انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لمعهد الدراسات القبطية “التراث القبطي بين الأصالة والمعاصرة”، بحضور قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوزكسيةبمقر معهد الدراسات القبطية والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية الأنبا رويس بالعباسية ولمدة ثلاثة أيام.
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أحد المدرجين ضمن الباحثين في الدراسات القبطية بمؤسسة سان مارك لتوثيق التراث والمشارك بالحضور في المؤتمر، أن المؤتمر حظى بمشاركة 110 باحث من مصر وإنجلترا وفرنسا والبرتغال وسويسرا وأمريكا شملت أوراقًا بحثية في الدراسات القبطية تضم الفن – العمارة – التاريخ- الاجتماع – الأدب والدراسات اللغوية – والدراسات الإفريقية .
ويضيف الدكتور ريحان، أن المؤتمر شهد افتتاح قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني لمعرض الفنون التشكيلية والتطبيقية والصور رسم وشكّل معظم منتجاتها شباب من ذوي القدرات الخاصة، وقد قام أحد الشباب برسم لوحة لرئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد أثارت إعجاب قداسة البابا وكل رواد المعرض، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في قلوب كل المصريين.
وأشار الدكتور ريحان، إلى كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني التي تضمنت رؤى أثرية وتاريخية وفلسفية وشعبية، موضحًا أن التراث القبطي هو تراث شعبي ارتبط بنهر النيل والصحراء وأن أديرة مصر تمثل جامعات عريقة بمخطوطاتها النادرة ونشرها للثقافة والفكر والروحانيات، وقد علمت العالم ثقافة التأمل في الطبيعة والسمو والحكمة لدرجة أن المتوحد في الصحراء ابتكر الملاعق الخشبية حتى يحافظ على طبيعة سكون وجلال الصحراء فإن مجرد تقليب الشاي بملعقة معدنية يكسر هذا السكون.
كما أشار إلى أن التراث القبطي هو تراث وطني، نشأ على أرض مصر التي ذكرت في الكتب المقدسة 700 مرة قد تميزت بأوضاع استثنائية تاريخية وحضارية وجغرافية، فهي تطل على بحرين وأن التراث القبطي تراث نشأ بين فئات الشعب ولم يرتبط بسلطة وتوافر فيه الإبداع في الفكر والصناعة، فقد تفوق الأقباط في فن النجارة والزجاج الملون وصناعة الورق والجلود والغزل والنسيج لارتباطها بالفنون الكنسية وأن الطعام نفسه ارتبط بالعقيدة ومنها أكل القلقاس وشرب عصير القصب في عيد الغطاس، مؤكدًا أن القصب نبات خيّر كلما ضغط عليه أعطاك عصيرًا وهكذا الإنسان يتحمل ضغوط الحياة وضغوط الآخرين ويجب أن لا يخرج منه إلا سكرًا صافيًا وأكلات شم النسيم التي استمدها الفن القبطي من الفن المصري القديم وحكاية توافق عيد القيامة مع شم النسيم، وأشار إلى الرموز المسيحية في أكل السمك والبلح والجوافة.