد أكد السيد الرئيس في هذا الإطار الموقف المصري الثابت بحل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية، الذى يعد الحل الأمثل لإحلال السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط، بإعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في المنطقة بل والعالم، مستعرضاً في هذا الصدد جهود مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة.
وفيما يخص الأوضاع في ليبيا أكد السيد الرئيس، ضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولي لوقف تدهور الوضع وتدارك خطورته، لاسيما أن عامل الوقت يعد حاسماً للغاية، ولتقويض إنتشار التنظيمات المتطرفة، مشيراً سيادته في هذا الصدد إلى دعم مصر لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وجهود توحيد المؤسسة العسكرية. كما أعرب السيد الرئيس عن مواصلة العمل والتنسيق مع روسيا للوصول إلى تسوية سياسية للأوضاع في سوريا، وكذلك إحتواء خطر العناصر الإرهابية هناك فيما يعرف بالمقاتلين الأجانب والحيلولة دون إنتقالهم إلى مناطق إقليمية أخري.
وقد أكد وزير الخارجية الروسي، تثمين بلاده للجهود المصرية فيما يخص مجمل قضايا المنطقة، معرباً عن حرصها على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك القضايا بما يساهم في إستعادة الأمن والإستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.