البداية
(لوقا14:25-30)
وكان جموع كثيرة سائرين معه, فالتفت وقال لهم: إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته, حتي نفسه أيضا, فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة, هل عنده ما يلزم لكماله؟ لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل, فيبتدئ جميع الناظرين يهزأون به, قائلين: هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل
والمجد لله دائما
النوع الثالث: توجد طائفة من الأسماء لشخصيات الكتاب المقدس يمكن أن نقول عنها إنها عاشت في الظل ولم تكن واضحة, وإن كان لها تأثيرها القوي جدا.
مثل برنابا أحد الرسل السبعين ورفيق بولس الرسول, فظهوره كان محدودا جدا في آيتين أو ثلاثة, ولكن عمله كان كبيرا جدا, لأنه هو الذي قدم شاول الطرسوسي (بولس الرسول) إلي جماعة الرسل.
أيضا من الأسماء غير المعلنة مردخاي نجده في قصة أستير الملكة, وهو كان بمثابة حارس, لكن كان تأثيره كبيرا جدا, مثلما نقرأ عنه في سفر أستير.
هذا هو القسم الأول من الشخصيات الكتابية, وبالطبع أمنا العذراء يوجد مثلها مريمات أخريات, منهن: مريم أخت موسي النبي, وهي التي قدمت تسبحة العبور, وقادت الترنيم والتسبيح.. وهكذا يتكرر الاسم كثيرا.
المجموعة الثانية: شخصيات التاريخ الكنسي القديم:
أيضا من الشخصيات التي عاشت في القداسة, شخصيات من التاريخ الكنسي القديم في القرون الماضية, وهم دائما يكونون علي أربع نوعيات:
الإكليروس, المعلمون, الشهداء, وقديسو التاريخ الكنسي القديم, ويقف بالنسبة لنا كمصريين علي رأسهم القديس مرقس الرسول الطاهر والشهيد. والذي تحمل الكاتدرائية الكبري بالقاهرة اسمه, ومزاره موجود فيها, وله مزار آخر في الإسكندرية, وله كاتدرائية كبيرة جدا في فينيسيا بإيطاليا, والقديس مرقس رسول وإنجيلي حيث كتب إنجيل مرقس. واستشهد علي أرض الإسكندرية ونحمل جميعنا اسمه ونسميه كاروز الديار المصرية.
ومن بين قديسي التاريخ الكنسي القديم الإكليروس وهم يمثلون أمانة الخدمة, والمعلمون يمثلون استقامة الإيمان, والشهداء يمثلون نقاوة الحياة الذين قدموا دماءهم, والنساك يمثلون سماوية الحياة.
1- الإكليروس: من الإكليروس في تاريخنا الكنسي القديس أثناسيوس الرسولي, وهو تاريخه عظيم وكتاباته عظيمة, وهو الوحيد الذي حمل لقب الرسولي في بطاركة كرسي الإسكندرية, وهو الذي نسميه حامي الإيمان القويم, وأيضا له مزار في الكاتدرائية المرقسية الكبري بالعباسية, ونحن نفتخر أننا ننتمي إليه ونفتخر أنه قاد الكنيسة أكثر من نصف قرن, ونقول عليه إنه عاش أمانة الخدمة, فعندما نزور دير الشهيد مارمينا ومنطقة الآثار أبومينا التي كانت ذات يوم ذات شأن عظيم, فالذي دشن الكنيسة التي فوق القبر هو القديس أثناسيوس الرسولي وهذا عمل من أعماله, وأول من رسم أسقفا للحبشة هو القديس أثناسيوس الرسولي, فأعماله كثيرة لذلك نضعه في أمانة الخدمة.
وقبله بقليل كان يوجد القديس الأنبا ديمتريوس الكرام, وجميعنا نعرف سيرته ونحبها, فقد عاش بتولا مع زوجته ثم حدثت قصة عنقود العنب الذي وجد في غير أوانه ودخل يقدمه للبطريرك السابق له, واختير ليكون البطريرك رقم (12) ورغم تعليمه المحدود إلا أن الله أعطاه نعمة كبيرة في حساب الأبقطي وهو حساب قبطي, فكلمة أبقطي معناها باقي (أي الباقي من العمليات الحسابية), وأيضا وضع حساب السنة الكنسية أو السنة الحسابية, وكان متقدما في قداسته وفيما قدمه, وأيضا في أمانة الخدمة.. وهناك أسماء كثيرة لا أقدر أن أحصرها لكن هؤلاء هم الإكيلروس.
2- المعلمون أو الفلاسفة:
إن الفلسفة في بداية المسيحية كانت هي الحاكمة في كل العالم, ولذلك الآباء المعلمون الأوائل عندما كانوا يقدمون المسيحية كانوا يقدمونها من مفهوم فلسفي, فأحيانا نقول عن القديس بولس الرسول: الفيلسوف واللاهوتي, وكذلك القديس أثناسيوس الرسولي, وظهرت طائفة كبيرة جدا من المعلمين في تاريخ الكنيسة منهم: أثيناغوراس, والعلامة ترتليان, والعلامة إكليمندس, والعلامة بانتينوس, والعلامة أوريجانوس وإن كانت بعض كتاباته غير مقبولة أو فيها بعض الملاحظات, لكن من كثرة علم هؤلاء نسميهم معلمين وفلاسفة, والحقيقة أننا عندما نقرأ بعض الكتب التي كتبوها وقدموها نجد فكرها متطورا جدا جدا.
إكليمندس مثلا كتب كتابا أسماه المربي وكأنه يعيش معنا اليوم ويضع أساسيات ومبادئ للتربية وكأنها موضوعة اليوم بالرغم من عدم تطور العلم في الماضي مثل اليوم, فهؤلاء يمثلون استقامة الإيمان.
كان في التقليد الكنسي القديم أن يؤخذ بابا الإسكندرية من مديري مدرسة الإسكندرية اللاهوتية, فمن يصل لمنصب مدير المدرسة اللاهوتية, يؤخذ كبابا للإسكندرية, فالمهم هو العلم, وهذا ما نسميه استقامة الإيمان ولذلك الإيمان غالي علينا جدا وإلي نهاية الأجيال.
3- الشهداء:
هم يمثلون نقاوة الحياة, وكنيستنا هي كنيسة شهادة وقدمت شهداء وتقدم في كل زمن, وهذا ليس بأمر غريب علي الكنيسة, ونحن اليوم عندما نعيش بدايات القرن الحادي والعشرين لابد أن نعرف أن إيماننا الذي نعيشه ونحياه ونفرح به لم يصل إلينا بسهولة ابتداء من القديس مرقس.
والشهداء المصريون كثيرون منهم: مارمينا وهو أشهر شهيد مصري, والقديسة دميانة, والقديسة رفقة وأولادها الخمسة, والأم دولاجي وأولادها, والقديس موريس, والكتيبة الطيبية والتي يقدر عددها بأكثر من ستة آلاف جندي, والقديسة فيرينا, وكانت خادمة معهم تعمل في التمريض, والقديسة كاترين شهيدة الإسكندرية ويوجد دير علي اسمها في سيناء..
في كل زمان هناك تاريخ طويل, والسنكسار يقدم عينات رائعة, وسير القديسين تقدم لك عينات رائعة لتختار وتعيش.
4- النساك أو المتعبدون:
هم الذين عاشوا حياة سماوية مثلما نقول علي الآباء النساك والعباد والذين سكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح, فلا يوجد سبب سوي حبهم الفياض في المسيح.
في البداية كان القديس الأنبا بولا وهو أول السواح وقصته معروفة للجميع, ثم القديس الأنبا أنطونيوس الذي وضع شكل الحياة الرهبانية, والقديس الأنبا مكاريوس ثم القديس الأنبا باخوميوس وهو الذي وضع قوانين حياة الشركة والتي انتقلت من مصر إلي العالم كله, أيضا القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذي كانت أديرته في سوهاج مكانا يجمع الشعب كله حتي في أيام المجاعات.
هؤلاء كانوا نساكا ومتعبدين لكن لم ينفصلوا عن جسم الكنيسة, وكل هذا في التاريخ الكنسي القديم.