عقد بمدرسة “الدى لاسال” بالظاهر مؤتمر اصدقاء التراث العربى المسيحى والذى يقام سنويا بحضور العديد من الباحثين والمثقفين،وكان فى مقدمة الحضور كل من الانبا مارتيروس اسقف عام شرق السكة الحديد والقمص يوسف الحومى والقمص يسطس فانوس والقمص اثناسيوس فهمى جورج والقمص بيجول السريانى والقس بيجول عبد اللة زكى والقس عيد صلاح والراهب اثناسيوس الربانى والاستاذ الدكتور سامى صبرى عميد معهد الدرسات القبطية والدكتور اسحاق ابراهيم عجبان امين عام المعهد والدكتورعادل فخرى وكيل المعهد والاستاذ صبحى عبد الملاك والدكتور القس وجية يوسف مدير مركز مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية المشيخية بالقاهرة والدكتورة مرفت صليب مديرعام مكتب رئيس قطاع المشروعات بوزارة الاثار والدكتورة شروق عاشور أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية ورئيس قسم الإرشاد السياحى بأحد الجامعات الخاصة والدكتورة شذى اسماعيل أستاذ الآثار القبطية بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان والدكتورة رندا بليغ رئيس قسم الآثار المصرية القديمة بكلية الآداب، جامعة المنصورة والباحثين الاستاذ نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الاثار القبطية والاستاذ اسحاق الباجوشى والدكتورة سوزان فايز استاذ المناهج وطرق التدريس والبحث العلمي جامعة الزقازيق والمهندس مدحت حلمى والاستاذة كميلة شمعون والاستاذ جرجس ابراهيم والمهندس عماد توماس والاستاذعياد حرز لبيب والدكتور هانى نسيرة والاستاذ جوزيف فايق والدكتور انطونيوس ميخائيل والاستاذة نيفين جرجس والاستاذة مرفت فاروق والاستاذ فيكتور حليم والاستاذ وجية سامى والدكتور طانيوس الفونس والاستاذ بيشوى فخرى والاستاذة كرستين غالى والاستاذة مارينا موريس والدكتور خالد محسن والاستاذ ميلاد نبيل والاستاذ نبيل شحاتة بسطا والاستاذ خلف شحاتة والدكتور باسم سمير الشرقاوى والاستاذة تمادر كامل عوض اللة والاستاذ ماركو الامين
بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية من المهندس عصام عياد مقرر المؤتمر حيث رحب بالحضور وبالسادة الباحثين والمشاركين بورقات بحثية وتمنى للجميع مشاركة فعالة ومثمرة ثم بدأت الجلسات تبعا واختتم المؤتمر بأخذ بعض الصور التذكارية من الحضور مع نيافة الانبا مارتيروس والباحثين.
وقد القى نيافة الانبا مارتيروس ورقة بحثية حول “الخلفية التاريخية والقانونية لمجمع الأسكندرية المكاني حول الطلاق في حبرية البابا سيمون الأول 692م-700م” قال فيها :
يسعدني المشاركة معكم في مؤتمر أصدقاء التراث العربي المسيحي بالدى لاسال عن المسيحيون في العصر الأموي فقد حدث في حبرية البابا سيمون الأول الأسكندري مشكلة رعوية بين الشعب وهي ظاهرة تعدد الزوجات والتسري الأمر الذي دعا البابا أن يعقد مجمعا مكانيا بالثغر (الأسكندرية ) من الآباء الأساقفة وذلك بأمر الوالي عبد العزيز بن مروان حيث رفع المخالفين والمطالبين بتعدد الزوجات ورفع الضوابط الكنسية عن قانون الزوجة الواحدة شكواهم إلي الوالي ، الذي إهتم بالأمر ، يحاول الباحث هنا ان يلقي الضوء علي الأسباب الحقيقية والتي دعت إلي إنعقاد هذا المجمع؟ ومن هم الأساقفة الغرباء الذين شاركوا في هذا المجمع؟ وهل كان لهم دور في تأجج هذه المشكلة؟ ، والتي تصاعدت ، وكيف حكم في الأمر؟ وهل كان الأمر مقصورا علي الأغنياء بمنطقة الثغر والذين وصفهم التاريخ بالشهوانيين ؟” ماذا عن شخصية البابا سيمون؟ ولماذا واجه مثل هذه التحديات في فترة حبريته؟
والقى القمص اثناسيوس جورج ورقة بحثية عن ايقونة والدة الإله ذات الأيدي الثلاثة فقال:
ارتبطت هذه الأيقونة بسيرة الاب يوحنا الدمشقي …تعود هذه الأيقونة إلى القرن الثامن الميلادي عندما استلم الملك لاون الحكم في القسطنطينية وأثار حرباً ضد الأيقونات المقدسة فسموه – ماقت الأيقونات – ، حيث أمر برفع جميع الايقونات من الكنائس ومنعها ، ثم أخذ يضطهد المؤمنين المستقيمي الرأي الذين كانوا يؤدون الإكرام الواجب لها ، ويعاقبهم . سمع الاب يوحنا، وهو في مدينة دمشق عاصمة الدولة الأموية، بهذه الموجة العنيفة ضد الكنيسة، وكان حينئذ لايزال علمانياً يشغل منصب وزير الخزانة لدى الدولة الأموية، اسمه كان منصور بن سرجون، فانبرى للرد على كل مهاجمي الأيقونات المقدسة واصفاً إياهم بالهراطقة ، ولما وصل الخبر إلى الملك مضطهد الأيقونات، أراد أن ينتقم من الأب يوحنا فلجأ إلى الغش والخداع. حيث دعا إليه بعض الخطاطين ليقلّدوا خطَ القديس برسالة مزورة ملفّقة كأنها على لسانه موجهة للملك لاون، وفيها يعرب للملك بأنه مستعد للتعاون معه ضد الخليفة الأموي وأن يسلم له مدينة دمشق، أرسل الملك لاون هذه الوشاية الكاذبة إلى الخليفة الأموي في رسالة مزوّرة مع رسالة تحريضية أخرى يدعي فيها خداع وخيانة المنصور له . لما استلم الخليفة هاتين الرسالتين أسرع باستدعاء المنصور (يوحنا)، فأراه الرسالة المزورة قائلاً له: “أتعرف يا منصور هذا الخط ومن كتبه”، فأجاب القديس: “أيها الأمير كأن الخط مشابه لخطّي وهو ليس خطّي وألفاظه ما نطقت بها شفتاي ولم أرَ هذا الخطاب إلا في هذه الساعة الحاضرة “. لم يصدقه الخليفة، فأمر بقطع يده اليمنى وتم تنفيذ الحكم في الحال وعلّقت يده في وسط مدينة دمشق عند المساء أرسل يوحنا إلى الخليفة طالباً منه أن يهبه يده المقطوعة فأذن له الخليفة بذلك، فأخذها القديس يوحنا وعاد إلى بيته. هناك صعد إلى علّيته (مكان صلاته) التي كانت فيها هذه الأيقونة. وضع كفه على الأيقونة وارتمى أمامها مصلياً بخشوع ودموع كي يكشف الله براءته من هذه التهمة ويشفي له يده كتأكيد لبراءته، وتوجّه إلى والدة الإله بصلاة حارة لتتشفع من أجله. ثم بقي على هذه الحال إلى أن تعب ونام. وإذا بالسيدة العذراء تظهر له في الحلم قائلة: “قد شُفيت يدك التي ستكون قلم كاتب ماهر سريع الكتابة”، وأخذت اليد – ( الكف ) – عنه ووضعتها مكانها، فعادت كما كانت، فاستيقظ القديس من غفوته معافى اليد وأخذ يصلي شاكراً ممجدا الله العجيب في قديسيه، ومطوبا أمه الدائمة البتولية . وللشهادة على قطع يده بقي موضع القطع كخيط أحمر . ويقال إنه بعد نهوضه من النوم أنشد في الحال ترنيمة “إن البرايا بأسرها تفرح بك يا ممتلئة نعمة ” . في الصباح ذاع صيت هذا الشفاء المعجزي العجيب في كل دمشق. وبلغ مسمع الخليفة. فجاء الوشاة إليه قائلين بأن يوحنا لم تقطع يده، بل أنه أعطى أحد عبيده أموالاً كثيرة كي تقطع يده عنه. فاستدعى الخليفة القديس ليستمع منه الدفاع، فأراه القديس علامة القطع التي بقيت كالخيط الأحمر، استغرب الخليفة، وسأله بدهشة عن الطبيب الذي أعاد له يده كما كانت. فأخبره يوحنا عن الأعجوبة التي حدثت معه، فعرف الخليفة بالخديعة وبأنه حكم على القديس ظلماً، فطلب منه المسامحة وأعاد له كرامته السابقة كوزير. ولكن القديس الذي كان قد عاهد نفسه على ترك الحياة الدنيوية، والتفرغ للحياة الرهبانية الملائكية، طلب من الخليفة أن يأذن له بترك كل شيء كي يتفرّغ للعبادة والخدمة الالهية . فحزن الخليفة على خسارته صديقه ووزيره، لكنه تركه يمضي !! توجّه القديس إلى بيته، وباع ما له إذ كان ثريا ، ووزعه على الفقراء. ثم قصد فلسطين والتحق بدير القديس سابا للنساك . تاركا خدمة القصور الارضية لخدمة البيت الابدي والملوكي الباقي . و لم يحمل معه سوى هذه الأيقونة المقدسة. وقد صاغ القديس معصماً من الفضة ووضعه عليها عربون شكرٍ منه على شفائه العجيب وتذكيراً به . بقيت هذه الأيقونة علامة علي عمل الله العجيب القادر علي كل شئ والممجد في قديسيه ومتقيه
وقد القى الباحث الأستاذ نبيل شحاته بسطا – محاضرة بعنوان ” الحوارات الدينية ونشوء على الكلام ” ولقد تناول البحث بعض من الأراء الدينية لاحد القديسين الذين عاشوا فى كنف الدولة الاموية ، وخدم في بلاطها وهو ” منصور بن سرجيون ” المعروف بالقديس يوحنا الدمشقى ، ولد لقديس يوحنا الدمشقى فى ظل خلافة بن أميه وتعلم الفلسفة وبرع فيها ، وأنتهج منهج الفليسوف أرسطو فى التفكير فى كافة معطيات الإيمان ، وأخذ فى دراسة كافة أقوال أباء الكنيسة ، وخدم فى بلاط الخلافة الأموية ، حيث كانت عائلته ذو منصب مرموق فى الدولة الأموية ، وقد كان جدة الأكبر مشرفاً على المفاوضات التى جرت عند دخول العرب سوريا . وأتجه القديس يوحنا الدمشقى للرهبنة فى دير مار سابا واخذ فى بداية نشاطة العلمى ، حيث أنتج العديد من الكتب والمعارف الدينية وعلى راسها كتاب ” ينبوع المعرفة ” والمئة مقال فى الإيمان الارثوذكسى ” ، هذا كله بخلاف دفاعة الشهير الذى رج أصداء الفكر المسيحى عن الأيقونة المقدسة ، إلى جانب ذلك كله كان يوحنا الدمشقى حاملاً لتراثاً أنسانياً يتمثل فى فهم الفلسفات القديمة وتحديداً ” فلسفة ارسطوا ” ، وايضاً تراث اباء الكنيسة وشروحهم على الكتاب المقدس ، وحلقة الوصل بين كل هذا التراث القديم والفكر الفسلسفى الاسلامى .ولقد قام الباحث بالأستناد على أراء كثير من المؤرخين والفلاسفة العرب والغربيين الذين اكدوا أثر القديس يوحنا الدمشقى وأراءة فى بلورة الفكر الفلسفى الأسلامى ، من خلال تحليله لمصطلح الكلمة ( اللوجوس ) ، وقد أدت تلك الأراء الى وجود حالة من حالات النقاش والمجادلة مما جعل المتخصين من الفلاسفة الأسلاميين يسمون بــ” المتكلمين ” وظهر ما يسمى ” علم الكلام الذى كان نواه لنشوء الحركات الفكرية الأسلامة ونواة لظهور الفلاسفة المسلمين العظماء امثال الفرابى ، أبن سينا ، وابن رشد ، وغيرهم .
والقى الباحث الشماس جوزيف فايق يوسف بحث مهم بعنوان ” لمحة عن طقوس الكنيسة القبطية في العصر الأموي”
فقال من أروع ما تمتلكه الكنيسة القبطية طقوسها وهي الى جانب تاريخها من اهم ملامحها التي تميزها عن الكنائس الأخرى وطقوس الكنيسة بشكل عام هي كائن حي متفاعل مع الظروف ومتطور عبر التاريخ في الشكل انما يحمل ذات المضمون والهدف على مر الأجيال لهذا تجئ أهمية هذا البحث عن شكل طقوس الكنيسة في العصر الأموي لتجيب على هذه الأسئلة.
كيف كانت شكل الكتب الكنسية في هذا العصر ؟ و كيف تأثرت الطقوس بالواقع العربي الجديد في مصر؟ وهل كانت هناك تطور ما لحق الطقوس يخص العصر الأموي؟ وقد ركز الباحث فى اختيارة على عرض لبعض الكتب الطقسية في هذا العصر وتطورها كذلك عرض بعض الاشارات لبعض الطقوس من خلال كتب التاريخ وسير الاباء و عظاتهم وايضا عرض لملامح بعض اسرار الكنيسة (الافخارستبا و الزيجة) لاهميتها القصوى في طقوس كنيستنا كل هذا تم من خلال البحث في المخطوطات و كتب التاريخ والطقوس معا لنحصل على صورة حيه لما كان عليه شكل الطقوس في العصر الأموي وكيف تطورت وما هو سبب هذا التطور وهل مازال هذا الأثر باقيا حتى اليوم ام تغير.
والقى القس بيجول عبد الله زكى بحثا هاما عن نماذج من قديسين الكنيسة القبطية في العصر الأموي وركز الباحث على حصر بعض القديسين اللذين تنيحوا في سنوات العصر الأموي (622-750) م في مصر وفى البداية تكلم عن القديسين الاقباط الذين ينتمون للعصر الأموي و الى أي فئة ينتمون شهداء ام قديسين ام معترفين و هل أسمائهم موجودة في الكتب الكنسية وما هي تذكاراتهم وقسمهم الى الإباء البطاركة والرهبان والأساقفة واخرون.
أولا: الإباء البطاركة فقدعاصر العصر الأموي 9 من الإباء البطاركة من البابا ال 38 الى البابا 46 وهم البابا بنيامين البابا ال 38 وهو عاصر الفتح العربي والولاة اثناء حكم الخلفاء الراشدين وبداية العصر الأموي في مصرو البابا اغاثون البابا ال 39 و البابا يؤانس الثالث البابا ال 40 و البابا إسحاق(ايساك) البابا ال 41 و البابا سيمون الاول البابا ال 42و البابا الكسندروس الثاني البابا ال 43و البابا قسما الاول البابا ال 44 والبابا تاودروس البابا ال 45 و البابا خائيل الأول البابا ال 46 وهو عاصر نهاية الدولة الاموية وبداية العصر العباسي.
ثانيا: الإباء الرهبان (رهبان برية شهيت) الانبا يؤانس قمص شهيت (اخر من لقب بهذا اللقب) والانبا ابيماخس (تلميذ الانبا يؤانس قمص شهيت) والانبا ابرام والانبا جورجى والانبا اغاثو العمودي.
و(رهبان الصعيد) الانبا متيوس من اسنا وأبا سيث ( دير الانبا شنوده )
ثالثا: الإباء الأساقفة الانبا يوحنا أسقف نيقوس والانبا موسى أسقف اوسيم وزخارياس أسقف سخا
رابعا: اخرون وهم الشهيدة فبرونيا (من دير في الصعيد)و شهداء غير معروف عددهم او أسمائهم اثناء حكم الوالي عبد الله بن عبد الملك بن مروان
وبذلك اوضح الباحث ان الرهبنة كانت على مستوى جيد جدا وأسفرت لنا الكثير من الإباء الرهبان القدسين وكذلك المستوى الروحي والفكري للإباء الأساقفة يظهر قوة الكنيسة روحيا وفكريا رغم كل ما أحاط بها من تعب واضطهاد من الولاة العرب وبعض هؤلاء القدسيين موجود تذكار له في السنكسار وللأسف بعضهم مازال موجود فقط في بطون الكتب رغم أهمية اعمالهم.
والقت الدكتورة كميله شمعون إيليا أستاذ زائر للغات الكتابية ورقة بحثية عن يوحنا الدمشقي الذى ولد فى دمشق عام 676م وتوفى عام 749م واشارت الباحثة لتأثير فلسفة أرسطو عليه وكيف انتقل من تشريح جسم الإنسان إلى فهم نفسه كما استشهدت بقول الدكتور مايك باركر في كتابه تاريخ الكنيسة عن يوحنا الدمشقي هو أهم آباء الكنيسة الشرقية لإنه استخدم فلسفة أرسطو المتميز الذي كان أستاذ الاسكندر الأكبر لمدة ثمان سنوات وكان الإسكندر يرسل نباتات وحيوانات من البلدان التي يحتلها ويكفي أن نعلم إنه بمساعي وأفكار الإسكندر تمت ترجمة أسفار العهد القديم من العبري إلى الإسكندرية وكان هذا إنجازًا عزيمًا في تاريخ الدراسات الكتابية كتابة العهد الجديد وأرسطو كان تلميذ أفلاطون ومؤسس الفلسفة المشائية.
من أقوال مجرى الذهب المأثورة “هدف الأخلاق ليس المعرفة لكن التطبيق”. ووفّق الدمشقي بين العقل والإيمان, فوضع الفلسفة الإغريقية ولا سيما فلسفة أرسطو في خدمة الوحي, فاستخرج من كنوز الوحي الكثير من النتائج المهمّة والنفيسة.
“إن الذي يحكم بالقوة ليس أبًا ولكنه سارق، لأن الأب يستعين بالمنطق لإقناع أولاده.” وهنا نتحاجج يوقل الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ( إش 1: 8). الحوار والإنصات والتعبير عن الأفكار والمعتقدات بالمنطق.
وشاركت الباحثة الدكتورة سوزان فايز بورقة بحثية عن (الاطباء المسيحيون في العصر الأموي) وهو موضوع من الموضوعات الهامة وذلك لكون العلوم الطبية أهم العلوم العقلية المرتبطة بحياة الانسان وحفظ صحته
فقالت اهتم العرب بصناعة الطب وتطويرة وتتبع أهم ما توصل الية العلماء في هذا الجانب , فقاموا بترجمة الكتب اليونانية ودراستها وتشخيص مواضع الخطأ فيها , وتوصلوا الي اكتشافات رائعة بالتجربة والتطبيق العملي .
كما رفدوا الطب بإضافات قيمة أسهمت في تطويره , فبرز علي ذلك عدد كبير من الأطباء الذين حفظ لنا التراث أسماءهم ومؤلفاتهم وانجازاتهم وسار الطب في مساره الصحيح وتقدم في عصر الخلفاء الراشدين وصولا الي عصر الخلافة الأموية التي كان لها باع طويل في التطور والنهوض الطبي إذ امتاز بني أمية بأنهم أول من أوصل الأطباء الي قصورهم ومنازلهم وبالغوا في تكريمهم بصورة واضحة واستعرضت الباحث لمحة تاريخية عن اشهر الاطباء المسيحيون العرب منهم
ثاودرون وكان يعالج امراض العيون عالج الشاعر الاموي (المتوكل الليثي ) الذي كان يعاني من تعب شديد في عينة وايضا ابن ملوكة النصراني كان في ايام الامير عبد الله وكان يصنع بيده ويقص العروق وكان علي باب داره (30) ثلاثون كرسيا لقعود الناس
كذلك اسحاق الطبيب كان والد الوزير ابن اسحاق مسيحي النحلة كان مقيما بقرطبة له منافع عظيمة واثار عجيبة – فاق جميع أهل دهره كان في ايام الامير عبد الله الاموي
وايضا ابن آثال وهو طبيب نصراني المذهب وهو من الاطباء المتميزين في دمشق، اتخذه ً معاوية بن أبي سفيان طبيبا لنفسه وأحسن اليه وكان كثير الانقاد له والاعتقاد فيه والمحادثة له ليلا ونهارا وله خبرة بالادوية المفردة والمركبة وقواها وكان بارعا في صناعة السموم والقواتل وكان مطيعا ً لمعاوية فقد استعان به للقضاء علي الأشتر النخعي حين بعثه الامام علي بن ابي طالب واليا علي مصر بعد مقتل محمد بن ابي بكر وعلم معاوية أن أحب طعام الي الاشتر هو العسل فنبه ابن آثال الي ذلك فدس له السم في العسل وأكله فمات علي إثر ذلك ولهذا قال معاوية : ” أن لله جنودامنها العسل ” وقال العرب في أمثالهم : ” إن السم في العسل”
وكذلك ابو الحكم الدمشقي كان طبيبا نصرانيا عالما بأنواع العلاج والأدوية قال عنه ابن فضل الله العمري : ” كان من حذاق العلماء وسباق أهل الطب القدماء وله في علمه حقائق وفي فهمه ما ينفذ صدر الأعمار كان يستطبه معاوية بن ابي سفيان ويعتمد عليه في تركيب الأدوية عالج الخليفة عبد الملك بن مروان من علة أصابته ومنعه من شرب الماء لمدة يومين ولكن الخليفة عبد الملك لم يلتزم بتعليمات طبيبه الذي منعه من شرب الماء لكنه شرب الماء ومات من ساعتها
هذا بالاضافة للعديد من الاطباء الاخرين
وعن اشهر المستشفيات اضافت الدكتورةسوزان فايز يعد الخليفة مروان بن الحكم (64- 65ه) (683/ 684م) اول خليفة أموي اعتني بالعلوم وقام ببناء بيمارستان وعين بها اطباء و موظفين وكان يرافق الخليفة عدد من الأطباء أثناء قيادته للجيش وذلك لمداواة الجرحي بالعقاقير الطبية والطرق النفسية وقد شهدت مده حكم الخليفة الوليد بن عبد الملك (86 – 96) ( 705- 714) كثير من الانشاءات لإيواء العجزة والمساكين والمرضي والعميان وخصص لهم الرعاية وقد اهتم بالناحية الصحية حيث أمر بإنشاء عدد من المستشفيات لمعالجة الناس وخصص بعضها للمجذومين وذوي الأمراض المعدية حتي لا تنتشر في البلاد وهو اول من اتخذ المستشفيات الخاصة وأمر بإنشاء مستشفي للمجذومين في دمشق سنة (88ه / 706م) كما امر بمعالجة المرضي علي نفقة بيت المال كماانشا مؤسسات للمصابين بالصرع والعمي والبرص.
وكان خوفه من انتشار الامراض فعمل علي اعطاء المريض ملابس جديدة ومعقمة واخذ الملابس القديمة وحفظها في مكان خاص – وخصص لكل مريض سرير خاص به – وادوات خاصة كالمأكل والمشرب – ووضع طرق عديدة للعلاج.