قام برنامج الأغذية العالمي بمصر بإدخال أدوات تكنولوجية ورقمية جديدة في المدارس المجتمعية للحد من الفجوة التكنولوجية بين الأطفال في المدارس المجتمعية بالمناطق الريفية وأقرانهم الأوفر حظًا الملتحقين بنظام التعليم الرسمي، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
قدم البرنامج والوزارة أكثر من 1800 كمبيوتر لوحي (تابلت) إلى المدارس المجتمعية (جهاز واحد لكل مدرسة) في المناطق الريفية النائية في 8 محافظات في صعيد مصر، كما تم تدريب المعلمين في تلك المدارس على استخدامها.
عن طريق استخدام الكمبيوتر اللوحي والاتصال بشبكة الإنترنت، أصبح المعلمون الآن يتصلون ببنك المعرفة المصري (EKB)، الذي يعتبر أكبر منصة تعليمية في مصر، فهو يتيح للمعلمين زيادة معرفتهم بمختلف الموضوعات مع مساعدة طلابهم على تحسين تعلمهم باستخدام محتوى تعليمي ديناميكي وجذاب.
وقال منجستاب هايلي، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري بمصر: “نحن نعيش الآن في عالم سريع الوتيرة، حيث يمكن لأطفال المدارس اليوم الوصول بسهولة إلى عدد لا نهائي من المعلومات في غضون ثوان.” وأضاف: “في حين أن بعض المدارس قادرة على مواكبة هذا التطور في مصر إلا أن البعض الآخر يتخلف عن الركب ومن خلال هذه المبادرة، نضمن أن جميع الأطفال سيواكبون هذا التطور الهائل، كما أنها وسيلة لتشجيع النمو الذاتي والحراك الاجتماعي وبالتالي دعم أهداف التنمية الوطنية في نهاية المطاف.”
من خلال توصيل الكمبيوتر اللوحي بعارض ضوئي (بروجيكتور)، تتمكن المعلمة من مساعدة الأطفال على استكشاف محتوى جديد للتعلم عن طريق مقاطع الفيديو والألعاب والأغاني والصور والقصص. وقد أظهرت أجهزة الكمبيوتر اللوحي التي تم توفيرها بالفعل ببعض المدارس في العام الماضي تأثيرًا إيجابيًا على الأطفال مما جعلهم أكثر اندماجاً وشجعهم على استكشاف أفكار جديدة.
ويهدف تقديم الدعم لوزارة التربية والتعليم لرصد التقدم المحرز في التعليم في المدارس النائية، ويساعد برنامج الأغذية العالمي في تطوير “تطبيق” جديد مخصص لإدارة الفصل. وبمجرد إطلاقه، سيتم تدريب المعلمين على كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحي لتسجيل وتتبع نسبة الحضور والدرجات والتوزيع اليومي للوجبات الخفيفة المغذية التي يقدمها البرنامج في المدارس. ومن خلال ربط التطبيق بنظم المعلومات بالوزارة، سيتمكن العاملين في الوزارة من الوصول إلى البيانات فور إدخالها لمراقبة وتقييم التقدم والتحديات التعليمية.
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري في هذا الصدد: “إدخال التكنولوجيا وأنظمة التعليم الإلكتروني في المدارس هي مبادرة على مستوى البلاد تقودها وزارة التعليم المصرية. هذا التحول الرقمي يزود الطلاب بالأدوات اللازمة لنقل تجربتهم التعليمية إلى مستوى آخر. نحن حريصون على توفير فرص متساوية في التعليم للأطفال في المناطق المهمشة لسد الفجوة المعرفية بين الطلاب في مختلف أنحاء مصر”.