· د. حجاجي: قيل لي: “هو في حاجة اسمها آثار قبطية!
· شاركت في تصميم مزار البابا الشنودة و مزار الأنبا صرابامون
· علماء بولنديون رمموا جامع الأمير، و وسبيل محمد علي وحمام نفيسة
· “بزاري” أهدى معمل ترميم كامل للمتحف المصري
· رصدوا مكافأة 15 جنيهاً لـ د. قنواتي بينما كان يتكلف 600 جنيهاً يومياً للسفر لكفر الشيخ!
· “جوزيف ولويزا فنفوني” دربوا الكثير من طلاب كفر الشيخ وطنطا على الترميم
أجرت وطني حواراً مع أستاذ دكتور حجاجي إبراهيم، عميد المعهد العالي للسياحة والفنادق بالغردقة، حول إسهامات علماء الآثار الأجانب بترميم الآثار المصرية والقبطية، وعلاقتهم بطلاب كليات الآثار والسياحة في وسط الدلتا، وهو موضوع كلمته في المؤتمر الدولي الثاني لكلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، والتي حالت ظروفه عن إلقاءها.
_ قال دكتور “حجاجي”: “إن “دوبرفسكي” وزوجته “اجنيشكا” من أكبر أساتذة الترميم في بولندا والذين قاموا بترميم جامع الأمير الكبير الأثري وسبيل محمد علي وحمام نفيسة البيضاء في العقادين بالقاهرة التاريخية، وقاموا بالعمل في “تل الفراعين” بالقرب من دسوق، والتي كانت تسمى في التاريخ القديم باسم “ابتو” و”بوتو”.
وأضاف: لقد قمت بالاتفاق معهم ليحاضروا –مجانًا- لطلاب قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، وبالرغم من الحاجز اللغوي فقد تجاوب الطلاب معهم، وأصبح الطلبة يترددون على مقر عمل العالمين في القاهرة. وقام العالمان بتوفير عمل بمكافآت في (سبيل محمد علي) تحت الربع.”
_ وتابع قائلًا: “قمت بالاتفاق مع دكتور نجيب قنواتي وهو أسترالي من أصل مصري، لإعطاء محاضرات في جامعة كفر الشيخ. ومن المفارقات الطريفة في هذا الأمر، أن عميد الكلية آنذاك كان يريد صرف مكافأة لقنواتي قدرها 15 جنيهًا في الوقت الذي كان فيه قنواتي يأتي إلى كفر الشيخ بسيارة أجرة من فندق بجاردن ستي، وكان ذلك يكلفه 600 جنيه في كل مرة. وكان سائق السيارة طالب في قسم الآثار بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ يدعى ماجد، وقام قنواتي بمنحه عملا في سقارة ، هو و طالب آخر هو السيد البنا، والذي أصبح دكتوراً الآن. وكان قنواتي يصحبنا –طلابي وأنا- لزيارة حفائر سقارة، وخاصة مقبرة (مريروكا).”
_ وأشار “حجاجي” إلى أن سفير تركيا بمصر الأسبق، يشار يكس، والذي صار فيما بعد وزير خارجية، قدم لجامعة كفر الشيخ 80 منحة مجانية لزيارة تركيا، لكن للأسف الكلية لم ترسل طلابًا. ملمحًا إلى حبه وإلمامه بالتاريخ، ذاكرًا حديث له مع السفير قال فيه أن مصر عرفت الأتراك منذ القرن التاسع الميلادي، فأكد السفير على ذلك موضحًا أن الأتراك كانوا عبيدًا عند العباسيين.
_ وأوضح أنه –بالنسبة للمشاركات الإيطالية- فقد قام أستاذ الترميم “بزاري” من سراكوزا (سرقسطة) في صقلية بزيارة مصر ثلاث مرات، وقام بتدريب طلاب من آداب طنطا ثلاث مرات على ترميم البرديات في المتحف المصري، واستضافني في سراكوزا ورممنا برديات من الفيوم، وأهدى معمل ترميم كامل للمتحف المصري في عهد زاهي حواس.
_ وتابع قائلًا: “أما “جوزيف فنفوني” أستاذ الترميم العالمي و”لويزا فنفوني” عميدة الآثار المصرية في جامعة روما، فقد قاما بجلب حافلة رحلات وستة ماكينات تصوير وستة أجهزة كمبيوتر لقسم الآثار بكلية آداب كفر الشيخ. كما دربوا الكثير من طلاب كفر الشيخ وطنطا على الترميم بالمركز الإيطالي للآثار والترميم”، لافتًا إلى أن معظم قيادات الترميم في مصر تعلموا في هذا المركز.
_ وأشار عميد المعهد العالي للسياحة والفنادق بالغردقة إلى أن “فنفوني” وفر منح تقدر بحوالي 500 ألف جنيه لتدريب طلاب قسم الآثار في جامعتي طنطا وكفر الشيخ، وكان ذلك بدايته عندما كان شوقي خاطر رئيسًا لجامعة طنطا، والذي أصبح بعد ذلك رئيسًا للبنك المركزي، موضحًا أن فنفوني نظم معارض لمراحل ترميم مسرح الدرويش في كلية آداب طنطا حضرها عميد الكلية “زين الخطيب” وذلك في عهد رئيس الجامعة الدكتور عبد الفتاح صدقة.
_ سألته؛ هل حصلت بنفسك على إحدى تلك المنح؟
— فأجاب: “نعم، حصلت على منحة للدراسة في إيطاليا في الآثار المصرية مع لويزا فنفوني، وكان رئيس المعهد “سرجيو دونادوني”، وأخذت رسالة الدكتوراه سنة 1982 في ترميم الأصباغ والأحبار من مصر القديمة إلى العصر العثماني. وتعلمت ترميم الفخار والبرونز لذلك أنا قمتم بالتدريس لقسم الترميم بكلية الآثار في السنوات الأولى والثانية والثالثة.
_ إذًا، هل عملت من البداية في الآثار المصرية وترميمها؟
لا، فقد حصلت على شهادة الليسانس في كلية أداب القاهرة قسم آثار إسلامية، وكانت الشهادة تمنح في مجال الآثار الإسلامية والقبطية، ولكننا لم نكن قد درسنا أي شيء عن مجال القبطيات. بل أنني عندما قمت بتقديم أبحاث ترقية إلى المجلس الأعلى للجامعات في مجال القبطيات قيل لي: “هو في حاجة اسمها آثار قبطية؟؟” وتم تعييني كمفتش للآثار الإسلامية والقبطية، فسعيت إلى تعلم القبطية وتعلمت من أشخاص عدة من بينهم الأب ميصائيل البحر بقرية أبو حنس، وتعلمت أيضًا من الدكتور “إميل ماهر” والذي صار أسمه القس شنودة ماهر، وكان يدرس لنا لثلاث ساعات متواصلة حتى صرت أترجم كل ما اسمعه إلى القبطية أو الإيطالية تلقائيًا. وكان القس شنودة من العلم حتى أن مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث كان يقول له “علم الناس ثم انخرط في الرهبنة”. وبسبب اهتمامي بالقبطيات كنت من المقربين لقداسته، بل أني رأست لجنة الآثار التي صممت المزار الخاص به، كما طلب مني نيافة الأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوي، بأن أصمم مزار له يكون بجوار مزار البابا شنودة الثالث رغبةً منه أن يدفن بجواره، وهي المرة الأولى أن يقام مزار لشخص مازال حيًا.
_ وأفاد دكتور “حجاجي” بأن رسالة الماجستير التي قام بها كانت عن “الحصون الدفاعية في الأديرة المصرية”، والتي بسببها توطدت علاقته برؤساء الأديرة المصرية في مصر وبعض رؤساء الأديرة في أثيوبيا، قائلًا: “مفيش دير في مصر لم يستضيفني للإقامة فيه”، لافتًا إلى أنه على علاقة طيبة بقداسة البابا تواضروس الثاني حتى الآن.
_ وأشار إلى أنه على المستوى العلمي، انتظم في محاضرات في الهندسة على يد الدكتور كمال الدين سامح، لافتًا إلى أنه بعد ذلك أشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه في كلية الهندسة بجامعة القاهرة.
_ إذن، استطعت شق طريق للقبطيات في العالم الأكاديمي في مصر؟
–أجاب د. حجاجي: نعم، حاليا يوجد 88 رسالة ماجستير ودكتوراه تم مناقشتهم في كلية الآداب بكفر الشيخ. وقد طلب مني الدكتور سامي صبري عميد معهد القبطيات طلب تصوير تلك الرسائل لتكون هناك نسخة منهم في مكتبة المعهد.
_ هل كان لهؤلاء العلماء –الذين عملت معهم- إسهامات في مجال القبطيات؟
–دكتور “حجاجي”: نعم، فقد منحت إيطاليا المتحف القبطي جهاز ترميم من أحدث نوع لكن هيئة الآثار رفضت الموافقة على إرسال هذا الجهاز. أيضًا العالم الفرنسي “روكيه” كان مهتم بالقبطيات، وقد عملت معه في “البجاوات” ،وهي جبانة مسيحية تعود للقرن الثاني الميلادي وتقع في مدينة الخارجة بالوادي الجديد.
وألمح إلى أنه عمل أيضًا في تسجيل المنازل والقصور الأثرية مع العالم الفرنسي “لوبو” في طنطا، ذاكرًا أن لوبو هو أستاذ “موري” الذي قام بترميم بيت السِنَّاري.
واختتم دكتور “حجاجي” قائلاً: “أما الألمان فكان دورهم قليل وأذكر منهم “ميخائيل مانيكا” وهو من قام بترميم مدرسة تتر الحجازية، و”فيكتوريا مانيكا” زوجته أستاذة الخزف التركي. وقد جاء مانيكا لإلقاء المحاضرات في مصر، ولكن تم تعيينه مديرًا للمعهد الألماني في دمشق.”