تشهد كنيسة القديس العظيم “الأنبا بيشوي” ببورسعيد، نزول الزيت من صورة السيدة مريم العذراء للعام الـ ” 29 ” علي التوالي، وسط سعادة واحتفالات عارمة من جميع أقباط محافظات مصر ولا سيما محافظة بورسعيد، ليتوافد المئات من الأقباط من جميع محافظات مصر لمشاهدة تلك المعجزة.
فمازالت كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد للعام الـ29 علي التوالي تشهد ظاهرة حدوث معجزة ” نزول الزيت ” من صورة السيدة مريم العذراء ” العتيقة” في ذلك التوقيت كل عام ، حيث تعتبر الكنيسة الوحيدة التي تحدث فيها تلك الحالة الفريدة مقارنة بباقي كنائس العالم وذلك علي حسب معتقدات الديانة المسيحية.
انتقلت ” عدسة ” وطنى ” إلي كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد لرصد نزول الزيت من الصورة ، لنجد المئات من كل حدب وصوب يتجمعون خلف صورة للسيدة العذراء ، حتي تجد صعوبة في الاقتراب من محيط الصورة ، ويوجد أسفل الصورة ما يشبه ” الكيس” من البلاستيك السميك يتجمع فيه الزيت المناسب منها ، ويظهر الزيت بوضوح وهو ينساب من خلف الزجاج الذي يغطي الصورة.
** وصف الكنيسة
وبخطوات ثابتة دخلنا إلى داخل الكنيسة لنجد مكان عليه صورة الأنبا بيشوى حارس الكنيسة وجزء من رفاته في احدي الجوانب ، كما أن جدران الكنيسة تمتلئ بصور ذات ألوان مبهجة للمسيح ولمريم العذراء ، بجانب وجود غرفة خاصة عليها صور لتاريخ نزول الزيت تفصيليا وصور من تم شفائهم بسببه .
والكنيسة من الداخل تشبه لوحة فنية أثرية متكاملة الأركان، ومازالت جدرانها الملونة تقص تاريخ بورسعيد وقصص شهدت عليها لأشخاص جاءوا إليها من جميع أنحاء العالم ليحصلوا على قطرات من زيت العذراء، فبالرغم من أن المحافظة يكسو عليها الطراز الفرنسي كونها كانت مخصصة بشكل أكبر للمهندسين الفرنسيين الذين يعملون بقناة السويس، قبل تأميم الممر الملاحي، مما جعل المحافظة تعج بالعشرات من الكنائس، والتي يعود تاريخ بعضها إلى إنشاء بورسعيد إلا أن كنيسة الأنبا بيشوي لها طابع خاص.
**قصة نزول الزيت
ومن جانبه شرح القمص بولا سعد، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد ووكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس لـ ” بوابة وطنى ” قصة نزول الزيت تفصيليا.
وقال القمص بولا سعد ” قصة نزول الزيت بدأت عام 1990، عندما كانت إحدى السيدات المسيحيات ” سامية ” تعانى من مرض “السرطان” لتأتى لها مريم العذراء في حلم ومعها الأنبا بيشوى وبعض القديسين وتقوم بعمل العملية لها، وعقب ذلك تشفى سامية تماما ” على حد تعبيره .
وتابع ” منذ ذلك التاريخ وهو 20/2/1990 وأصبحت صورة العذراء التي كانت لدي تلك السيدة ” سامية ” ينزل منها زيت له قوام سميك وله قدرات علاجية كبيرة كعلاج أمراض الكبد وتأخر الإنجاب وتم نقل الصورة للكنيسة ليتوافد المواطنين لها من كل حدب وصوب للحصول علي الزيت لأنهم يتباركون به .
** سبب تفرد الكنيسة عالميا
وعن سبب تفرد الكنيسة بتلك الحالة مقارنة بباقي الكنائس قال القس ارميا فهمي، المتحدث الإعلامي باسم مطرانيه الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، أن الغريب في ذلك الأمر أن نزول الزيت استمر لمده 29 سنة على التوالي دون انقطاع، وهذا لا يحدث في أي كنيسة في العالم ”
وتابع ” نزول الزيت لكل تلك الأعوام يدل أن بورسعيد محافظة مباركة ومصر بأكملها ستظل مباركة ومحفوظة من الله”
** إعلان الواقعة رسميا
وتابع المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، أن البابا شنودة قد أعلن عن تلك الواقعة رسميا ووصفها بالمعجزة في مجلته الرسمية ” الكرازة”.
واستكمل ” منذ ذلك الحين وينزل الزيت بشكل مستمر ، ويبدأ النزول في منتصق شهر فبراير من كل عام ويستمر دون انقطاع ، ويتم تغيير الكيس الذي يتم تجميع فيه الزيت أسفل الصورة أول شهر فبراير وننتظر نزول الزيت في منتصف الشهر”
* رحلات من كل المحافظات
وعن عدد الرحلات التي تأتي إلي الكنيسة في تلك قال القس أرميا أفهمي ” منذ نزول الزيت والكنيسة تعج بالمسيحيين الذين يأتون كرحلات من دول العالم المختلفة ومن كافة الجنسيات بجانب محافظات مصر المختلفة ”
وتابع ” الجميع يأتي للتبرك بالزيت المقدس داعين الرب أن يزيل شكوى المرضي ويرزق الجميع براحة البال والسعادة ويجمع شمل الأسر ، ويبعد الشر عن الجميع ويحمي مصر والمصريين دوما”.