نظم أتيليه الاسكندرية ، ندوة عن الدور الوطنى للاقباط فى ثورة 1919 وذلك بمناسبة مرور مائة عام على تلك الثورة المجيدة فى تاريخ مصر بقيادة حزب الوفد والزعيم الوطنى سعد زغلول .
تحدث فى الندوة التى حضرها نخبة من مثقفى الاسكندرية كل من :الباحث والكاتب الصحفى سليمان شفيق ، والدكتور جان ماهر حفيد البطل عريان يوسف الذى حاول اغتيال يوسف وهبة باشا رئيس وزراء مصر عام 1919 ، والدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي السكندرى ، ومصطفى ابراهيم طلعت ابن القطب الوفدى ابراهيم طلعت و المشرف على صالون ابراهيم طلعت الثقافى .
أدار الندوة الدكتور محمد رفيق خليل ، نقيب أطباء الاسكندرية ورئيس الاتيليه والذى استهل حديثه قائلا .. نحن نحتفل بالثورة الام ثورة 19 كما نحتفل بحفيدتها ثورة 25 يناير ، ثورتان امتزجت فيهما دماء المصريين جميعا ، فكلنا اقباط مسلمون ومسيحيون ، والاقباط المسيحيون كان لهم دور كبير فى ثورة 19 ، فقد استطاعوا أن يهزموا المؤامرات البريطانية والاستعمارية ، وكان أول هدف لتلك الثورة هو الوحدة الوطنية ، وحيما نتحدث عن ثورة 19 ، نذكر فخرى عبد النور ، ويصا واصف ، توفيق اندراوس ، واصف بطرس محطم سلاسل البرلمان ، رمسيس ويصا واصف ، وسينوت حنا ومكرم عبيد وعريان يوسف سعد والقمص سرجيوس خطيب الثورة .
ثم تلا الكملة الافتتاحية ، كلمة لـ مصطفى ابراهيم طلعت الذى تحدث عن بعض شخصيات الثورة وبالأخص القمص سرجيوس الذى لقب بخطيب ثورة 19 والذى رفع شعار يحيا الهلال مع الصليب ، وكان المسلمون يذهبون لسماع خطبه قبل المسيحيون حيث حمله مشايخ الازهر وطافوا به القاهرة حتى وصل لمنبر الجامع الأزهر الذى ظل يخطب فيه لمدة 89 يوما ، وتابع بأن ثورة 19 كانت بدايتها الحقيقية يوم 13 نوفمبر 1918 حينما طالب وفد مكون من سعد زغلول وعلى شعراوى وعبد العزيز فهمى بالاستقلال فقيل لهم من فوضكم ، وبدات ثورة 19 وجمعت التوقيعات ليمثل مصر وفد بقيادة سعد زغلول وتجلت وحدة وطنية حقيقية ، فنذكر مرقس حنا وسينوت حنا وجورج خياط ومكرم عبيد وويصا واصف وواصف غالى والقمص سرجيوس .
كما تحدث الدكتور جان ماهر عن جده الفدائى ” عريان يوسف ” الذى قام بمحاولة اغتيال رئيس وزراء مصر فى عام 1919 ” يوسف وهبة باشا ” ، واستهل حديثه قائلا أن الكنيسة القبطية المصرية تأتى جنسيتها قبل عقيدتها ، وان جده عريان يوسف قد ألهمه وألهم عائلته كلها وأن له اثر خرافى فى الناس الذين عاصروه .
روى الدكتور جان ماهر حفيد ” عريان يوسف سعد” قصة جده ذلك الشاب القبطى الذى تحول من طالب يدرس الطب فى القاهرة إلى فدائى يحمل قنابل ومسدسات ويحاول قتل رئيس وزراء مصر عام 1919 ، وعن أسباب محاولة الاغتيال ، قال حفيد الفدائى عريان يوسف انه عقب اعتقال سعد زغلول خرجت لجنة من بريطانيا للتفاوض مع الحكومة المصرية ووقع الاختيار على الرجل القبطى ” يوسف وهبة باشا ” ليشكل الوزارة التى ستقوم بالتفاوض مع الانجليز ، وهو الامر الذى جعل المصريون يعتبرونه عميلا ، وقرر عريان سعد فى ذلك الوقت ان يقوم بقتل رئيس الوزراء ثم يسلم نفسه للعدالة حتى لا يتم اتهام شخص مسلم ، وتحدث فتنة فى صفوف الحركة الوطنية للمصريين .
وقد القى عريان يوسف قنبلتين على سيارة رئيس الوزراء ، ولكنه نجا من الموت ، وتم الحكم على عريان يوسف سعد بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات ، وقد اعترف فى التحقيقات بأنه أراد، كقبطي، أن يغتال عميل الاستعمار، حتى لا يدان المسلمون ويكون الباعث دينيا ومن ثَمَّ تشوه الحركة الوطنية.
ومن جانبه تحدث الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملى بالاسكندرية ، عن مقولة ” الدين لله والوطن للجميع ” التى جعلها المصريون شعارا لثورة 1919 ، قائلا ان قيمة الوطن لا يعرفها سوى من يحبون هذا الوطن الذى قال عنه البابا تواضروس الثانى ” وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن ” ، وقال فيه شوقى أمير الشعراء ” وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى اليه فى الخلد نفسى عنه ” وقال عنه جمال حمدان ” مصر فلتة الطبيعة ” ، اما الذين لا يعرفون قيمة الوطن فقد قالوا عنه أنه حفنة عفنة من التراب ، وتابع صديق بأن معنى الوطن للجميع ، أن الجميع متساوون فى الحقوق والواجبات ، وأنهى كلمته بمناشدة للرئيس السيسى قائلا : خد بالك ياريس شوية من إمارة المنيا .
وفى كلمته تحدث الكاتب الصحفى سليمان شفيق عن الدورالوطنى للكنيسة المصرية وعن الحركة الوطنية للاقباط قال أن الاقليات هم اكثر الناس سعيا الى التحرر ، والاقباط لم يتركوا حركة تحرر إلا وشاركوا فيها ، بينما حاول الاستعمار فصل اللحمة الوطنية ولكنه لم يستطع ، كما تحدث عن المقدمات الفكرية والسياسية التى أوصلت المصريين لثورة 19 وأضاف بأنه قام بدراسة عن الاقباط وحركات التحرر ووجد ان المؤسسات الدينية ( المسجد والكنيسة ) هما المعيار الوطنى.
وانتهت الندوة بترديد نشيد بلادى بلادى من جانب كل الحضور .