تشكل مزلقانات القطارات بالقليوبية تهديد لأرواح المواطنين، يصفها مواطنين بكونها قنابل موقوتة، بقدر ما عانت طويلا من الإهمال، فغالبيتها بلا وسائل أمان و لا تأمين ولا أشارات.
و رغم التطور التكنولوجي لوسائل المواصلات، إلا أن بعض مزلقانات محافظة القليوبية لا تزال تستخدم السلاسل والحبال اليدوية، والبعض الآخر بدون هذا أو ذاك، ويقف أمامها عامل المزلقان يقوم بعمل هذه السلاسل والحبال اليدوية ويقوم برفع يده للسيارات القادمة في الاتجاهين معا بدلا من فتحها وغلقها، الأمر الذي يهدد بوقوع الكوارث، و رغم تصريحات المسئولين بقرب التخلص من تلك الوسائل البدائية وتحويل عملها من النظام اليدوي إلى النظام الإلكتروني باستخدام الإشارات الضوئية والأجراس والغلق الإلكتروني، إلا أن مواطني القليوبية أعياهم الانتظار.
وطبقا للأرقام يوجد بمحافظة القليوبية أكثر من 55 مزلقان، أشهرها مزلقانات بنها وميت نما وطوخ وعزبة البرنس ومفارق الزقازيق وميت حلفا وميت عاصم والقناطر وقليوب، بخلاف نحو 200 معبر عشوائى بقرى ومدن المحافظة والتي يمر بها خطوط السكة الحديد.
ولم يشهد التطوير سوى القليل والبعض الآخر تم غلقه بالأحجار وتم تحويله إلى مسار آخر، ويأتي مزلقان مفارق الزقازيق ببنها ومزلقان طوخ ومزلقان ميت حلفا بشبرا وميت نما بقليوب في مقدمة المزلقانات الاكثر خطورة نظرا لارتفاع الكثافة السكانية بالإضافة إلى أن هذه المزلقانات تقع وسط الشوارع والطرق الرئيسية.
وتتضاعف خطورتها خلال ذهاب وإياب الطلاب من مدارسهم والموظفين من أعمال وذهاب الفلاحين بالمواشي إلى قراهم وحقولهم ناهيك عن تعديات الباعة الجائلين الذين يجلسون ببضاعتهم على قضبان السكة الحديد في أيام معينة مثل سوق الخميس بمزلقان طوخ والذى يجعل القطار يسير ببطء حتى يقوم البائعين بترك أماكنهم لمرور القطار والعودة مرة أخرى للجلوس على قضبان السكة الحديد والزحام والفوضى المرورية.
والحل الأمثل للتخلص من هذه المشكلة هو إقامة كباري علوية خاصة في محيط مداخل القرى مثل مزلقان كفر الجمال بطوخ أو مزلقان قرية ميت عاصم ببنها أو مزلقان قرية ميت نما بشبرا الخيمة.
والتقت جريدة وطني ببعض الأهالي والمواطنين في كل أماكن بقرى ومدن محافظة القليوبية للتعرف على أمكانية حل لهذه المشكلة وتقديم بعض اقتراحاتهم وآرائهم من خلال معاناتهم اليومية
وقالت ريم عماد عبد الله، مراسلة صحفية من بنها أن هذه المزلقانات تسمى مصائد الموت ،وخاصة أنها تحتاج إلى إعادة نظر وتطوير لتأمين حركة مرور السيارات والمشاة خاصة أن الكثير من المواطنين يلقون مصرعهم نتيجة للأخطاء البشرية التي تقع بسبب العمل اليدوي غير الدقيق والذى يعمل به من الخمسينيات والستينيات، فلا يعقل أن يتم عمل سلسلة حديدية مقطعة ومعها بعض الأحبال لإيقاف السيارات والمواطنين معا، ونحن الآن في القرن الـ21، والعالم يتطور إلى النظام الإلكتروني ونحن كما نحن منذ أكثر من 60 عاما بلا تقدم ولا تطور، بالإضافة إلى عدم اهتمام المسئولين بالمحافظة بتقديم رؤيتهم لوزير المواصلات، لإيجاد حلول لهذه المزلقانات المتهالكة والتي تسمى مصائد الموت
وأضاف عماد عبد العليم عامر مخرج مسرحى من قرية ميت نما بقليوب، أن مزلقان القرية التى تمر عليها القطارات يعتبر عدد 2 مزلقان بجوار بعضهم البعض، فكيف لعامل المزلقان أن يقف بنفسه ويربط جنزير حديد من ناحية وحبل من الناحية الأخرى خاصة أنهم 5 أماكن لمرور القطارات عليها، فأين هو التطوير الحديث لهذه المزلقانات والتى تسمى معابر الموت.
وقال عماد لا يمر يوم واحد إلا ونجد حوادث للسيارات أو المشاة من المواطنين، رغم الجهود المبذولة لتطوير السكك الحديدية والعمل على تحويل المزلقانات إلى إلكترونية، إلا إن الخطوط الفرعية بالإقاليم لا تزال تعانى من البدائية، وهناك واقعة طريفة جدا لمزلقان الموت هنا، فهما يمران فوق ترعة ونظرا لمرور قطار الشرق عليهما فالركاب أكثر مما يتوقع، والبشر يتركزون على سطح القطار والأبواب بل وعلى الجرار نفسه، وبالتالي يتساقط المواطنين عليه، ويقوم عامل هذا المزلقان ومعه عصا فى يده خشبية يقوم بضرب الركاب على الأبواب خوفا من وقوعهم على المزلقان أو الترعة وتحويله إلى التحقيق، فهل يعقل هذا ؟!، فى حين أنها جريمة كبيرة فى حق المواطنين بل فى حق وزارة المواصلات نفسها، لأنها تمثل خطورة حقيقية على أرواحهم
واتفق كل من المهندس محمود العقاد من قرية دملو وأحمد محمد أحمد حسانين مدير عام بمديرية الزراعة على أن معظم كوارث هذه المزلقانات تعود إلى أنها تعمل بطرق بدائية ، وهى ذات كثافة سكانية وخطوط حيوية تمر داخل كتل مزدحمة بالسكان وتفتقر لأدنى وسائل الأمان الحديثة ولم يتم تحديثها أو تطويرها منذ سنوات بعيدة ولم يتم تحديثها ورفع كفاءتها.
وأضاف ليس من المنطق أن تعمل هذه المزلقانات لدينا بالحبال فهذه جريمة، خاصة أن قضبان السكك الحديدية باتت منخفضة عن سطح الأرض مما يشكل خطورة على الركاب والمواطنين معا، فهل نكتفى بغلق بعضها بالأحجار وتحويل مسارها إلى وضع آخر، أو غلقها كما تم غلق مزلقان مفارق كوبرى الزقازيق، بطريق ميت السباع وأين هى خطط التطوير التى تمت ؟وأين هى الحلول العملية والعلمية للتخلص من تلك السلبيات ؟لتطوير مزلقانات الموت أو مصائد الموت حتى تعود لتطوير شامل لتأمين حياة المواطنين بكل القرى والمدن والمراكز بأنحاء محافظة القليوبية.