أم لاثنين من ذوي الإعاقة المزدوجة تختار المعاناة
في سبيل حياة أفضل لابنيها
امرأة لم يتخط عمرها الواحد والأربعون عاما تواصلت معنا في باب إحنا معاك وكلها أمل في غد أفضل لابنيها,بالرغم من كل الصعوبات التي تعانيها وتتكبدها معهما,إلا أنها حينما نصحها بعض المتخصصين بإيداع ابنها وابنتها بأحد المراكز الداخلية وأن تتابعهما وتقوم بزيارتهما مرة كل شهر رفضت وقالت:أنا ماقدرش استغني عن ابني وبنتي أبدا,مهما كان المجهود إللي ببذله معاهم لكن أنا ماقدرش استحمل إنهم يبعدوا عني وقت طويل أويباتوا بعيد عن حضني.
جاءت إلي الجريدة هذه الأم العظيمة والمكافحة ومعها ابنتها الصغيرة وعمرها 13سنة ترتدي سماعة طبية في الأذن ولكنها لاتستطيع السماع بها وتتابع والدتها بالنظر إليها.
بدأت الأم تحكي ماتعرضت له ولاتزال من صعوبات مع ابنها وابنتها من ذوي الإعاقة المزدوجة,وقالت كنا عايشين في الصعيد وكنا ميسوري الحال,لغاية ما عربية جوزي إللي كان شغال عليها اتسرقت وعملنا محضر وانتظرنا لكن مارجعتش العربية تاني والعيشة بقت صعبة علينا هناك,روحنا بعدها علي الزقازيق, وأنا اشتغلت في بيع منتجات شركة تجميل لبعض المعارف هناك, ودخل ابني مدرسة للصم وضعاف السمع عدت سنيين لكن الأمور لم تستمر طويلا وتركنا الزقازيق وجينا القاهرة,علشان نحاول نعلم ولادنا ونعالجهم وبنحاول بالرغم من إننا بنتخبط والظروف مش مساعدة.
أكملت حديثها قائلة:ابني وبنتي الاثنين عندهم إعاقة,الكبير عنده 22سنة والبنت13سنة,الاتنين اتولدوا طبيعين ومفيش أي مشكلة في المشي أو الكلام, لكن عندما وصل لسن الثامنة بدأ يفقد السمع بالتدريج وبعدها حصل له تأخر شديد في الإدراك وبقي يتحرك كتير وعنيف,رحنا للدكاترة قالوا إن ده بسبب أنكم أقارب بيحصل طفرة في سن معين بتسبب إعاقة سمعية وذهنية كمان,حاولت إنه يتعلم ودخل فعلا مدرسة للصم في الزقازيق لكن بعد كام سنة لقيتهم بيقولوا إن ابني حركته كتيرة وعنده إعاقة مزدوجة ماينفعش يكمل بالمدرسة..؟!!رحت لمدارس الإعاقة الذهمية رفضوه لأنه مش بيسمع ومش عارفين يتعاملوا معاه.طب أعمل إيه وأروح بيه فين؟!!
وبنتي 13سنة لكن ضعف السمع بدأ معها أسرع من أخوها هي عمرها4سنوات وبعدها بدأت تظهر عليها أعراض تأخر ذهني وحركة ومشاكل كتيرة لما قدمتلها في مدارس الصم رفضوها من البداية لأنها بتتحرك كتير, ومش قادرة تتعلم معاهم بلغة الإشارة وكمان مدارس الإعاقة الذهنية رفضوها؟!!.
تابعت الأم وقالت:سنيين مع الدكاترة ولازل ابني وبنتي بياخذوا أدوية كتية للحركة الزائدة وللصرع بشكل مستمر أتمني أن بنتي تتعلم وتدخل مدرسة ونفسي لو في إمكانية لزرع قوقعة ليها قبل مايفوت الآوان تتعمل لها يمكن لو بدأت تسمع أقدر أدخلها مدارس التربية الفكرية ويقبلوها أو يبقي في مركز تروحه وتتعلم فيها وابني كمان أتمني أنه يتعلم مهنة,حرام أنه يبقي ماكملش في المدرسة, وكمان قاعد في البيت طول الوقت لدرجة أنه فترة جاله اكتئاب شديد والدكتور كتب له علاج لفترة طويلة وقال لنا الأهم أنه يكون بينزل من البيت وبيشارك في نشاط أو بيشتغل من حقه يحس إنه إنسان له حقوق زي غيره.
وعن أمنياتها قالت:أتمني دخول ابنائي في مركز قريب من سكني يستقبلهم بس يكون مركز نهاري مش داخلي أنا ماقدرش استغني عن ابني وبنتي أبدا,مهما كان المجهود إللي ببذله معاهم طول اليوم في كل تفاصيل حياتهم أنا إللي بعملها لهم, لكن أنا ماقدرش استحمل إنهم يبعدوا عني وقت طويل أو يباتوا بعيد عن حضني.
المحررة:
تم توجيه الأم أحد المراكز المتخصصة, وبالفعل بدأت الأم المتاعة معهم مع الابن والابنة.ولكن هناك مطلبا مهما حول توفير فرص التعليم لذوي الإعاقات المزدوجة لايزال ينتظر رد المسئولين بوزارة التربية والتعليم حتي يكون لهؤلاء الأبناء مكان بالتعليم والمدارس.
————–
مساهمات الخير
10000 جنيه من يدك وأعطيناك