توقف القلب عن النبض ومعه توقفت الحياة في اسرة الشاب “كريم صابر”، الذى ودعه اليوم الجميع بدموع واهات، فأسرته واصدقائه دائما كانوا الحافز له اثناء مرضه وعندما ترك الدنيا اظلمت على شقيقته دنيا التى قالت من قبل عندما تبرعت بفص كبد لشقيقها ” يانعيش سوا يانموت سوا”، والتى تربطها به علاقة قوية رغم انه يكبرها بخمس سنوات.
وزف نعش “كريم” بمصاحبة فرقة الكشافة بكنيسة مارجرجس الجيوشى والذى كان احد افرادها، وتمت الصلاة على الجثمان وسط حضور كل احبابه.
بدأت رحلة كريم مع المرض منذ كان في الثالثة من عمره حيث علمت اسرته ان عيب خلقى أصاب كبده وعطل الكبد عن أداء وظائفه، وبدأت المعاناة بين أيام تعب وساعات راحة قليلة اعوام كثيرة ومنذ عامين أصبح الوضع صعب نتيجة ألم غير محتمل ونزيف دائم يؤدى إلى أغماء هذا حسب مارواه كريم لاحد المواقع.
وكان لابد من اجراء عملية زرع كبد وقامت الأسرة بالبحث عن متبرع منذ عام 2016، ولكن لم تكن هناك نتيجة، وفكرت دينا شقيقته بأن تتبرع له في ذلك الوقت ولكنها كانت تبلغ من العمر 16 عام وهذا لا يسمح لها، يجب ان تصل لسن الثامنة عشر، وصمد كريم حتى كان يلعب كرة في احد المرات مع اصدقائه وسقط ولم يستطيع القيام مرة اخرى، ولكن دنيا كانت قاربت على اتمام سن ال18 وذلك بعد ايام وهو مااعطى أمل جديد، وبعد عيد ميلادها بيوم بدأت دنيا في اجراء التحاليل والاشعة دون ان تخبر احد، وطلبت بالتبرع بالدم لشقيقها وذلك لم تعلم من المتبرع، وقد اخبرها الاطباء بعد اجراء التحاليل بأنها تستطيع ان تتبرع بجزء من الكبد لشقيقها.
وتم تحديد الموعد وكان كريم يعلم كل شئ ولكنه لم يكن يريد ان تقوم اخته بذلك خوفا عليها، وكان يقول لها كدة كدة انا رايح، وتمت العملية بنجاح في شهر أغسطس الماضى وانتشرت اخبار كريم ودنيا على مواقع التواصل الأجتماعى، كما استضافتهم الاعلامية منى الشاذلى في برنامجها لروعة هذه القصة الانسانية.
ولكن لم تدم هذه الفرحة طويلا وعاد كريم للألم مرة اخرى وذخل على إثره المستشفى وكان في غيبوبة حتى فارق الحياة وسط ذهول كل احبابه.
الدموع اليوم كانت تنهمر على شاب كان مثال لمن تحمل صليبه بكل حب عاش في الألم ولكن ابتسامته كانت دائما ماتصاحبه.