أفتتح مساء الأحد الماضي ١٧ مارس بقاعة أفق بمتحف محمود خليل بالدقى معرض استيعادى للفنان أحمد شيحا .
يضم المعرض ستون عملا فنياً حيث جاءت أعماله من بداية رحلتها مع الإبداع تحمل من الحيوية والحضور ،مما يجعلها انعكاسا لروح العصر وعلامات من مصر القديمة، لغة بلاده التشكيلية مع رموز من حضارة مابين النهرين ألاشورية والبابلية وحضارة فينيقيا ،ولا شك أن لغته التشكيلية والتى حقق من خلالها مساحته المتميزة في فضاء التصوير تعد بمثابة مجسمات ملونة على جدران الزمن تنتمى إلى التصوير المجسم الذى تفرد فيه ويعد علامة على فنه .
وهنا تجمع أعمال الفنان أحمد شيحا بين النحت والتصوير بمعنى آخر بين التجسيم والتلوين فى آن واحد.
وحول علاقته بالأمة واستحداثه لهذا الأداء يقول شيحا ،أنه يستخدم خليطا من التربة المصرية مع الاكاسيد المضاف إليها مواد نباتية تعيد تماسكا وتصل إلى درجة الصلابة ومع مرور الوقت تصبح حجرا معلقا على السطح الخشبى أو القماش وهو يحاول إحياء الحضارة المصرية القديمة وتحويلها إلى فن معاصر .
واستطاع الفنان أن يفسر العلاقة بين الأصالة والحداثة وتستلهم التراث بلمسة شديدة الخصوصية يستخدم فيها مواد مختلطة تمنح العمل صفة النحت بأبعاده الثلاثية ،كما يمزج بين التركيب المعماري الصارم وبين الأشكال والعناصر التى توحي برموز وأشخاص تذكرنا برسوم الجداريات من الصرحيات المصرية القديمة وروح الفن الآشوري .
وألوان الفنان فى أعماله تمثل تجسيداً للأرض المصرية فيها البنى الداكن من طمى النيل وفيها الأزرق الذى يرق فى مياهه مع لمسات من الأحمر والأخضر بلون الزروع والنخيل ، ولا تخفى الروح الملحمية التى تسود الأعمال من تلك الكتل البشرية التى تتلاقى وتتوحد وتلتحم فى روح واحدة .
ونجد فى أعمال الفنان عن ملامح لشخوص وسط مستويات عديدة من السطوح المتموجة والغالب هنا مع إحساس الحجر اللون البيج مع البنى المشوب بالحمرة أشبه بإحساس الجرانيت الوردى، وربما جاء التشكيل حافلاً بالرموز من المراكب القديمة والأشكال الغير منتظمة مع السطوح والخطوط والنقوش وفى نفس الوقت يموج بالحركة والحيوية فيه روح مصر القديمة وفينيقيا .
رسم الفنان أحمد شيحا فى حوارية هندسية دائرة معلقة في الأفق متماسة مع الشكل المستطيل الذى يوحى ببوابة تحتشد بالرموز والكائنات بدءاً من العنصر الإنسانى إلى الرموز البارزة والمثلثات والدوائر والنقاط الصغيرة وهى تتقابل وتتجاذب في مرح وحيوية من القديم إلى الحديث .
والفنان أحمد شيحا من مواليد القاهرة عام 1945 ،تعلم الأساليب التكنيكية على يد الفنان الأرمنى كاسباردونيكيان ، درس فى الأكاديمية الفرنسية فى الفنون عمل كاستاذ محاضر بمركز الدراسات الخلاقة فى ديترويت عام 1990 .
حصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 2016 .
كما حصل على تقدير مجلس حكومة كاليفورنيا عن أعماله الفنية بها عام 1989 .
إشترك فى 6 مسابقات عالمية للفنانين المحترفين وفاز بأربعة من المراكز الأولى والثانية .
اشترك في مهرجان الفنانين المحترفين الأول عام 1990 فى قاعة مركز المؤتمرات فى لوس أنجلوس .
ايضا إشترك فى مهرجان الفنانين المحترفين الثانى فى عام 1992 فى طوكيو ،
أقام 49 معرضا خاصاً في مختلف بلدان العالم ،تلقى أثناء وجوده في أمريكا رسالة تقدير من رئاسة الجمهورية المصرية كما تلقى تقدير شخصى من الرئيس جورج بوش الأب .
أهدى جدارية كبيرة للمسرح القومى بمناسبة تجديده .
ويستمر المعرض حتى 7 أبريل .