حادثتان توقف أمامهما المجتمع الدولي، الحادث الأول والذي وقع في “نيوزيلندا” حين قام الإسترالي برينتون تارانت (28 عاماً) بتنفيذ هجومه الإهابي بإطلاقه النيران على مسجدين ، مخلفاً 50 شخصاً و50 جريحا “. وعقب الحادث مباشرة تم القبض عليه وايداعه سجن باريموريمو، شديد الحراسة، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد .. أما الحادث الثانى فيتعلق بموقف رئيسة وزراء نيوزيلندا” جاسيندا أرديرن”بعد مرور دقائق قليلة على الهجوم، سعت للقيام بكل ما يمكنها من أجل تهدئة الأوضاع وطمأنة مواطنيها، وإعادة الدفء إلى قلوب مُسلمي البلاد، لتجسد بذلك مفهوم “القيادة” الحقيقي.
ففي أول تصريح للرئيسة، البالغة من العمر 38 عاماً، نددت بما وقع، قائلة إن المتضررين “منا ونيوزيلندا وطنهم” .. وبعدها، واصلت تقديم المعلومات والتواصل مع وسائل الإعلام، كما زارت عائلات الضحايا “مرتدية الحجاب” للتعبير عن تضامنها معهم، فاحتضنتهم وطمأنتهم لتظهر لهم الإحترام والتعاطف.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت “أرديرن” دفع تكاليف جنازات الضحايا وتقديم أي مساعدة مالية لمن تأثروا بالمذبحة، كما تعهدت بتشديد قوانين السلاح في البلاد.
موقع “تي في نيوز ناو” النيوزيلندي إن أكثر من 18 ألف شخص وقعوا، حتى الآن، عريضة إلكترونية على موقع “تشينج” لمنح جائزة نوبل لأرديرن، مضيفاً: “وقع أكثر من 2500 شخص عريضة ثانية على موقع آفاز لنفس المطلب”.
وتقول العريضة الأولى: “إذا أمكن منح جائزة نوبل للسلام لشخص عفوي وحكيم وشجاع ، فإن رئيسة الوزراء النيوزيلندية تستحق ذلك”.
.. وبالنسبة لحوادث نيجيريا
فيما كشف موقع “abc action news” في تقرير له، أن الأسابيع الماضية شهدت قتل حوالي 280 شخصًا في نيجيريا، وقعت هذه الضحايا خلال هجمات شنها مسلحون، في الفترة من شهر فبراير وحتى منتصف شهر مارس، استهدفت الهجمات التجمعات المسيحية في شمال ووسط نيجيريا. شن هذه الهجمات مسلحو منظمة “بوكو حرام” الإرهابية، وأيضا تنظيم “الهوسا فولاني”، وخلال الأسبوع الماضي، دمرت هذه الهجمات 100 منزل وتم قتل 52 شخصاً، في هجمات على قريتي إنكيريمي ودوجونوما في مارو .. هذا وأجبرت هذه الهجمات الآلاف من المسيحيين على ترك منازلهم، بعد الهجمات الأخيرة، وكشفت تقارير بحثية في وقت سابق عن الإضطهادات التي يتعرض لها مسيحيو نيجيريا رغم كثافتهم السكانية.
من ناحية أخرى قالت منظمة “الأبواب المفتوحة”، في تقرير لها عن الدول التي تضطهد المسيحيين، أن نيجيريا جاءت في المرتبة الـ12 في تقرير عام 2019 ، ولفت التقرير إلى أن نيجيريا تعامل المسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية، ويواجهون الكثير من الاضطهادات.
وصرح زعماء الكنيسة في نيجيريا بأن المسيحيين يشهدون “إبادة جماعية خالصة” حيث قُتل 6000 شخص ، معظمهم من النساء والأطفال ، على أيدي متطرفين من فولاني منذ يناير .. وقالت الرابطة المسيحية النيجيرية ورؤساء الطوائف الكنسية في ولاية بلاتو في بيان صحفي الأسبوع الماضي “ما يحدث في ولاية بلاتو وغيرها من الولايات المختارة في نيجيريا هو إبادة جماعية خالصة ويجب إيقافها على الفور” .. بينما قال قادة الكنيسة إن “أكثر من 6000 شخص ، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين قد تعرضوا للتشويه والقتل في غارات ليلية قام بها رعاة فولاني المسلحون” ، وهو ما دفعهم إلى البكاء إلى حكومة نيجيريا “لوقف هذا سفك الدماء الذي لا معنى له .. كما ناشد البيان الصحفي المجتمع الدولي ، وكذلك الأمم المتحدة ، التدخل في هجمات الفولاني ، خوفًا من انتشارها إلى بلدان أخرى أيضًا.
وأضافوا “نحن قلقون بشكل خاص من إنعدام الأمن على نطاق واسع في البلاد حيث تقع الهجمات الوحشية والقتل على أيدي رعاة فولاني المسلحين وقطاع الطرق والإرهابيين بشكل يومي في مجتمعاتنا دون تحدٍ على الرغم من الاستثمارات الضخمة في الأجهزة الأمنية” .. هذا و فشل الرئيس محمد بوهاري في تقديم المهاجمين إلى العدالة .. وأشاروا إلى عدة هجمات واسعة النطاق هذا العام ، بما في ذلك ذبح أكثر من 200 شخص ، معظمهم من المسيحيين ، في نهاية يونيو في غارات قام بها الرعاة على مزارعي المنطقة المحلية بالقرب من مدينة جوس.
على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام الدولية سعت إلى وصف عمليات القتل على أنها صراع أرضي بين الجماعات المجتمعية ، إلا أن قادة الكنيسة ، إلى جانب جماعات مراقبة الاضطهاد الكبرى مثل Open Doors USA و International Christian Interest ، قالوا جميعًا أن المسيحيين مستهدفون عمداً.
و”نحن نرفض السرد القائل بأن الهجمات على المجتمعات المسيحية في جميع أنحاء البلاد هي” صراع المزارعين / الرعاة “،لقد انغمست الحكومة الفيدرالية في هذه الدعاية والخداع الزائفين في الوقت الذي دفعت بقوة فكرة سياسة إنشاء مزارع / مستعمرات للماشية على أراضي زراعة الأجداد في المجتمعات التي تعرضت للهجوم من أجل رعاة فولاني بإعتبارهم الحل الوحيد للمشكلة “.
حكومة نيجيريا ترى أن “الابقار” هي السبب
الأخبار المنشوره عن حوادث القتل في نيجيريا تنحصر حول الرعاة الفولاني ذوو الأغلبية المسلمة وهم أكبر عرقية من الرعاة شبه الرحل في العالم، وبسبب التغير المناخي وقلة الطعام اضطر الرعاة الى التحرك من الشمال إلى الجنوب بحثا عن الطعام لأبقارهم.
الصدامات بين الرعاة والفلاحين لا تقتصر على منطقة واحدة لكنها تعصف بأغلب مناطق وسط نيجيريا التي تسمى مناطق الحزام، حيث يقابل الشمال المسلم الجنوب المسيحي ، ورغم أن الصراع بين الجانبين في أصله صراع مدفوع بالتغير المناخي والصراع على المراعي وموارد المياه إلا أنه بدأ يكتسب بعدا طائفيا في الأعوام الأخيرة الماضية .. هذا والنزاع مستمر منذ عقود، فبينما تأكل ماشية الرعاة محاصيل الفلاحين، يقوم الفلاحون بالإغارة على تجمعات الرعاة وقتل الأبقار بهدف طردهم من المنطقة ، الهجمات المتبادلة بين الجانبين زادت في السنوات الثلاث الأخيرة حيث قالت منظمة العفو الدولية في آخر تقرير لها في ديسمبر كانون الأول الماضي إن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت مقتل 3641 شخصا من الجانبين، أكثر من نصف هؤلاء القتلى سقطوا عام 2018 وحده .. وقالت مجموعة الأزمة الدولية في أحدث تقرير لها عن الوضع بين الرعاة والفلاحين في نيجيريا إن تصاعد النزاع خلال العام الماضي يعود إلى ثلاثة عوامل، أولا النمو المتسارع للميليشيات العرقية في المنطقة الوسطى وزيادة السلاح غير الشرعي ، ثانيا فشل الحكومة في ملاحقة ومعاقبة مرتكبي جرائم القتل وأخيراً تمرير قانون منع الرعي عام 2017 الذي يًعارضه الرعاة في ولايات Benue and Taraba ما أدى إلى نزوح الرعاة إلى الولايات المجاورة والصدام مع القرى والمجتمعات المحلية هناك.
ولا يقتصر الصراع على الرعاة والفلاحين فقط ولكن انتشار العصابات المسلحة ساهم في زيادة الوضع سوء ، أيضا كل عرقية ليس لها ميليشا أو جهة واحدة تمثلها ، مثلا لو هاجمت عصابة تنتمي لـ”الفولاني” قرية وقتلت عدداً من الأشخاص، فإن الميليشيا التي تعرضت للهجوم سترد بالهجوم على أي تجمع للفولاني، فينتهي بها الحال مهاجمة مجموعة أخرى لا علاقة لها بالأولى وإن كانت من نفس العرقية. هذا النمط يساهم بشكل كبير في اتساع دائرة العنف وزيادة معدلات القتلى .. والهجمات المتبادلة بين الجانبين زادت في السنوات الثلاث الأخيرة حيث قالت منظمة العفو الدولية في آخر تقرير لها في ديسمبر كانون الأول الماضي إن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت مقتل 3641 شخصا من الجانبين، أكثر من نصف هؤلاء القتلى سقطوا عام 2018 وحده.
وقالت مجموعة الأزمة الدولية في أحدث تقرير لها عن الوضع بين الرعاة والفلاحين في نيجيريا إن تصاعد النزاع خلال العام الماضي يعود إلى ثلاثة عوامل، أولا النمو المتسارع للميليشيات العرقية في المنطقة الوسطى وزيادة السلاح غير الشرعي ، ثانيا فشل الحكومة في ملاحقة ومعاقبة مرتكبي جرائم القتل وأخيراً تمرير قانون منع الرعي عام 2017 الذي يعارضه الرعاة في ولايات Benue and Taraba ما أدى إلى نزوح الرعاة إلى الولايات المجاورة والصدام مع القرى والمجتمعات المحلية هناك.
موقف “جاسيندا أرديرن”
وفي تصريج لرئيسة الحكومة النيوزيلندية جاسيندا أرديرن قالت : إن بلادها ستحظر كل أنواع الأسلحة الآلية وشبه الآلية والبنادق الهجومية، وذلك عقب الهجومين على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش ، ويأتي الإعلان بعد أقل من اسبوع من الهجوم الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش. وقالت “أرديرن” إنها تتوقع أن يدخل قانون جديد يحظر الأسلحة الهجومية قبل الـ 11 أبريل المقبل، مضيفة “تغير تاريخنا إلى الأبد، والآن ستتغير قوانينا أيضا”.
موقف رئيس نيجيريا محمد بخارى
فيما أدان رئيس نيجيريا محمد بخارى، أحداث العنف الأخيرة التى شهدتها البلاد كان آخرهم هجوم شنه مسلحون على قرية فى ولاية “كادونا” شمال البلاد، والتى تتعرض بإنتظام لإشتباكات طائفية.
وحث الرئيس النيجيرى فى بيان – نقل راديو “أفريقيا 1” اليوم الأحد، مقتطفات منه : الأطراف المعنية على وقف العنف المستمر فى البلاد، موضحا أنه لا يُمكن أن يكون العنف هو الحل لهذه النزاعات المستمرة، واللجوء إلى الإستفزازات المتعمدة، والإنتقام والرد الإنتقامى لحل مشاكلهم.