لأبنائنا مواهب كثيرة و قدرات مختلفة ربما البعض يتجاهلها أو يتغافل عنها و أخرون لا يعرفون كيف يوجهونها التوجيه الصحيح و من ثم تنميتها بالصورة الكافية التى تعمل على بناء الشخصية السليمة التى نأمل الوصول اليها و تشكيلها , فجاء دور كنيسة مارمرقس بشبرا فى تنظيم الموسم الثانى لمسابقة ” GMMT ” ( God Made Me Talented ) على مستوى كنائس شبرا الشمالية تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الانبا انجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية و القمص لوقا قسطنطين راعى كنيسة مارمرقس بشبرا لاكتشاف المواهب و مساعدة الأبناء المشاركين فى توظيف مواهبهم و تنميتها و عدم اهمالها من منطلق ايمانها بان استثمار تلك الطاقات الإبداعية مسئولية و امانة للوصول بالمخدوم لبر الأمان لاسيما من خلال توعيته بقيمة موهبته و ما ميزه الله من قدرة و من ثم قبول التحدى للتنافس خلال المشاركة للإستفادة من طاقته الإبداعية .
نظمت كنيسة مارمرقس بشبرا المسابقة لتحدى المواهب و استثمارها خلال فترة اجارة العام الدراسى الاول كفرصة جيدة لاكتشاف قدرات الأبناء والاستفادة من طاقاتهم الإبداعية و توجيهها بشكل سليم , و كان الاعلان عن المسابقة بمثابة المتنفس للمخدومين على مستوى كنائس شبرا الشمالية بشكل عام و كنيسة مارمرقس بشكل خاص وكانت الدعوة تحفيزية للمشاركة على اعتبار انك مميز و مبتكر من خلال التنويه على المسابقة داخل قطاعات التربية الكنيسة و الصفحة الرسمية لتنظيم المسابقة و اعلان الخادمة ريموندا رؤوف على المسابقة و التى جاء نصها ” ابطالنا الموهوبين , التحدى الحقيقى مش تحدى مكسب و خسارة , التحدى الحقيقى انى اشتغل على نفسى و اكون مبدع يوم عن الثانى و علشان كدة كلنا كسابنين , مشاركتنا فى المسابقة من باب اننا نستمتع بمواهب بعض و نشوف قد ايه ربنا خلق كل واحد فينا مميز ” , و عليه لاقت الدعوة اقبال كبير وبدأت المشاركة بفاعلية بسحب استمارة الالتحاق بالمسابقة بسعر رمزى من باب جدية المشاركة باعمار مختلفة تبدأ من عمر 7 سنوات و حتى المرحلة الجامعية بمواهب و قدرات مختلفة منها الترنيم و الادب و الشعر و التمثيل و الرسم و العمل الفنى و العزف و التصوير , الكل يقبل التحدى و التنافس .
شارك فى فعاليات الموسم الثانى لمسابقة ” GMMT ” حوالى 70 متسابق من مختلف الأعمار و تم تصفيتهم على مرحلتين الأولى ل 48 متسابق ثم 28 متسابق فى المرحلة الأخيرة , و كانت المسابقة فرصة لإعطاء المساحة الكافية للمخدوم المشارك فى التعبير عن ذاته و قدراته و موهبته بما يمنحه الثقة بالنفس و الخروج من الذات بتشجيعه لاخوته المشاركين فى ذات المسابقة لتصبح المنافسة شريفة بروح صافية بعيدة عن الأنانية و حب التملك و إنما قبول الآخر و التمنى له بالفوز كما يكون له .. و لعلها قيم اساسية غرستها كنيسة مارمرقس بشبرا فى نفوس ابنائها و التأكيد على ذلك لاسيما مع ازدياد شدة التحدى و قرب إعلان النتيجة و اسماء الفائزين بان الكل فائز و لم يكن لدينا احد خاسر بعد مشاركته فى مسابقة ال ” GMMT ” و هذه الروح عبر عنها بشكل غير مباشر بروح المحبة التى تجمعهم مع الخدام و الخادمات القائمين على تنظيم المسابقة و تشجيعهم طول الوقت و منهم الخادمة ماريان القمص لوقا قسطنطين و الخادمة مارى تريز إلى جانب طريقة و معاملة أعضاء لجنة التحكيم التى خصصت لتقييم المواهب المختلفة من خارج الكنيسة كل فى تخصصه لهذا الموسم تحديدا و منهم المرنم ساتر ميخائيل , فكان التشجيع هو السمة و اللغة الاساسية التى يتعاملون بها مع المخدومين المشاركين فى المسابقة .
كان يشهد اعضاء لجنة التحكيم باداء المشاركين و كم الطاقات المخرونة داخلهم , و كانت عباراتهم وسام على صدر كل مشارك تدفعه للامام و العمل بتحدى اكبر لاثبات ذاته و قدراته فى اجتياز مرحلته اللاحقة و الاستعداد لعملية التصفيات التى يخضوع اليها حسب قواعد المسابقة حيث كان لكل عضو من لجنة التحكيم اعطاء درجات لكل متسابق كل فى مجاله و تخصصه , و كان التقييم يخضع لاساسيات واضحة للمشارك فمثلا فى مجال التصوير كانت بنود التقييم تتحدد بمدى الالتزام بقواعد التصوير و نوع التصوير و الهدف منه , كما كان بنود تقييم مسابقة العزف تخضع لمدى الاتقان من عدمه و السرعة و صحة النغمات . أما فى مجال العمل الفنى فكان التقييم على أساس تقديم عمل فنى جديد و غير مكرر و درجة اتقان التفاصيل الفنية و مستوى تحقيق الجودة و دقة التنفيذ ايضا استخدام خامات متنوعة الى جانب المشاركة باكثر من عمل .
و عن مسابقة الرسم فكان يتم التقييم من منطلق انتاج تصميم فنى جديد و غير مكرر و درجة اتقان التفاصيل الفنية و مستوى تحقيق الجودة و طريقة عرض العمل . اضافة الى مسابقة التمثيل فكان التقييم على اساس الاداء و مخرج الالفاظ و قراءة جيدة للغة و التعبير الحركى و الصوت , اما بنود مسابقة الترانيم فكانت على أساس الصوت و امكانياته و مخارج الالفاظ و الإلتزام بالنغمات . و اخيرا الادب و الشعر فكان التقييم على اساس مخرج الألفاظ و الوزن و القافية و الفكرة و الأداء .
يُذكر أن نهائيات المسابقة كانت بحضور سيدنا نيافة الأنبا انجيلوس الذى امتنع عن اعطاء اى درجات كتابية لاحد من المتسابقين بكونه أب للجميع و اكتفى بالتشجيع و التوجيه و هكذا يكون الراعى .
جاءت اللحظات الحاسمة و قبل اعلان النتيجة و اسماء الفائزين تم تشجيع المتسابقين , فجاءت كلمات الخادمة ريموندا رؤوف للتشجيع و مجملها ” النهاردة كلنا كسبانين , مفيش خسارة لاننا باختصار جوه فريق ” GMMT ” و كلنا مبروك علينا وجودنا جوه الفريق , اوعى حد يزعل أو يتضايق لانه لو حصل يبقى ده معناه اننا معرفناش هدف ” GMMT ” .. خلونا نسمى النهاردة احتفال مش مسابقة , ربنا خلقك موهوب و عليك انك تشتغل على موهبتك علشان تكبر و تتجدد .
وأعلنت النتيجة بفوز ثلاث مستويات أول و ثانى و ثالث من مرحلتى ابتدائى و إعدادى و ثلاث مستويات من مرحلتى ثانوى و جامعة , و أعلنت اسماء الفائزين للمراكز الثلاثة الأولى عن مرحلتى ابتدائى و إعدادى و التى حصل على المركز الاول حيالها جيانا و جونير ميخائيل عن موهبة البرمجة و التى من خلال موهبتهم ابتكروا موقع و ابليكشن لافادة الخدمة , و حصل على المركز الثانى جيسى سامح عن موهبة التمثيل بكونها احساس و تنوع و قوة حضور . كما حصل على المركز الثالث كيرلس سمير عن موهبة الترانيم و هو ما يعد اصغر متسابق لهذا الموسم و عمره 7 سنوات .
أما بالنسبة للمراكز الثلاثة الأولى عن مرحلتى ثانوى و جامعة , فاز كيرلس فيلبس عن موهبة الرسم بالرصاص بدرجة عالية من الابتكار و التدقيق فى الرسم , كما فازت ناردين سعد عن موهبة الترانيم بكونها صوت قوى هو اشاد به المرنم ساتر ميخائيل ايضا فازت بسنت عصام عن موهبة الترانيم بكونه احساس و قوة أداء و ثقة .
يُذكر أن المتسابقين حصلوا على جوائز مادية لتشجيعهم , كما جاءت النهائيات بحضور نيافة الانبا انجيلوس و المرنمة مريم حلمى و المخرج مايكل ممدوح و الموزع و الملحن مينا ميلاد و الملحن و الموزع ماجد موسى و استاذة امتثال للفنون و استاذ مايكل صفوت عن البرمجيات . هذا و تم فتح باب المشاركة لشراء تذاكر لمن يرغب الحضور للمشاركة فى العروض المباشرة بسعر رمزى تشجيعا للمتسابقين .