الشّريعة القديمة التي تمّمها صاحب الشّريعة الجديدة يسوع المسيح
إنّ الشريعة التي مُنحت لموسى هي مجموعة تعاليم متنوعة وآمرة ، مجموعة مفيدة حول كل ما يجب القيام به في هذه الحياة وانعكاس سرّي لتقاليد الحياة الخالدة: شعلةٌ ومِصباح ، نارٌ ونور، تُمثِّل انعكاسات الأنوار السماوية .
إنّ شريعة موسى كانت نموذجاً للتقوى وقاعدةً للأخلاقيات الصادقة ، وكانت الفرامل لإيقاف الخطيئة الأولى ، ” وظِلَّ الأُمورِ المُستَقبَلة ” (كولسي ٢ : ١٧ ) .
إنّ شريعة موسى كانت معلّمةً للتقوى وموجّهةً للعدالة ونوراً للعميان ودليلاً للحمقى، وكانت للأطفال مُدَرِّسةً ،وللغافلين رباطاً ، وللعقول المتصلبة تَحرُّراً ، ولفاقدي الصبر نيراً .
إنّ شريعة موسى كانت رسولاً للرّب يسوع المسيح ، وسابقاً له ، وكانت مبشِّراً ونبيّاً للملك العظيم ، كانت مدرسة حكمة ، وتحضيراً لا بد منه وتعليماً عاماً ، وعقيدةً أتت في حينها وكانت سرّاً وقتياً .
إنّ شريعة موسى كانت ملخّصًا رمزيًّاً وخفيًّاً للنعمة الآتية في المستقبل مُعلِنةً ، من خلال الصّور المسبقة ، كمال الحقيقة الآتية .
فمِن خلال تقديم الذبائح أعلنت عن الذّبيحة الإلهيّة التّي ستُقدّم ، ومن خلال الدّم أعلنت عن الدم الإلهي الّذي سيراق ، من خلال الحمل ، أعلنت عن حمل الله ، من خلال الحمامة أعلنت عن الرّوح القدس الّذي نَزَل من السّماء كأنّه حمامة ( يوحنا ١ : ٣٢ – ٣٤ )
ومن خلال المذبح أعلنت عن الكاهن العظيم ، من خلال الهيكل أعلنت عن مسكن الألوهية ، ومن خلال نار المذبح أعلنت عن ” نور العالم ” ( يوحنا ٨ : ١٢ ) الّذي سوف ينزل من السماء .